عمنا الاستاذ الصحفي المخضرم الجميل: عمر عبدالتام، الله يرحمه. لذيذ، حاضر النكتة، شديد الذكاء، خفيف الروح، واسع المعرفة.. بروح طفل وهو الشيخ السبعيني.
صحيفة الايام، آخر الليل، أواخر التمانينات، خلف الله كان محرر الصفحة الاولى ومحمد لطيف سكرتير التحرير، وفي عوض ابوطالب ومحررين تانيين ما متذكرهم، وعمنا الاستاذ عمر عبدالتام محرر ورئيس القسم الرياضي، وانا مخرج الصفحة الأولى. قام استاذنا محجوب محمد صالح -رئيس التحرير- بتعديل الخبر الرئيس في آخر لحظة، ودخل لينا القسم الفني للمتابعة. صمت الناس كلهم في حضور الهيبة الطاغية للاستاذ.. وده الكان بيحصل باستمرار، ضجيج طاحونة صالة التحرير، أو أي مكتب في الجريدة بيتحول لصمت سمح ورايق لحظة دخول الاستاذ وحتى انصرافه. بتذكر كان في مباراة كاس اليوم داك.. انا لا افقه في الكورة ولا ابو النوم زاتو، فما اهتميت بمنو الغالب ومنو المغلوب، مخرج وبس. استاذنا محجوب اعاد صياغة الخبر الرئيس مع خلف الله، علم وسمكرة وفن وشغل عجيب في اللغة والاعلام والحكمة، انتهى وانتظر الإخراج، والواطه صانه.
خلصت الاخراج وشاف هو الصفحة في شكلها النهائي. اتلفت لعمنا عمر: كتبت شنو في خبر مباراة الليلة يا عمر؟: كان الحظ مجانباً لفريق “….” وكذا الهواء؟- ثم التفت مشيراً لبقيتنا- حقو تعلم الشباب ديل فنون الصياغة الصحفية. وطلع. … رحم الله عمنا الاستاذ الجميل الجليل عمر عبدالتام.. طول العمر والصحة والعافية لاستاذنا العملاق محجوب محمد صالح. … ** معقول؟ ولا صورة واحدة في هذا الفضاء القاها للاستاذ عمر عبدالتام؟ شيخ وعميد الصحافة الرياضية. ولا صورة بالغلط؟؟
*الكاتب فنان تشكيلي، وأحد مصممي الصحف منذ الثمانينيات، وله رواية بالعامية “الحكايات الغميسة” صادرة عن دار الصفصاف للنشر، 2016م.