بضع اسئلة؛
السؤال الذي يدور بأذهاننا جميعا:
س1- هل يمكن لأي من العملاقين “الهلال والمريخ،” الفوز بدوري ابطال أفريقيا هذا العام او في الاعوام القليلة القادمة او في المستقبل في ظل كيف تدير وتعد الأندية المنافسة فرقها ، وماذ نفعل نحن بالمقابل؟
الإجابة: لا …
س2- متى يمكن ان يحقق العملاقان هذا الحلم؟
الإجابة: لن يحدث هذ أبدا ولا بعد 100 عام إذا ظل نهجنا في صناعة كرة قدم سودانية كما هو!
التعليق، وماذا إذا حدث ذلك!، اي فزنا باللقب !
اقول، سيكون نجاح بمثابة ضربة حظ (Fluke)
س3 ، السؤال؟ لماذا ؟
الإجابة بكل بساطة،،، انظر أولا للحقائق التالية المتعلقة ببعض الأندية المنافسة هذا الموسم 2020-2021:
5 فرق من داخل القارة، غربها وجنوبها ،،، مصنفة في درجة اعلى من الهلال والمريخ وبالمركزين الاول والثاني من داخل القارة مشاركة في نسخة2020 – 2021 للاندية أبطال أفريقيا ،،، تملك فرصا افضل من الهلال والمريخ وهي ، تي بي مازيمبي المصنف في المستوى الاول وماميلودي صن داونز جنوب افريقيا الحرية غينيا وفيتا كلوب الكنغو (المصنفة ثانيا) تملك فرص افضل وذللك للآتي:
يملك تي في مازيمبي هذا الموسم افضل اللاعبين بالكنغو بالإضافة الى (17) لاعبا اجنبيا محترفا وهم، 5 من ساحل العاج 4 من زامبيا 2 من غانا و 2 من تنزانيا ولاعب واحد من الدول التالية؛ مالي ويوغنداوكاميرون وغينيا ….
ويضم كشف لاعبي ماميلودي صن داونز هذا الموسم خيرة االلاعبين الوطنيين بالاضافة الى(9) اجانب محترفين وهم برازيلي ونيوزيلاندي ويوغندي وكيني وعاجي من ساحل ولاعب واحد من هذه الدول، زامبيا ونامببيا وليبيريا وصانع اللعب المعروف جستن سيرينو من اوروغواي …
وشمل كشف حرية افي سي الغيني، في موسم 2019-2020 بالإضافة افضل اللاعبين الغينيين (14) لاعبا اجنبيا محترفا وهم 2 من مالي 4 غانا و 2 من السنغال و 3 من بوركينا فاسو ولاعب واحد من الدول التالية، الكنغو ونيجيريا والنيجر …
وأخيرا يشمل كشف نادي اي اس فيتا كلول الكنغولي بالاضافة الى افضل اللاعبين المحليين (6) محترفين اجانب وهم 2 من ساحل العاج ولاعب من الدول، انغولا والكاميرون وبوركينا فاسو ويوغندا …
إنتبه ،،، لن أتحدث عن اندية شمال افريقيا بنفس الاحصائيات وبذات النهج لانها وبغض النظر عن اللوائح المنظمة التي اقرتها إتحاداتهم المشرفة على اللعبة للمحترفين الاجانب ،،، الا أنها دول تملك منظومة كرة قدم متقدمة عنا وتهتم بمنافسات الناشئين والشباب وتملك ذخيرة متميزة إداريا وفنيا لرفد انديتها بمواهب على قدر كبير من الجاهزية للمنافسة قاريا … كما تستفيد بعضها من القوانين التي اجازتها اتحاداتهم خاصة تلك المتعلقة بمعاملة لاعبي دول الجوار كلاعبين محليين، مثال؛ بتونس حيث يبلغ عدد المحترفين الاجانب في فريق الترجي التونسي ال 13 أجنبيا معظمهم جزائريين …
