شهد يوم أمس تخريج الدفعة 26 من كلية الطب بجامعة أمدرمان الإسلامية. كان يوماً جاشت فيه مشاعر الفرح والفخر. هم فرحوا بإكمالهم مسيرة إمتدت لسنوات طوال. توجوها بحصاد ثمارها نجاحاً مشرفا. ونحن إنتابنا إحساس الفخر اللامحدود بهم. رغم الظروف، أجد نفسي مُجبراً لشحذ أحرفي وتحريك أقلامي لتنسج في حقهم صوت الشكر والتقدير المستحق. اليوم أكتب لهم جميعاً، أُخبرهم بشئٍ واحد، هو أنه لاحدود للطموح ولا سقف للنجاح.
عرفتُهم، وسيماهم في وجوههم.. عرّفوا عن أنفسهم بكلماتٍ بسيطه. في بداية كل فترة دراسية يردني إتصال هاتفي من منسق المجموعة، يسأل بشغفٍ عن موعد اللقاء، فأبتسم. يرون أنفسهم يؤدون ما عليهم من واجبات، وأرى في وجوههم أشياء أُخَر. كل واحدٍ أو واحدةٍ منهم يصلح أن يكون مشروع كتاب. ضجت أعمارهم رغم قصرها بالإنجازات المشرقة والآمال العريضة. جاءوا من كل فجٍ يحملون في طيات دواخلهم عزيمة وإصراراً وسيرة عطرة. أسعد كثيراً بوصفهم لأنفسهم.. نحن أولاد مستر حاتم.. وبنات مستر حاتم. قالوها وما علموا أنني أكثر إفتخاراً بهم. جمعتني بهم الساعات الطوال دراسةً وتدارسا. لم يكلّوا ولم يملّوا. زادُهم الصبر والرغبة في التقدم. يسأل أحدّهم سؤالاً ليتعلم.. حالهم كحال طلاب العلم ولا غرابه، لكنني أرى في محدّثي حينها شيئاً آخر. أرى فيه مشروع الطبيب الناجح الواعد والنطاس البارع. أسرني جمالُ عقولهم، عرفت حينها فقط أنهم يستحقون العطاء. وأيقنتُ أنني أمام رسلٍ يتهيئون لحمل رسائلهم والإنطلاق.. وأنهم قطعاً سيبلغون مبتغاهم.
إعذروني إن أطلت الحديث عمن لا تعرفونهم .. وأعرفهم جيداً.. فقط يمكنني القول أن الإسلامية رمتكم بفلذات كبدها..
وستذكرون ما أقول لكم..
شكراً 26.
د. حاتم قمرالدين
أستاذ جراحة العظام
جامعة أمدرمان الإسلامية
8 يناير 2021م