منذ عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري مرورا بالفترة الانتقالية الثانية بقيادة الجزولي وسوار الذهب ثم الديمقراطية الثالثة بقيادة الصادق المهدي ثم فترة سيطرة الكيزان ورئيسهم المخلوع البشير ثم فترتنا الانتقالية الحالية .
طوال هذه السنوات جلس على كرسي ادارة ولاية الخرطوم منذ ان كانت تسمى محافظة الخرطوم العشرات بل ربما اكثر من ذلك من المحافظين والولاة من مختلف التوجهات السياسية ومن المدنيين والعسكريين . الى ان وصلنا الى مرحلة الوالي الحالي خالد نمر .
استطيع ان اقسم بالله صادقا ان الخرطوم لم تصل الى هذا المستوى من الكآبة وسوء الحال الا في عهد خالد نمر . !! واستطيع ان اجزم ان خالد نمر هو اسوأ مسؤول تقلد هذا المنصب طوال الفترات التي ذكرتها !! ومن يختلف معي عليه ان يثبت لنا انجازا واحدا فقط بل حتى نصف انجاز تحقق في عهده الكئيب هذا .
في عهد خالد نمر فقدت الخرطوم كل شيء .الخرطوم فقدت الامن والامان وهو رئيس اللجنة الامنية في الولاية واذا كنا في العهود السابقة نشتكي من زوار الليل الذين يتسورون المنازل للسرقة . اليوم اصبحت الشكوى من السرقات النهارية وفي قلب شوارع الخرطوم .. عصابات تمتطى ظهر الدراجات النارية وبدون لوحات ويخطفون حقائب النساء والرجال وفي وضح النهار ..رجال ملثمون يمتطون سيارات بدون لوحات ويمارسون قطع الطريق وترويع الناس .. ومازالت شوارع الخرطوم مليئة بسيارات تجوب الشوارع وبدون لوحات جهارا نهارا ومازال خالد نمر واليا ورئيس للجنة الامنية بل مصر وبطريقة مذهلة في التمسك بوظيفته !!
النظافة في شوارع الخرطوم في أسوأ مستوى لم يحدث مثله في كل الحقب والازمان . وجبال من النفايات والاوساخ تتراكم في كل شوارع المدينة التعيسة هذه ولا نجد اثرا لهيئة نظافة الولاية .. تأتي سيارة نقل النفايات في بعض الشوارع واثناء سيرها في الشوارع تتطاير منها النفايات واكياس النايلون وبذلك ينجحون تماما في توزيع النفايات بطريقة عادلة جدا في كل الشوارع التي تتحرك فيها سيارتهم وكأنهم يقولون لنا نحن لا نجمع النفايات بل نعيد توزيعها في كل الشوارع !!
كل شوارع الخرطوم تتراكم في اطرافها اطنان من الاتربة لو زرعنا فيها اشجار التبلدي العملاقة لأنبتت واثمرت !!
التسول في الشوارع واشارات المرور وصل الى درجة غاية في الخطورة وقبح في المنظر العام وكأن ربع سكان العاصمة تحولوا فجأة الى متسولين يسألون الناس الحافا في الشوارع وابواب المنازل .
لا يخلو شارع واحد من شوارع عاصمتنا الكئيبة من الحفر والخيران ومواسير المياة المكسورة والتي تضاعف من معاناة الناس من تراكم المياة الآسنة وما يتبع ذلك من توالد الباعوض ولسعاته ليلا فيتحول حياة مواطن الخرطوم الى جحيم لا يطاق من الوقوف في صفوف الخبز نهارا ثم السهر مع لسعات البعوض ليلا .
لا اريد ان استرسل كثيرا في هذه الدراما الكالحة السواد ولكن دعوني اسأل السيد خالد نمر سؤالا واحدا .. هل ان تعيش معنا هنا في هذه العاصمة أم انك تسكن في كوكب اخر وتأتينا صباحا الى مكتبك ثم تعود اخر اليوم الى كوكبك الذي تعيش فيه ؟؟
الى متى تظل واليا مشغولا بتوافه الامور في ولايتك مثل منع اقامة المناسبات في المزارع الخاصة وتغض الطرف عن ما آلت اليه الحالة العامة في ولايتك ؟
الا تحاسب نفسك وانت تجلس على كرسي ولايتك دون ان تقدم انجازا واحدا وشعب ولايتك يجأرون بالشكوي من كل شيء من الامن الى النظافة الى لسعات البعوض الى صفوف الخبز الى مشاكل الوقود الى فوضى المواصلات العامة الى خروج كل بصات شركة مواصلات العاصمة من الخدمة نهائيا كما صرح بذلك مدير الشركة قبل ايام قليلة .
وسؤالي الثاني للاخوة الاعزاء في حزب تجمع الاتحاديين والذي ينتمى اليه خالد نمر .. حزبكم حزب عريق لا نشكك في ذلك حتى لو كنتم فرع من الاصل ولكنكم تظلون اتحاديون ولكم تاريخكم الطويل في السودان ولا احد ينكر ذلك .. سؤالي لكم .. الا تخافون من هذا الاداء الضعيف لمنسوبكم خالد نمر في ادارة اهم واخطر ولاية في السودان ؟ الا تخافون ان يخصم من رصيدكم السياسي ؟ ماذا في استطاعتكم ان تقدموه عندما يحين موعد صناديق الاقتراع . أليس فيكم رجل رشيد ايها الاتحاديون وأنتم تحتفظون بهذا الوالي في منصبه وأنتم ترون وتعيشون معنا في هذه العاصمة والتي تحولت في عهد منسوبكم خالد نمر الى عاصمة من القرون الوسطى من حقنا ان نسألكم بل نقدم لكم الرجاء بإقالة خالد نمر قبل فوات الاوان .
لاحول ولا قوة الا بالله