هناك دول جوار تحرك الوضع السياسي في السودان بالريموت كنترول!
اتفاقية سلام جوبا نسخ مشوه من كل الاتفاقيات السابقة وستقود البلاد لوضع كارثي !
تحالف تقاوم سيقاوم حتي الرمق الاخير.. وسيكشف الاعيب الذين سرقوا ثورة ديسمبر المجيدة!
الوضع الاقتصادي يعتبر الاسوء في تاريخ السودان ..والمليارات التي قدمتها امريكا ستذهب لجيوب افراد!
الاوضاع الاقتصادية في السودان تتفاقم يوما بعد يوم من جهة والاحوال الامنية تظل هي متوترة بين الحين والاخر رغما عن توقيع اتفاق سلام جوبا الاخير بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية عطفاً علي الاحداث التي جاءت متسارعة في الايام الماضية والتي جاء علي راسها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب وسبقها تطبيع العلاقات بين الحكومة واسرائيل ومؤخرا تم توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة والخزانة الامريكية والتي يتم بموجبها تصفية ديون السودان بالبنك الدولي وضخ مليار دولار جنيه سنويا في خزينة الدولة كمساعدات من الولايات المتحدة الامريكية كل هذه الاحداث المهمة وبعض المحاور تحدث عنها الدكتور اسماعيل عبدالهادي امام رئيس الجبهة الفيدرالية السودانية ونائب رئيس تحالف الجبهة الوطنية المتحدة للتغيير (تقاوم) في حوارنا معه بالقاهرة :-
برأيك ماهي تحديات السلام في الفترة المقبلة بالسودان خاصة بعد توقيع الاتفاق النهائي للسلام بجوبا؟
اذا اردنا التحدث عن التحديات فهي بكل تاكيد كثيرة وعديدة ولكن ياتي الأمن علي رأس الاولويات ولكن اذا نظرنا للوضع الامني الان نجده هشاً وبصورة واضحة بدليل ان الاقتتال والعنف مازال موجودا حتي الان في الولايات الملتهبة مثل ولايات دار فور وجنوب كردفان بالاضافة الي التفلتات التي تحدث هنا وهناك في بقية ولايات السودان الاخري هذا بخلاف الوضع الاقتصادي أو المعيشي الذي يعتبر الاسؤ في تاريخ السودان اي بمعني انه اسوء من عام الرمادة او المجاعات التي حدثت في السابق كما ان المواطن السوداني البسيط الان لايفهم ماذا يدور في البلاد بعيدا عن المكاسب السياسة والسياسيين فقط هو يحتاج الي الخبز والغاز والكهرباء والمواصلات …الخ اضف الي ذلك التشاكس والتناحر والخلافات التي ظهرت في مكونات الحكومة الانتقالية قوي الحرية والتغيير من جهة والمجلس العسكري من جهة حتي حركات الكفاح المسلح التي وقعت علي اتفاق جوبا الاخير بدأت تظهر هناك بوادر خلافات حادة ومشاكسات فيما بينها ووضح ذلك جليا من خلال البيانات والتصريحات التي تصدر من قادة تلك الحركات وهذا إن دل انما يدل علي الفهم الذي جاءت به هذه الحركات فضلا عن المحصاصات وإقتسام المناصب وايضا من التحديات التي يجب الوقوف عندها هو المحيط الاقليمي للسودان ودول الجوار التي اصبحت تلعب دوراُ كبيرا في الساحة السياسية السودانية وتحريكها بالريموت كنترول.
انت تحدثت عن الوضع الاقتصادي ولكن هو يعتبر تركة النظام البائد ؟
نعم هو تركة النظام البائد ولكن اين هي حلول الحكومة الانتقالية ؟ وماهو الجديد ؟ اين هي خطط وابتكارات الحكومة ؟ في اطار تحسين الوضع الاقتصادي وتحسين معاش الناس التي ظلت تعاني لفترة ثلاثون عاماً ومانشهده الان ماهو الا نفس نظام وسياسة حكومة المخلوع وهي سياسة التمكين واعادة اصحاب الامتيازات الخاصة الي سدة الحكم لمواصلة سرقة ونهب ثروات البلاد وفي تقديري ان مشكلة السودان ليست هي في اقتصاده او الوضع المعيشي بل هي في الذين يحمكون هذه البلاد التي تعتبر من اغني الدول من حيث الثروات والامكانيات و لكن هؤلاء ( المتسلقين ) ينظرون للشعب السوداني كأنه مغفل وغشيم ولا يضعوا له اي اعتبار الا عندما يحتاجونه في الاحتجاجات والتظاهرات ولايمنحون الشباب الثائر الذي اقتلع اسوء نظام فاسد ومستبد علي وجه الارض فرصة لكي يشارك في كل مؤسسات الدولة واعطاه الثقة والفرصة الكافية لكي يسهم في التغيير ووضع الخطط المستقبلية لتحسين أوضاع البلاد في كل المناحي الاقتصادية والثقافية والتعليمية ..الخ ولكن للأسف الشديد يظل الانتهازين هم متشبسين بالسلطة .
