أعلنت هيئة الانتخابات الوطنية في إثيوبيا، الجمعة(25 ديسمبر 2020)، إجراء الانتخابات البرلمانية في 5 يونيو، مؤكدة أن الجدول الذي أعدته للانتخابات، لا يشمل إقليم تيغراي، في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء، آبي أحمد، إخماد أعمال عنف سياسية وعرقية في عدة أقاليم، في مقدمتها تيغراي.
وقالت هيئة الانتخابات، إن الجدول الذي أعدته للانتخابات، لا يشمل إقليم تيغراي، موضحة أنها ستعلن عن موعد إجراء الانتخابات في الإقليم، فور تشكيل حكومة محلية تكون قادرة على تأمين فتح مكاتب الانتخابات.
وأرجأت السلطات الإثيوبية، الانتخابات العامة التي كانت مقررة في أغسطس، بسبب فيروس كورونا. وقالت هيئة الانتخابات، إن تسجيل الناخبين سيتم من الأول وحتى 30 مارس. ويتولى زعيم الحزب الفائز في الانتخابات، رئاسة الوزراء.
ويواجه حزب الرخاء بزعامة آبي أحمد، وهو حركة في عموم إثيوبيا تأسست قبل عام، تحديات من جانب أحزاب تأسست على أساس عرقي وتسعى للحصول على مزيد من السلطة والنفوذ للأقاليم التي تمثلها.
ولإثيوبيا، وهي ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان بعد نيجيريا، نظام اتحادي يضم 10 حكومات إقليمية، كثير منها بها خلافات حدودية، أو تواجه اضطرابات على نطاق محدود.
وفي إقليم تيغراي شمال البلاد، يُعتقد أن آلافاً لقوا حتفهم، وفر نحو 950 ألفاً من ديارهم منذ اندلاع القتال بين قوات الإقليم، وقوات الحكومة الاتحادية في 4 نوفمبر.
وأجرى إقليم تيغراي انتخابات خاصة به في سبتمبر، في تحد للحكومة الاتحادية التي أعلنت بطلان الانتخابات.
وعلى مدى 3 عقود تقريباً، حتى تولي آبي أحمد، رئاسة الوزراء، كانت مقاليد السلطة في إثيوبيا في قبضة ائتلاف من 4 حركات تشكلت على أساس عرقي، ويهيمن عليه حزب من تيغراي، وكانت الإدارة تحكم بأسلوب استبدادي حتى وصول آبي أحمد إلى المنصب عام 2018، في أعقاب سنوات من احتجاجات الشوارع الدامية المناوئة للحكومة.
وشهدت الشهور الأولى من حكم آبي أحمد، إصلاحات سياسية واقتصادية، منها الإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين.
وفي 2019، دمج آبي أحمد، 3 من الحركات الأربع لتشكيل حزب الرخاء، فيما رفض حزب جبهة تحرير تيغراي الانضمام.
وساهم اتفاق السلام الذي أبرمه رئيس الوزراء الإثيوبي مع إريتريا، التي حصلت على استقلالها عن إثيوبيا عام 1993 بعد سنوات من الصراع، في فوزه بجائزة نوبل للسلام 2019.
لكن تحركاته لتخفيف القبضة الحديدية للحكومة تلتها أعمال عنف مع مسارعة سياسيين وفصائل إلى السيطرة على الموارد والسلطة.
وأرسل آبي أحمد، الجيش إلى إقليم بني شنقول غومز المتاخم للسودان، الخميس، بعد إقدام مهاجمين على حرق منازل وقتل أكثر من 200 فرد في إحدى القرى، كما يسعى جاهداً إلى السيطرة على تمرد قديم في إقليم أوروميا وهو أكبر المناطق السكانية بالبلاد.