قال رئيس مجلس الوزراء رئيس الدورة الحالية لمنظمة الإيقاد د. عبدالله حمدوك إن جائحة كورونا وآثارها السالبة على حياة وسُبُل عيش شعوبنا لاتزال مصدر قلق مشترك لنا جميعاً،وانه لا يمكننا أاستبعاد الخطر الذي يُمثله الجراد الصحراوي، والذي رغم انحساره في الوقت الحالي، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدًا يلوح في الأفق على منطقتنا.
جاء ذلك لدى مخاطبته بجيبوتي فاتحة أعمال القمة الاستثنائية رقم 38 لمنظمة الايقاد وذلك بحضور رؤساء دول جيبوتي والصومال وكينيا ورئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديموقراطية ونائبة رئيس جمهورية جنوب السودان ر، وممثلة جمهورية يوغندا السفيرة ، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي د. موسى فكي محمد، والسكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد د. ويركنيه قبيهو، ووزراء الخارجية والسفراء بدول الإيقاد، وشركاء وضيوف الإيقاد
و أشار سيادته الى أن البيانات والتنبؤات طويلة الأجل الصادرة عن مركز رصد المناخ بالإيقاد، تُظهر عن مُفارقة مهمة يجب الانتباه لها، وهي أن الجفاف الشديد الذي تعقبه فيضانات واسعة النطاق يتجه -ولو كان ببطء- ليصبح القاعدة في منطقتنا ، موضحاً أن هذه التهديدات لها تأثير كبير على الوضع المستقبلي للشؤون الإنسانية والأمنية والتنموية لدول الإيقاد .
ودعا د. حمدوك شركاء الإيقاد والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم للجهود المبذولة بواسطة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) من أجل بناء السلام بالمنطقة، كما دعا إلى اغتنام هذه الفرصة لتعزيز المشاركات الدبلوماسية والسياسية وبناء علاقات طيبة بين المجتمعات في المنطقة، وأكد رئيس مجلس الوزراء كذلك على حاجة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) والمجتمع الدولي لتعزيز التعاون الثنائي والمشترك بينهما، ودعا أيضاً الشركاء الدوليين للمحافظة على صداقتهم الثابتة ومواصلة التشارك الفعّال مع الإيقاد وذلك من خلال توفير الدعم السياسي والفني والمادي والذي نحن في أمَسِّ الحاجة إليه.
وأوضح د. حمدوك أن انعقاد هذه القمة في جيبوتي، مقر الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) لأول مرة منذ 20 عاماً هو بمثابة تعبير عن الإرادة السياسة التي حشدناها لإصلاح وتفعيل منظمتنا الإقليمية، وتقدم سيادته بالشكر لفخامة الرئيس إسماعيل عمرقيلي، وحكومة وشعب جمهورية جيبوتي على استضافتها وترحيبها الحار وكرم ضيافتها، متمنياً أن تتشرف جيبوتي، وتمشياً مع حقيقة وضعها كمقر لمنظمتنا، باستضافة المزيد من اجتماعات القمة لرؤساء دول وحكومات منظمة الإيقاد.
كما أعرب د. حمدوك عن سعادته بشكل خاص على قدرة قادة المنظمة على الاجتماع في هذا الوقت القصير، تحديداً مع استعداد الناس للذهاب إلى موسم الأعياد واستقبال العام الجديد، مشيراً الى ان مؤتمر رؤساء الدول والحكومات دعا للنظر في عقد اجتماعات منتظمة لتقييم التقدم الذي نُحرِزُه نحو تحقيق رؤيتنا المشتركة لمنطقة الإيقاد، وتقديم الرأي بشأن القضايا التي يتطلب حلها أعلى مستوى من التشاور.
وأضاف رئيس الوزراء أن اجتماع عائلة الإيقاد، يتيح الفرصة لمعالجة المسائل العاجلة، لا سيَّما التطورات الحالية في المنطقة، وأضاف في هذا الجانب “نُدرك أن هذا “الاجتماع العائلي” يأتي في وقت حرج، حيث تُحاصر دُولنا مجموعة كبيرة من التحديات والتهديدات داخليًا وخارجيًا لذلك، وكقادة لدُول الإيقاد لدينا واجب جلل ناحية مواجهة هذه التحديات، خصوصاً وأن شعوبنا تتطلع إلينا لنتوصل إلى حلول لمختلف القضايا والمشاكل التي تؤثر على منطقتنا”.
وقال رئيس مجلس الوزراء أن هذا الاجتماع اليوم يتيح فرصة لتقييم الإنجازات الكبيرة التي تحققت في مكافحة جائحة فيروس كورونا، ودفع خطر الجراد الصحراوي، والتقدم نحو سلام دائم في دولة جنوب السودان، وتعزيز الانتقال الديموقراطي في جمهورية السودان، ًمؤكداً وبصفته رئيساً للإيقاد أن المحادثات التي ستجري في الجلسة المغلقة اليوم تظل مُلتزمة بمبادئ منظمتنا، التي تتعلق بالسيادة الكاملة للدول الأعضاء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء؛ ولكن أيضا السعي للتسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار حفاظاً على السلام والاستقرار والأمن الإقليميين.
وأشار رئيس الوزراء إلى إن قمة اليوم هي فرصة للتداول بشأن القضايا المُستجدة في إقليمنا، ومواصلة الحوار حول إدارة التحديات السياسية في منطقتنا، والاستماع إلى آخر المستجدات بشأن سير وتطور عملية السلام الجارية في جنوب السودان، والعملية الانتقالية في السودان، والصومال.
كما أكد د. حمدوك أن استعداد رؤساء دول وحكومات الإيقاد للاستجابة السريعة لهذه الاجتماع والحضور لجيبوتي لهو أمر مُشجَّع، ويوضح روح الأخوّة المطلوبة للاستجابة للتحديات التي نواجهها جميعاً، معرباً ونيابةً عن قمة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) عن خالص امتنانه للمنظمة الأم، الاتحاد الأفريقي، ولشركاء الإيقاد الذين قدموا التزامات مهمة وملموسة لأجل إيجاد حلول للتحديات الجماعية التي نواجهها، وفي دعمهم رؤية السلام والازدهار والتكامل الإقليمي التي نحملها.