• ما يحدُث للكيزان، ومن الكيزان هذه الأيام، ومِمن شايعهم من الكَذَبة البكَّائين، ومن المُرائين، ومن الغَفَلة الطيبين، هو ما حدث بالضبط لمحمود الكذَّاب في قصة (هجم النمر هجم النمر) المشهورة !!
• فلقد إستنفد هؤلاء الكَذَبة المخادعون كلَّ فرصِهم لإستدرار دموع الشعب في قصص الغزلان التي تناولهم السكاكين ليذبحوها إطعاماً للمجاهدين، وفي هطرقات المهرِّجين منهم في أحلامهم المنافقة التي يرَون فيها النبي الأكرم وهو يمسك بيدي نافع علي نافع ومأمون حميدة ويبارك عليهما !! وفي مداجاتهم ومنافقتهم وسكوتهم عن الرئيس السفّاح وهو يبيد شعبه، ويُيَتم أطفاله، ويرمِّل نساءه وهم يسامرونه، ويجالسونه، ويستحلون له القتل والسحل بفتاوى الضلال المنافقة !!
• لم يعُد أحدٌ ينخدع ببكائهم ولو تباكى كلُّ أئمتهم في وقتٍ واحد، من على منابر البللور، في سيمفونيةٍ بكائيةٍ جماعيةٍ واحدة تسُد الآفاق بالجعير والنخجي والنخاخيم !!
• ولو هجم النمر (بالصح أو بالكضب) فلن يستمع لصياح الكيزان أحدٌ بعد الآن، وبخاصة في كل أمرٍ يخص الدين..فلقد أتيح لهم في ثلاثين سنة أن يكونوا مجرد مسلمين من أواسط الناس، ولكنهم أبَوا إلا أن يدَّعوا الملائكية المصطفاة، وحين كشف الله كذبهم وخذلهم إتضح للناس أنهم لم يكونوا حتى مثل ‹أراذل الكفار› ناهيك عن أواسط المسلمين !!
• ومع أنَّ الدكتور القرَّاي ‹ما بتشكَّر›، ولقد مرَّ على هذه البلاد عشرات، وربما مئات من مدراء المناهج غيره، من (الكَفَرة والمسلمين) ولا نكاد نذكر من أسمائهم واحداً، ولم نسمع أن أحداً منهم قد خلق ضجةً فارغةً، أو تهريجاً بايخاً مثلما يفعل القرَّاي اليوم !!
كانوا يؤدون واجبهم في صمتٍ ومنهجية، ويضعون مناهجهم في هدوءٍ ورويَّةٍ وبصيرة، ويوزِّعون الكتب في ميعادِها إلى مدارس الحضر والأقاليم بلا ضوضاء، ويتفوق الطلاب، ويخرج فيهم من ينفع البلاد والعباد..فلماذا هذا القرَّاي وحده يضع على الحكومة الهشة المشلولة أصلاً مزيداً من الأعباء، ويصبح خميرة عكننة لها بلا لازمة ؟!
مشكلة القرَّاي أنه لا تُتاح له فرصةٌ للحديث عن المناهج إلا ويستغلها ليعطي الناس دروساً في فكرِه وفلسفتِه، وينصِّب نفسه أستاذ الأساتيذ في تصحيح العقيدة، والتفريق بين الألوهية والربوبية، ‹وكادحاً إلى ربك كدحاً فملاقيه›، ويتغافل هذا الرجل أن مثل هذه التغييرات المنهجية كانت تأخذ من الأنبياء المرسلين المعصومين عشرات السنين، وبعضُهم أخذته مئات السنين كنوحٍ عليه السلام، أما هو، أي القرَّاي، فيريد أن يحدثها بالمؤتمرات الصحفية، في أقل من ثلاث سنوات، وهي المدة المتبقية على الفترة الإنتقالية التي تتراقص تحت هوج الرياح كلَّ يوم، هذا إذا لم يمددوها إلى ما لا نهاية، وإذا قُدِّر له هو أن يبقى مديراً لمناهج التهريج !!
• في النهاية من كان باكياً من الكيزان (وغاوينهم) فليبكِ على منافعِه، ومخصصاتِه من الهدايا، والعطايا، والمزايا، والحظايا، التي كانت تغدقُها عليهم حكومةٌ فاسدة، وتتهددها الآن لجان إزالة التمكين، أما بكاءٌ على دينٍ وعقيدة فهذا مما لا تصلح له الدموعُ المخادعة، والنخاخيم الكذوبة !!