فشلت مباحثات الحدود المنعقدة منذ الأمس فى الخرطوم وذلك لنكوص وتراجع الوفد الاثيوبى عن الاعتراف باتفاقية العام 1903 بين حكومة السودان واثيوبيا الإمبراطورية والتى نصت على اعتماد خط قوين اساس لتخطيط الحدود وهو ما حدث فعلا لاحقا عندما تم تخطيط الحدود بالاستناد على خط قوين .وكان من المفترض أن تكون هذه المفاوضات لعمل اللجان المشتركة ميدانيا وضع ما تبقا من علامات دولية وهى قليلة .
حجة الوفد الاثيوبى بعدم الاعتراف بخط قوين انها تمت فى العهد الاستعمارى ، والجدير بالذكر أن الإنجليز وقعوا الإتفاقية نيابة عن السودان مع الإمبراطور الاثيوبى وقتها ” منليك” أى أن إثيوبيا لم تكن مستعمرة وقتها .
يقود المفاوضات من الجانب الاثيوبى صقور الامهرة وهم ديمكى مكنن نائب رئيس الوزراء و صقر الصقور قدو اندرا جاتشيو مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية وقاد خطأ متشددا فى مفاوضات سد النهضة فى واشنطن عندما كان وزيرا للخارجية . أيضا هناك من الصقور والمتطرفين الامهرة تمسقن طرونيه رئيس جهاز المخابرات والأمن الوطنى وكان حاكم اقليم الامهرة وقبل أشهر تم تعيبنه فى المخابرات لكنه لم يشارك فى الوفد. وعندما كان حاكما لإقليم الامهرة كانت لانتهاكات الأثيوبية فى الفشقة فى ذروتها.
يوجد غليان شعبى حاليا فى الامهرة لدخول الجيش السودانى للفشقة وهناك دعوات ونفير لاستعادتها خاصة أن المزارعين الإثيوبيين تركوا خلفهم أكثر من 250 الف فدان مزروعة ذرة والسودانيين يحصدونها حاليا.
يقود النفير وبدعم مستتر من حكومة الامهرة فى بحر دار شيوخ القبائل والارماتشو وهم عصابات الشفتة من الامهرة والوالقاييت.
لأن اتفاقية 1903 ضمت بنى شنقول السودانية لإثيوبيا يحق للسودان التراجع عن الإتفاقية لأن الإنجليز هم من وقعوها مع حكم وطنى فى إثيوبيا ومن حق السودان المطالبة بها رسميا .
هناك أحاديث عن موقف إثيوبيا لا يعدو عن مناورة سياسية لإجبار السودان لتغيير موقفه من بعض ملفات سد النهضة . وهو ما سنناقشه فى المقال التالى.
ومن المقرر أن تنتهى جولة المباحثات الخامسة من مساء اليوم وسنرى مايضيفه البيان المشترك.