أكد السودان التزامه بمواصلة التفاوض حول سد النهضة الاثيوبي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي في أي وقت حال تعديل المنهجية بإعطاء دور أكبر للخبراء.
وشدد وزير الري والموارد المائية بروفيسور ياسر عباس على أن السودان لا يحتمل ولا يتحمل المضي في مفاوضات لا نهاية لها، ولا تنتهي بنتائج وحلول ذات قيمة.
جاء ذلك في رسالة بعث بها اليوم (7 يناير 2021م) إلى وزيرة التعاون لجنوب أفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأشاد بروفيسور عباس بالتغير في منهجية التفاوض التي طالب بها السودان عبر إعطاء دور لخبراء الاتحاد الأفريقي، والتي تجلت في المذكرة التفاهمية التي أعدت من قبلهم، مما حدا بالسودان للمشاركة في اجتماع (3 يناير 2021م)، على مستوى وزراء الخارجية والري للدول الثلاث؛ وعدّ هذه المذكرة أرضية يمكن بدء التفاوض حولها.
واشارت رسالة الوزير السوداني إلى أن المجتمعين اتفقوا على عقد اجتماعات ثنائية اختيارية بين الخبراء، وكل من الدول الثلاث على حده؛ لمناقشة وتحديد نقاط الاختلاف؛ تحضيراً لمسودة ثانية للاتفاق، وأن السودان تقدم إثرها بطلب لترتيب اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الأفريقي في ذات اليوم الثالث من يناير 2021م، وذلك للتحضير للاجتماع الوزاري الثلاثي الذي اتفق على عقده في 10 يناير 2021م.
وأكد الوزير في رسالته أن السودان فوجئ بدلاً عن ذلك بدعوة إلى استئناف التفاوض الثلاثي، وأن السودان يرى تلك الدعوة تراجعاً عما تم الاتفاق عليه، وأنها خطوة تعدُّ ليست إهداراً للوقت فحسب، بل أحد أسباب توسيع شقة الخلاف بين الأطراف.
وأوضح وزير الري والموارد المائية في خطابه المرسل لوزيرة التعاون الدولي لجنوب أفريقيا التزام السودان بمبادرة الاتحاد الأفريقي، وأن السودان ينتظر جدولة الاجتماعات الثنائية بين الخبراء والمراقبين، وكل دولة على حده قبل اجتماع 10 يناير الوزاري.
كما عبر عباس عن قلقه البالغ من إعلان وزير الري والكهرباء الإثيوبي عن نية بلاده المضي قدماً في تنفيذ الملء للعام الثاني البالغ 13.5 مليار متر مكعب من المياه في شهر يوليو القادم من دون إخطار مسبق، ودون توقيع اتفاق أو تبادل للمعلومات مع خزان الروصيرص، وهذا ما يعدّ تهديداً مباشراً لسد الروصيرص، ولحياة القاطنين على ضفاف النيل، ولا يخفى على أحد الأثر السالب الذي أحدثه الملء الأول في يوليو 2020م (بنحو 5 مليارات متر مكعب) بالتسبب في مشكلات في محطات مياه الشرب بالعاصمة الخرطوم.