تقرير- محمد اسماعيل
رحل الموسيقار والملحن والمبدع الكبير اللبناني إلياس الرحباني عن عمر يناهز 83 عاماً؛ خلفا ارثاً ثقافياً غزيزاً.
هو من مواليد 1938 في محافظة جبل لبنان، قدم مساراً فنياً متنوعاً ومتفرداً، فمزج بين التلحين والتوزيع وكتابة الأغاني، كما كان قائد أوركسترا.
وشكل إلياس إلى جانب أخويه منصور وعاصي الرحباني والمطربة فيروز، ما يوصف بالجيل الذهبي للتلفزيون والمسرح والموسيقى في لبنان.
لحن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، نحو 2000 منها عربية. وألف موسيقى تصويرية ل25 فيلماً، منها أفلام مصرية، وأيضا لمسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو. من أشهرها موسيقى فيلم “دمي ودموعي”، وفيلم (حبيبتي)، وفيلم (أجمل ايام حياتي)، ومسلسل (عازف الليل).
كان حلم الفنان الياس الرحباني الذي غيبه الموت صباح اليوم (4 يناير 2021م) منذ أن بدأ التلحين والتأليف الموسيقي. أن يلتحق بـمؤسسة الأخوين عاصي ومنصور، وينضم إليها، فيشارك الأخوين تجربتهما تأليفا وتلحينا وتوزيعاً. لكن الأخوين وبخاصة عاصي، لم يفسحا له المجال للانضمام إليهما إلا نادراً، وفي بضعة أعمال مسرحية، متيحين له الفرصة ليمنح المطربة فيروز بضع أغان كان هدف الرحبانيين هو أن يشق الياس طريقه وحده ويؤسس عالمه الخاص، من دون أن يتخليا عنه بتاتا.
وفعلا نجح الياس في تأليف ألحان ومقطوعات موسيقية تحمل توقيعه أو دمغته كما يقال، وهي متعددة الأجواء والأساليب، تراوح بين الأصالة اللبنانية والمناخ الموسيقي الحديث والشبابي، بين الطابع النخبوي والطابع الخفيف
ويذكر ان الياس تلقى دروسه الموسيقية أكاديمياً على خلاف الأخوين، في الأكاديمية اللبنانية أولاً ثم في المعهد الوطني للموسيقى، وقد تخرج عام 1956 وهو العام الذي ولد فيه زياد الرحباني. علاوة على تلقيه دروساً في الموسيقى طوال عشرة أعوام تحت إشراف أساتذة فرنسيين. عندما بلغ الياس العشرين من عمره 1958 التحق بإذاعة بي بي سي البريطانية الفرع اللبناني، وباشر العمل معها رسمياً فلحن 40 أغنية وأنجز 13 برنامجاً. ولقيت أعماله ترحاباً في الأوساط الموسيقية والفنية.
غير أن عام 1962 كان محطة رئيسة في مساره، فهو بدأ حينذاك الخروج إلى عالم الاحتراف الحقيقي .. وراح يتعاون مع مغنّين معروفين بعضهم ينتمي إلى مدرسة الأخوين، ومنهم المطرب الكبير نصري شمس الدين الذي لحن له أغنية ..ما أحلاها.. وباشر من ثم العمل مخرجاً ومستشاراً موسيقياً في إذاعة لبنان، وتعرّف إلى نينا خليل التي أصبحت زوجته وأم ولديه، الفنانين غسان وجاد. عمله في إذاعة لبنان فتح أمامه مجال التخصص في الشؤون التقنية، لا سيما في ما يتعلق بعالم الأستوديو والإخراج والإنتاج..
وفى مراحل حياته الفنية، وضع إلياس الرحباني ألحانا للمطربة صباح منها ..كيف حالك يا أسمر..و شفته بالقناطر ويا هلي يابا وغنى من ألحانه وديع الصافي.. نصري شمس الدين.. ملحم بركات وماجدة الرومي. وقد لحن لماجدة أغنية ..عم احلمك يا لبنان وكادت هذه الأغنية أن تتحول إلى ما يشبه نشيداً لبنانياً يردده الكثر وتعاون مع عدد من مغني الجيل الجديد، ومنهم جوليا بطرس وباسكال صقر.
أما مشاركته في عالم الأخوين رحباني والمطربة فيروز فكان قليلاً مقارنة مع غزارة ألحانه.. ولم يكن عمله داخل المؤسسة بارزا مع أنه نجح في تلحين وإعداد بضع أغنيات فيروزية ومنها: الأوضة المنسية.. معك.. يا طير الوروار.. كان الزمان.. كان عنا طاحون…