راهنت مجموعات التغريب والعمالة علي الفترة الانتقالية لتوريط الوطن والشعب. وتمثلت تلك المجموعات في قوي العمالة والارتهان للاجنبي واهل العقائد الشاذة وممثليات الاحزاب المستوردة العابرة للحدود وغيرها من مجموعات الهامش الفكري والعكننة السياسية وأهل الأحلام كما سماهم الإمام الصادق المهدي قبيل وفاته بايام في خطابه للدكتور البدوي وزير الاقتصاد الذي استقال احتجاجاً علي سلوك هؤلاء الحالمين.
نجح هؤلاء في التأثير البالغ علي المشهد وعلي حمدوك رئيس وزراء الانتقالية وطفق يتبعهم بلا بصيرة ولا ارادة، الي أن كاد الوقوع بالهاوية.
كانت مجموعات التغريب علي بؤسها تستعجل النتائج ولا تتردد في التقرير في كل أمر جلل من أمور الوطن بكل صلف وجرأة يحسدهم عليهما فرعون، وهم يعتقدون أن الفترة الانتقالية تمثل الفرصة الذهبية لتوريط الوطن وأجياله فيما لا يمكن تغييره الا بشروط لا تتوفر بالضرورة بيسر في النظام الديمقراطي وهم يعلمون أن حظوظهم في الإنتخاب وتمثيل ارادة الشعب صفراً كبيراً في ظل الواقع.
إلا أن الشعب المعلم قد حسم الدوري في مواجهتهم من أول جولة. الشعوب تكتسب قيمها عبر تجاربها مع الارض ومع الشعوب الاخري تمتد لالاف السنين حتي تترسخ وتصبح جزءاً لا يتجزأ من السلوك اليومي لافراد تلك المجتمعات وتصبح مطبوعة في اللاوعي، ولذلك ليس غريباً علي شعبنا المواجهة الراقية التي واجه بها فصل مؤامرة المقررات وقائدها القراي ومن ورائه كل مجموعات الأحلام والعمالة، حتي انكسرت تلك المؤامرة وخر بنيانها من القواعد لحظة خروج بيان رئاسة الوزراء، وأقبل القوم من أحزاب الفكة ومجموعات الاستلاب علي بعضهم يتلاومون.
الغلبة واكتساب الجولات في صراع الأجندة الفكرية والسياسية في اطار أجواء الحريات المطلقة لا يشترط قتل الخصم او حبسه او حتي نفيه وإنما يكفي إنكسار مشروعه ورفضه بنسبة كبيرة من قبل الشعب، كرد حاسم يلجمه حجراً، وهذا هو الذي تم بشأن مشروع مجموعات الفكة التي حاولت بكل انتهازية ان تغرز مفاهيمها بكل خبث فتلقت لطمة في جبهاها مباشرة من قبل الشعب المعلم الواعي افقدتها الوعي وجعلتها في غيبوبة لن تفيق منها قريباً.
انكسرت وانهزمت محاولة دعاة التغريب فيما يخص المناهج الدراسية هزيمة نكراء ستسير بذكرها الركبان، في مواجهة الشعب العظيم، ولم تستمر معركة المواجهة اكثر من بضع اسابيع فقط، وانتصرت المواقف المدافعة عن القيم الوطنية والدينية والتي منها الاسلامي والمسيحي والاعراف ومكارم الاخلاق، وتاكد استحالة تمرير مشاريع التشويه لتاريخ الوطن المشرف والمحفوظ.
معركة الشعب مع مجموعات الأحلام معركة عظيمة ما هي إلا مجرد مقدمة لشكل الصراع القادم في إطار المؤتمر الدستوري المنصوص عليه بالوثيقة الدستورية والذي سيؤطر الهوية وتوجهات الشعب والدولة السودانية في القوانين واسس الحكم.
وكان في تلك الاحداث درس بليغ لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء التعدي علي قيم الشعب وتاريخه وملامحه التي نالها باستحقاق واثمان باهظة عبر التاريخ.