راعي الضأن في الخلا يعلم أن تجمع المهنيين الشيوعيين اختطف التجمع عبر انتخابات مخجوجة ومنذ ذلك الوقت يطبق هذا التجمع سياسة الحزب الشيوعي السوداني بحذافيرها، للدرجة التي جعلت ( ابوروضة ) الشيوعي يصدر مقاله الخاص بالتزامن على صفحة التجمع وصفحة الحزب الشيوعي، ثم إن كل ممثلي التجمع هم من الكوادر الشيوعية، لذلك لا أدري كيف ينطلي على البعض خديعة ان هذا التجمع المختطف هو عينه تجمع المهنيين الذي قاد الثورة؟! من في عينه رمد لا يجب أن تعمى عيونه عن رؤية هذه الحقيقة، ومن في قلبه بصر وبصيرة لا يجب أن تفوت على فطنته هذه الحقيقة الناصعة.
اذا انخدع البعض بأن التجمع هو جسم مهني مستقل فعليهم أن ينظروا تطابق المواقف بين التجمع والحزب الشيوعي، فقد وقع تجمع المهنيين مبكرا على مذكرة مع عبدالعزيز الحلو، ثم لم يلبث أن وقعها الحزب الشيوعي، خرج التجمع من قحت فخرج الحزب الشيوعي منها، دعا الحزب الشيوعي إلى التصعيد لفضح وخلخلة الحكومة الانتقالية فدعا التجمع إلى التصعيد، يخطوان على درب واحد وقع الحافر على الحافر، حتى ان طفلا لو تركت له هذه الصورة لقال ان الجسمين جسما واحدا وغنى مع فرفور ( روحنا واحدة وليه اتقسمت قسمين).
الحزب الشيوعي يستخدم لافتته تجمع المهنيين في خدمة خطه السياسي، فالتجمع يقوم الان بالدور القذر الذي لا يستطيع أن يلعبه الحزب السياسي، وهي في الوقت الراهن إدارة المعركة مع الدعم السريع احد أركان الشراكة في الفترة الانتقالية، والبعبع الوحيد الذي يقف أمام طموحات الحزب الشيوعي في الانقلاب العسكري على حكومة الثورة، فالحقيقة التي يحاول أن يطمسها تجمع المهنيين ويشوهها هي ان الدعم السريع ورغم ما سجلت عليه من اعتداءات غير قانونية الا انه القوة الوحيدة التي ستدافع عن الحكومة الانتقالية في حال تم احتلال القيادة العامة ومجلس الوزراء بواسطة شلة عساكر انقلابيين يحركهم الكيزان او الشيوعيين، هذه الحقيقة يعلمها كل شركاء الحكومة الانتقالية، ويعلمون ان الجيش لن يقف أمام أي انقلاب على الحكومة الانتقالية، فهو لم يقف من قبل امام انقلاب الشيوعيين في عام ١٩٦٩ بواسطة نميري ولم يقف أمام انقلاب الكيزان في عام ١٩٨٩ بقيادة البشير، ولن يقف الآن أمام أي انقلاب جديد، بينما هذا ما لم يحدث في حالة الدعم السريع الذي سيقف بقوة ضد أي انقلاب كيزاني او شيوعي لجهة ان هاتين الجهتين بالتحديد هما في الأصل اعداء الدعم السريع الالداء.
لذلك لا ينخدع احد من الجماهير بأن ما يفعله تجمع المهنيين الشيوعيين هو بحث عن تحقيق دولة القانون، او بحث عن دماء القتيل بهاء الذي يحتفون به وينسون القتيل عزالدين، بل هو تكتيك سياسي خبيث يريدون من خلاله تجريد الحكومة الانتقالية من قوة ردعها الحالية الممثلة في الدعم السريع حتى تكون الفرصة مهيأة أمامهم لتنشيط خلاياهم العسكرية النائمة في القوات المسلحة ودعمها عبر إمداد عسكري من حركة عبدالعزيز الحلو للقيام بانقلاب احمر جديد يطيح بحكومة الثورة بحجة تصحيح الثورة ومحاسبة الكيزان، نفس الطلس والسواقة بالخلا والاسطوانة التي لا يفتر من ترديدها الحزب الشيوعي ولافتته تجمع المهنيين الشيوعي ويغسلون بها أدمغة الشباب عبر ترديدها باستمرار حتى يصدقها العقل الباطن وتصبح حقيقة غير قابلة للنقاش.
لجان المقاومة المخترقة من الحزب الشيوعي وقعت في دفتر الحضور الثوري للتجمع الشيوعي، وهناك أسماء جديدة ووهمية للجان مقاومة لا وجود لها أعلن عنها التجمع في صفحته من أجل زيادة الحبكة وخداع البسطاء من الجماهير المغبونة من الحكومة نتيجة الواقع الاقتصادي والأمني المتردي، وهو واقع لا يعجب أحد ولكنه لا يقود العقلاء والحادبين على الوطن والثورة إلى دعم هذا المخطط الخبيث الذي يستهدف إعادة السودان مرة أخرى للدولة الشمولية الشيوعية التي عاني منها السودان لمدة ١٦ سنة من ١٩٦٩ وحتى أطاح بها الشعب في ١٩٨٥ بثورة ابريل المجيدة، فهل يعيد التاريخ نفسه ويلدغ السودانيون من ذات الحجر الشيوعي مرتين؟!
sondy25@gmail.com