.. كانت الحرب الاسرائيلية .. المصرية وشيكة وكانت اذاعة صوت العرب تلعلع بالنصر الوشيك وكان الاحتشاد على اشده وظل الخال الصديق محيي الدين ابراهيم عثمان من اقوى معتقدي النصر وكثير من الموظفين وبعض تجار سوق دلقو وكنا نتناقش حولها يوميا واقول لهم مع قلة إنه طالما امريكا تدعم اسرائيل لا ٱمل فيقول لي ضاحكا مداعبا
يا ابن اختي انت تبع بني صهيون فاقول
لا لكن الحقائق تقول ذلك
فكانت الهزيمة المدوية فبات يقول لي متراجعا وهي صفة الكبار
انت كنت على حق .. إنه محيي
.. ابتعث للدراسة في معهد البريد العالي العربي في دمشق سنوات. وكنا نتكاتب طوال تلك الفترة دون انقطاع بود .. إنه محيي
.. عاد وانتدب لوزارة الخارجية فعين مسؤولا عن الاتصالات بصفة دبلوماسية في سفارتنا في السعودية وكانت وقتئذ بجدة ففتح داره للناس اجمعين التي لم تخل من الضيوف قط حتى قيل إنه لم يبت طوال السنوات ال 5 التي قضاها هناك مع اسرته بنت ٱختي دون ضيوف الا نحو 5 ليال ..
ولم تنقطع رسائلنا طوال تلك الفترة .. إنه محيي
.. كان التواصل بيننا ممتدا مدى العمر فقد كان عاشقا للبلد مهتما بشؤونه وشجونه وظل تبادل الرإي بيننا متتابعا .. إنه محيي
.. سكن الخرطوم بعد عودته من السعودية فظلت داره مشرعة للضيوف بترحاب ليل نهار .. إنه محيي
.. اتخذ من وادي حلفا التي خدمها قبلا موظفا مركزا لنشاطه ومجالا لحراكه ففتح صيدلية لابنه د. عمرو فيها وكان مقصد مسافرينا.
ذات مرة كنت في طريقي لمصر فبقيت معه في حلفا 3 ٱيام لم نفارق بعضنا ويوم سفري اوصلني لموقع المغادرة بسيارته وكان وداعا مؤثرا وكرر لي دعوته المنطوية على حب الخير للناس للاتجاه والإقامة بحلفا لاهميتها وبحسبانها مدينتنا الاستراتيجية .. إنه محيي
.. كان نقي القلب صريحا مع ارحامه داعما لهم فقد ظل مهتما بشؤون من يعنيه امره بذا كان يتبادل الرٱي معي فيما يخصه ويخصني من مسائل عامة وخاصة من باب حبه لاهله .. إنه محيي
.. فوجئت بحادث السير الاليم الذي راح فيه فلذة كبده وادخله العناية الفائقة في المشفى فظللت مشغولا به متابعا وضعه حتى لطمنا خبر وفاته اللحظة.
سيظل الحبيب محيي الدين وجعا في قلبي وفقدا في حياتي لا يعوض فقد كان استثنائيا.
سبحان الذي خص نفسه بالبقاء وحكم على عباده بالفناء