احتفلت وحدي بالأمس 2 يناير 2021 بمرور شهرين على الصمت الرسمي و(الصهينة) من سلطة الانتقال حول ما كتبته عن منسوب الدفاع الشعبي (كمال حسن علي) المتهم بمجزرة العيلفون وغيرها.. والذي يعمل حتى الآن مندوباً عن السودان في الجامعة العربية ولعل هذا الرجل (كما سمعنا) يعلن مزهواً لمن حوله في عنجهية واثقة بأنه باق وليس في مقدور احد أن يزحزحه عن تمثيل السودان في هذا المنصب الرفيع في الجامعة العربية نائباً للأمين العام لشؤون اقتصاد العالم العربي من المحيط إلى الخليج..!
وبالفعل كان هو الكاسب في الرهان.. ليس في ثباته في هذا الموقع وعدم خلعه فحسب؛ بل بعدم قيام الدولة السودانية بمجرد الإعلان من باب إبراء الذمة (إعلامياً) بأن هذا الشخص لا يمثلها..! مجرد إعلان (يبرد حشا) الغضب الشعبي من أن يجلس على منصب مخصص للدولة السودانية في مؤسسة إقليمية يتوقع أنها تحترم السودان ومشاعر ثورته رجل متهم بقتل الأطفال والصبيان حتى لو كان مجرد اتهام بالاشتراك في جريمة بهذه البشاعة…!
وهو لا ينكر مسؤوليته عن تجنيد الصغار والإيفاع في الدفاع الشعبي ومعسكراته للقتال في الجنوب بل للغرابة الغريبة انه يجعل انتسابه لمليشيا الدفاع الشعبي من ضمن سيرته الذاتية التي أودعها في موقع الجامعة ومعها صورته (بالكرفتة)..!
لم اقتنع بكل ما قيل عن ضرورة أن يستمر هذا الرجل في هذا المنصب بحجة (خلوه يا جماعة يكمل دورتو) وكان من ظننا الذي أن إزالة هذا الشخص من تمثيل السودان ليست من المطالب العسيرة بل يمكن أن يتم بتفعيل قضية مجزرة العيلفون.. ولا شك إن اسمه سيكون في أول قائمة الاتهام ومن ثم يطالب السودان بمثوله أمام القضاء في قضية جنائية (وليست سياسية ولا يحزنون) وهذا ما يجعل الجامعة العربية في موضع اضطرار لإخلاء سبيله.. وإذا لم يكن الأمر من باب عضوية السودان في الجامعة العربية والالتزام بمقرراتها في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة وتجنيد الأطفال فيكمن أن تمنحه الجامعة (إجازة عادية) للمثول أمام المحكمة في السودان..حتى ولو كانت الإجازة خصماً على المرتب..!!
نؤكد أن هذا المنصب من نصيب حكومة السودان ولها حق أن تُرشح له مَنْ تختار.. وقد سبق أن قطعنا الطريق على أي شك وأوردنا ما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الحكومية بالنص وهو خبرها بتاريخ 4 سبتمبر 2016 الذي يؤكد ترشيح الحكومة السودانية – حكومة الإنقاذ الملعونة- (للسفير كمال حسن علي) لشغل منصب نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية..!
أليست هذه أعجوبة من أعاجيب الزمان أن يستمر هذا الشخص في هذا الموقع.. وهو ليس فقط من التمكينيين العاديين الذين سرقوا الوظائف ولهفوا الأموال؛ بل من المتهمين لدي الثورة في مجزرة قتلت العشرات من الصغار الأبرياء الذين تم تجنيدهم قسراً في معسكر العيلفون ثم عندما خرجوا ليقضوا العيد مع أهاليهم حصدهم الرصاص ومن لم يمت به مات غرقاً في مشهد من أشد فصول الأهوال إرعاباً في تاريخ المجازر..فهل يمكن أن نقول لأمهات هؤلاء الشهداء الصغار ولآبائهم وأخواتهم وأخوانهم إن السودان سينتظر حتى يكمل “كمال حسن علي” دورته (بمزاجه)..؟! وهل يقبل الوطن بأن يمثله في المنظمات العالمية شخص تحوم حوله مثل هذه الاتهامات الدموية الغليظة… وكما قال الملك لير: أيتها العواصف والزوابع.. وي خجلاً لك خجلاً..!!
murtadamore@gmail.com