عطفا على أعلاه نعيد مقترح سبق وان طرحناه قبل اكثر من 10 سنوات :
1- على إتحاد كرة القدم السوداني السماح لأي ناد سوداني يتاهل الى دور المجموعات باي من البطولتين القاريتين (الابطال والكونفدرالية) ، إضافة اربعة محترفين اجانب بالإضافة الى الثلاثة المسموح بهم في بداية الموسم ليصبح العدد 7 اجانب على ان يدفع كل ناد مستفيد من هذا “الاستثناء الهام” لتعزيز فرص نجاح انديتنا “دوليا” في الوقت الحالي، مبلغ يترواح بين 10 إلى 25 الف دولار للاتحاد عن كل لاعب تتم إضافته، ليذهب هذا المبلغ لصالح الإتحاد ليستخدمه في برامجه الخاصة برعاية المواهب الشابة …
2- في حالة عدم تجاوب الاتحاد مع المقترح، يصبح الخيار المتاح ان يتقدم الناديان الكبيران بطلب الى رئيس مجلس السيادة بمنح الجنسية السودانية للمحترفين المستهدفين لاكمال عدد الاجانب الى الرقم (7) … وهو الرقم الذي اراه مناسبا في الوقت الراهن للمنافسة بقوة للفوز بإحدي البطولتين الكبيرتين، خاصة دوري الابطال … وذلك لسببين ، هما:
إفتقارنا إلى نظام فرق سنية (ناشئين وشباب مثل دول شمال افريقيا او منافسة مدرسية متقدمة على غرار نظام ال ان سي دبل اي الأميركي NCAA ) ،،، يرفد انديتنا بلاعبين مؤهلين فنيا وهو ما يعنى، ان تفوقنا على الأهلي والزمالك المصريين والترجي وبقية فرق المنطقة ، سيظل يرتكز على الحظ الى حد كبير لا الى واقع عمل منظومة علمي وعملي او منطقي متكامل او لنقل سيظل تفوقنا عليهم مرتبط بظروفهم عند مواجهتهم يتزامن مع تواجد عدد مناسب من المواهب الوطنية المتميزة وأجانب على مستوى عال حتى على قلتهم ، بفرقنا …
معظم دول غرب وجنوب القارة، تعزز من قدرات فرقها بالتعاقد مع اكبر عدد من المحترفين الاجانب وتحت رعاية ودعم اتحادات كرة القدم وقادة ببلادهم والمعلومات اعلاه تشير إلى ذلك …
سؤال هام؛ هل تضررت منتخباتنا في ظل السماح لانديتنا بهذا العدد من المحترفين الاجانب ؟
الإجابة ، نسبيا ، نعم، خاصة ( في غياب تام لمنظومة فرق سنية متقدمة وحديثة ومواكبة) ،،، لكن مردود فوز اي من فرقنا بدوري الابطال والمشاركة في نهائيات الاندية ابطال العالم، سيكون أعظم وذلك للاتي:
اولا؛ تساؤل أهم؛ ما هى النجاحات الدولية التي حققتها منتخباتنا في ظل تبني سياسية لاعبين اجانب اقل، عدا المشاركة الضعيفة والتنافس البائس الذي لا يليق بدولة مؤسسة للكاف !