كما نعلم ان تحالف الجبهة الوطنية للتغيير تقاوم ارسل العديد من الرسائل للعديد من الجهات علي رأسها مجلسي السيادة والوزراء ووسطاء السلام وبعض المنظمات الاقليمية والدولية بهدف الحاقكم بعملية السلام وحتي الان لم يكن هناك اي تحرك في هذا الاتجاه ماهو موقفكم في التحالف؟
موقفنا في التحالف هو ثابت ولم يتغير خاصة اننا ظللنا ننادي بالسلام ونبذ التفرقة والجهوية والعنصرية والنعرات التي اضحت تظهر في الاونة الاخيرة بشكل كبير والمؤسف حقاُ ان النهج الامني والاستخباراتي السابق مازال هو نفس النهج لان تلك الجهات تستطيع ان تختار حركات بعينها وتقصي الاخري لانها لاتريد لم شمل السودان ولااستقراره وامنه لانها هي المستفيد الوحيد من ذلك وتعرف جيدا هشاشة تلك الحركات ونفسياتها وماذا يريد قاداتها ولذلك هي تعمل علي ان تنفذ كل اجندتها علي اكتاف تلك الحركات ومن ثم بعدها تتنصل عن العهود والاتفاقيات ونستطيع ان نقول هي نفس المطابخ القديمة التي قامت باعداد الاتفاقيات السابقة والتي لاتختلف عن الاتفاقية الحالية بشئ لان المطابخ تركز علي الشخص الذي يهتم بجغرافية منطقته او انسان جهوي وعنصري يتحدث فقط عن اقليمه وليس السودان ككل فهو الشخص المناسب بالنسبة لها اضف الي ذلك تفصيل المناصب والكراسي لذوي القربي واصحاب المصلحة كما ان هناك بعض الجهات السياسية تعمل علي اقصاء بعض الحركات ومن هنا تأتي خطورة الاوضاع في الفترة المقبلة وسيدفع الشعب السوداني الثمن مقابل تلك الممارسات والسياسات الخاطئة ونحن من جانبنا في تحالف تقاوم لن نقف متكوفي الايدي بل سنقاوم وسنناضل وسنعمل علي فضح كل ممارسات النظام الحالي ومن هنا نحن نوجه نداء عاجل لكل الحركات التي لم يشملها اتفاق السلام الاخير بان تتوحد وكل مكونات المجتمع المدني والشباب الثائر الذي سرقت منه ثورته التي احتفي بها كل العالم ..والحكومة الحالية تعتقد بانها محصنة بالمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والاقليمية واصدقائها ولكننا سنواصل نضالنا وكفاحنا و سنسلك كل الطرق القانونية المشروعة لاسقاط هذا النظام الذي سرق الثورة نهارًا جهاراً .
الا تعتقد ان كل الاجراءات التي حدثت مؤخرا كرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتوقيع اتفاق سلام وتطبيع مع اسرائيل وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الخزانة الامريكية مع الحكومة هو بمثابة مباركة لها من قبل المجتمع الدولي وامريكا ؟
اعتقد ان امريكا تسعي جاهدة بهدف استقرار منطقة الشرق الاوسط والسودان يمثل بالنسبة لها مكسبا كبيرا لانه غني بالموارد والثروات ولذلك لانستغرب كثيرا من المساعدات والاموال الكبيرة التي ستضخها في خزينة الدولة ولكن علي الرغم من ذلك ينبغي علي الشعب السوداني ان لايكون متفائلاً لان كل هذه الاموال الضخمة لن تذهب الي البنيات التحتية وخدمات العلاج والتعليم وتحسين الوضع المعيشي بل ستذهب الي جيوب افراد وبيوت بعينها كما كان في السابق
برأيك كيف يتم حلحلة كل مشاكل السودان السياسية حتي ينعم الشعب بالاستقرار والامن والعيش الكريم؟
الحل الوحيد هو نظام الحكم الفيدرالي وتقاسم السلطة والثروة بعدالة وان تكون مسألة المشاركة في السلطة بحسب التعداد السكاني لكل اقليم وان يتولي سلطة كل اقليم ابناءه وان تنتهي مسألة تصدير الاشخاص من داخل الخرطوم الي الولايات او الاقاليم حتي ينال كل شخص حظه كاملاً من السلطة والثروة بالتساوي والعدل ولايمكن ان تكون الخرطوم هي المحرك و التي تصدر الاشخاص لتولي السلطة في اقاصي الولايات والاقاليم التي لايعرفون عنها اي شئ ولم يسمعوا بها من قبل وماهي مشاكلها واحتياجاتها ومازالت هناك اقاليم ومناطق وكأنها تعيش في العصر الحجري تنعدم فيها ابسط المقومات كالمياه النقية والبنيات التحتية والوسائل الحديثة ومازال هناك طلاب يفترشون الارض للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية في الوقت الذي فيه تنعم بعض الاقاليم بكل السبل المتاحة مثل الطرق والمدارس والمستشفيات والمياه والكهرباء وهذا ليس عدلا ولذلك لابد من نظام حكم فيدرالي واقتسام السلطة والثروة بطريقة عادلة.
