ترى صديقاً قديماً فتشم فيه رائحة الأيام الجميلة. هل للأيام رائحة؟! نستشعر ذلك، فثمة شيء منها يتخفى فينا .. تتفرق جسيماته كما الدخان بين ثنايا المخ، ثم تعود متماسكة في لحظة ما.للأماكن روائحها، وللجيرة روائحها، وللطفولة روائحها، وكذلك للأمطار والأحداث والأحلام والأيام !روائح الأيام تتسرب من ارتباطها بالحدث .. تفوح بالشعور .. وبالمكان، فيأتي الدعاش ليثير ذكرى عاطفة بكر ينجلي من بين ضبابها من شاركك اللحظة، ويأتي صوت مطرب قديم فتتجسد روائح الأمكنة وووجوه أناس غابوا وفرقتهم مسارب الدنيا أو عبروا إلى ضفاف ما بعد الحياة.
كما تأتي ضربات الطبول أو ألوان اللوحات أو أنسام الفجر الباكر ليكون لها سحر الاستدعاء لكل رائحة مخبوءة !هي الأيام بكل غموضها وسفورها ونشيدها ونشيجها، وهل الأعمار إلا تلك الأيام وروائحها؟
!كنوز السعادة نستطيع استكشافها في أبسط ما يحيطنا. كل جزئية فيها كنز مستقل ، سعادة الوجود، سعادة الأسرة، سعادة الجيرة، وسعادة المشاعر الدافئة.
عيشوها جميعا حتى الثمالة لتنساب روائحها إلى الخزانات العميقة فيكم، وحتى حين انطواء الأيام وغمر رماد السنين لوميضها .. فثمة لحظة انجلاء قادمة.السعادة كما الرزق “تلاقيط”. وروائح السعادة .. سعادة.رفيف :(فاروق جويدة)غدآ نمضي كما جئنا وقد ننسى بريق الضوء والألوان وقد نهفو الي زمن بلا عنوان وقد نَنسى وقد نُنسى فلا يبقى لنا شي لنذكره مع النسيان فيكفي اننا يومآ تمردنا علي الأحزانويكفي اننا يومآ تصادقنا بلا استئذان!