ثانيا؛ نعم ، في السنوات الاولى التي يتم فيها رفع عدد المحترفين الأجانب إما من خلال الدولة عبر التجنيس او بموافقة اتحاد كرة القدم لتعزيز قدرات انديتنا المتاهلة الى مرحلة المجموعات بمنافسة الأبطال والكونفيدرالية ،،، قد تتاثر منتخباتنا نسبيا ولكن بعد تحقيق النجاحات الكبيرة على مستوى القارة والمشاركة في نهائي الاندية أبطال العالم، من المتوقع ان تعزز هذه النجاحات فرص بيع حقوق دورينا بسعر افضل وكذلك جذب رعاة كبار لانديتنا ومنافساتنا ،،، كما سيعزز ذلك ايضا فرص إحتراف بعض نجومنا بالخارج وتشجيع بعض الاكاديميات الاوروبية الدخول في شراكات مع بعض انديتنا او أتحاد الكرة او غيرهم لتاسيس اكاديميات مستقرة ماليا وذات معايير اوروبية حديثة …
ثالثا؛ سيؤدي إحتراف بعض نجومنا بالخارج، تلقائيا الى تعزيز قدرات منتخباتنا في المنافسات الدولية وهو ما يعني ، حتى وان ظلت سياسة السماح لعدد اكبر من الاجانب المحترفين بانديتنا سارية لسنوات … ،،، لن تتاثر منتخباتنا طالما إرتفع عدد لاعبينا المحترفين بالخارج واصبحنا على غرار دول غرب افريقيا وبعض دول اميركا اللاتينية التي تعتمد جميعها على محترفيها بالخارج في بناء منتخباتها …
رابعا؛ تجربة تجنيس بعض اللاعبين قبل 12 سنة، اكدت نجاحها النسبي ومؤكد ان المكانة التي نالها نادي القمة فيما بعد، إرتكزت على تلك السياسة الناجحة والتي، نعم ، لم تحقق غاياتها كاملة للتردد في رفع عدد المحترفين المجنسين الى العدد الذي يعوض خلل منظومة اللعبة بالبلاد التي لا تفي برفد عدد كاف من اللاعبين الوطنيبن المؤهلين للمنافسات الدولية على النحو المطلوب وايضا، تشدد الاتحاد في عدم منح تراخيص بزيادة عدد المحترفين الأجانب …
اخيرا؛ معلومات هامة:
بعد إنسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوربي، سيتم تقليص عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم في أي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز من 17 لاعباً إلى 12 لاعباً من إجمالي 25 لاعب موجود في القائمة كحدٍ أقصى … !
الاتحاد السعودي يسمح بتسجيل 7 لاعبين اجانب بدوري المحترفين … و4 بدوري الدرجة الاولى …
يضم نادي الترجي التونسي 13لاعبا اجنبيا ومن المقرر إبتدا من هذا الموسم تطبيق قانون شمال افريقيا الذي يحدد عدد اللاعبين الوطنيبن داخل الملعب بخمسة (5) فقط … (تستفيد تونس من قانون يمنح لاعبي شمال افريقيا معاملة اللاعبين المحليين)،
الاتحاد المصري من جهته يدرس فكرة إعتماد توصية دول اتحاد شمال أفريقيا باعتبار لاعبيه لاعبين محليين لا يخضعون لشروط ولوائح اللاعبين الأجانب …
*** للتفوق على منافسينا بشمال افريقيا او باحراش القارة، علينا إتخاذ الخطوات العملية المنطقية ليس فقط المماثلة لتلك التي إتخذوها ، بل تلك التي تضع انديتنا في وضع تنافسي افضل …
*** اكرر الخيار الانسب والافضل حاليا والذي لا بديل له في المستقبل المنظور لفوز احد القطبين الكبيرين باللقب هو “رفع عدد المحترفين الاجانب والتعاقد مع المتميزين لتجسير الهوة مع منافسينا وتحقيق التفوق المنشود ” . . .
*** وجود عدد كببر من الاجانب المحترفين في ظل منظومة رياضية فاعلة ومتفاعلة مع المجتمع تعزز خطط وبرامج صناعة كرة قدم حديثة مواكبة تستند الى إستراتيجية مرنة تستوعب القدرات والموارد التي توفرها البيئة المجتمعية السودانية ،،، ستكون بمثابة “نعمة” على كرة القدم السودانية وستنقلها في فترة وجيزة الى العالمية . . . هل هناك من يراهن؟ .