شهدت مدن السودان المختلفة مظاهرات سلمية في الذكرى الثانية لثورة ديسمبر الشعبية رغم ظروف جائحة كوفيد 19، رفعت شعارات متباينة دون أن تتصدى لها الشرطة والقوات الأمنية وهذا أمر محمود لها يؤكد إلتزامها بأدوارها المهنية وحماية الديمقراطية.القراءة الأولى لهذه المظاهرات أنها أسقطت المحاولات الخبيثة التي كانت تهدف لتحويلها إلى مظاهرات معادية للحكومة الانتقالية بكل مكوناتها، وبالعكس من ذلك ارتفعت أصوات كثيرة وسط المتظاهرين تؤكد تأييدها لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، وإصرارها على مواصلة مسيرة الثورة لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والمجتمعية.قراءة اللافتات والشعارات توضح بعض المطالب المشروعة مثل استكمال بناء أجهزة الدولة خاصة المجلس التشريعي، والإسراع بالقصاص العادل لدم الشهداء، ومعالجة أسباب الأزمة الإقتصادية والاختاناقات المعيشية.
برز إتجاه واضح وسط المتظاهرين ضد استمرار وجود مخلفات نظام الإنقاذ البائد في بعض مفاصل الدولة واستمرار الهيمنة العسكرية، وتجاوزها لدورها الأهم في حماية أمن السودان وسلامه.نؤكد مجدداً انه ليس هناك تعارض بين مدنية الدولة وتعزيز القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى، بل في الدولة المدنية تتحقق مهنيتها للقيام بمهامها كل في مجال تخصصه بعيداً عن الصراع السياسي والإستثمار في غير مجالات الدفاع والأمن.
مرة أخرى نحذر من مخاطر الخلافات الحزبية التي طفحت على سطح قوى الثورة ونرى ضرورة الإسراع بالإصطفاف من جديد لمواجهة محاولات المتربصين بالثورة للإننقضاض عليها من الداخل، ودفع الجهود المبذولة لتحقيق السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين بدلاً من إفتعال معارك بلا طائل على المناصب المؤقتة التي لاتخدم للوطن ولا للمواطنين قضية.هذا لايعني إستعداء الاخرين – من القدامي والقادمين – ماداموا على العهد مع الشعب وثورته دون تفريط في إستحقاقات العدالة ورفع الظالم.أكدت هتافات الجماهير رفضها لجيوب نظام الإنقاذ الساعية للتسلل من جديد لاسترداد سلطتهم المبادة مفضلين معاناة الجوع على حكمهم الظالم.