وهذا لن يتأتي الا بواسطة اصحاب الضمير والوطنيين الحادبين علي مصلحة الوطن والشعب السوداني ككل وليس الذين يأتون عبر الكفاءة والخبرة نحن نحتاج الي اصحاب الضمير الحي والوطنية الحقة الذين يريدون ان ينهضوا بالبلاد الي الامام لان مسألة الكفاءة هذه بدعة ونوع من الاستهبال السياسي .
كل الحركات والقوي السياسية تنادي بنظام ديمقراطي في ظل عدم تقبل الاخر فكيف يتم تطبيق الديمقراطية؟
اذا تحدثنا عن الديمقراطية في السودان فانها تحتاج الي شرح عميق وفهم كبير لان الديمقراطية ليست هي مجرد (ونسات) وحديث يقال في وسائل الاعلام وقاعات المؤتمرات فقط ونحن لم نصل بعد لمرحلة تطبيقها علي ارض الواقع مالم يتم اعادة النظر في عملية الانتخابات ومراجعة الدوائر الانتخابية وتفصيلاتها خاصة ان هناك دوائر وهمية مثل دوائر الفئويين والمهنيين والتي تتبع لاحزاب سياسية معينة تمثلها في البرلمان ولذلك نحن طالبنا باقامة النظام الفيدرالي وان تكون هناك انتخابات في كل اقليم وممارسة ابناؤه حقهم الديمقراطي في تولي ادارة شئونه وليست ديمقراطية (الخرطوم) التي تظهر فيها دوائر الخريجيين والمهنيين والفئويين ويتم تنصيبهم بانهم يمثلون الاقاليم بواسطة لعبة قذرة واذا كنا نريد تطبيق النظام الفيدرالي والديمقراطي الحقيقي لابد من وضع دستور يتوافق عليه كل اقاليم السودان وبمشورة كل اهله .
كل العالم يتجه الان الي المصالحة بدليل المصالحة الخليجية التي تمت مؤخراً هل تتوقع ان تتم مصالحة سودانية بين كل القوي السياسية وحركات الكفاح المسلح ؟
نحن اول من نادي بالمصالحة بين كل الحركات والقوي السياسية بمختلف مكوناتها واحزابها كما نحن اول من نادي بالمصالحة من خلال مخاطبتنا لمجلس السيادة ومجلس الوزراء والجبهة الثورية والعديد من الجهات ولكن لاحياة لمن تنادي فهناك العديد من الرفقاء والزملاء سواء كان في العمل السياسي أوالدراسة تنكروا علينا وهم الان في سكرة السلطة والجاه الذي وصلوا اليه ولم يدركوا حجم الكارثة التي ستحل بالحكومة في الايام القادمة .
ونحن لانتوقع ان تتم مصالحة في غياب الوطنية والصراع المحتدم بين كل الحركات والقوي السياسية علي كراسي السلطة بعيدا عن هموم ومشاكل الشعب السوداني الذي يعاني من الفقر والجوع والمؤسف حقاً ان كل دكتور او مهندس بدلاً من تسخير كل خبراته في مجاله ومعالجة المرضي الذين يموتون في المستشفيات وشق الترع وتخطيط القري والمدن والعمل علي تطوير البلاد يتسابقون من اجل الدخول في مجلس السيادة او مجلس الوزراء او المجلس التشريعي اي بمعني الكل همه السلطة فقط.
البعض وصف قضية المناهج بانها سياسية وايدلويوجية وتعتبر تصفية حسابات؟
في تقديري ان القرار الذي اتخذه رئيس مجلس الوزراء بارجاء أمر المناهج لمشورة المشايخ وجماعات وطوائف دينية هذا قرار خاطئ وغير موفق لان امر المناهج من اختصاص علماء المناهج واعتقد ان كيفية وضع المناهج عندما يتم زج رجال الدين فيه فهو في حد زاته (ادلجه ) لان العلماء التربويين المختصين فقط هم الذين يمكن استشارتهم في هذا الامر وحقيقة ان كتاب مادة التاريخ للصف السادس الذي وضعت عليه صورة ماركو انجلو (الزات الالهية) فهو امر غير مقبول ولابد من الرجوع الي الكتب المدرسية القديمة التي كانت تدرس في السابق لنري كيف كانت وكيف كان المحتوي الموجود بها .