يعتبر يوم الاربعاء العشرين من شهر يناير للعام ٢٠٢١م من أعظم الايام التي مرت علي الولايات المتحدة الامريكية لأربع سنوات مضت على الشعب الامريكي بطيئة ومرة وعصيبة.
يصبحون كل يوم من ايام رئاسة دونالد ترمب ولا يعلمون ما يدور في مكتبة وذهنيته التي اقرّ الجميع انها لا تصلح لإدارة حتي قرية. أربع سنوات مضت من العنصرية التي طفت علي السطح الحقد والكراهية والكذب علي العلن التي صدق في وصفها الرئيس المنتخب بايدن بأنها حرب أهلية. انتهت فترة ترمب بطريقة لأول مرة تحدث في تاريخ امريكا، حيث اقتحم مناصريه الكونغرس الذي يمثل رمز الحكم الامريكي والديموقراطية العالمية بتأييد من الرئيس السابق ترمب.
يعتبر ترمب أول رئيس بعد عدم اعترافه بالهزيمة يغادر الكونغرس من غير تهنئته او حضور حفل التنصيب الرئاسي (Presidential Inauguration) ليخرج بالباب الخلفي في صباح يوم التنصيب بعد ان رفض الاستسلام والرحيل بشيء من كرامته وعزته بعد تم توجيه تهم متعلقة بالأمانة والاخلاق تجاه مرتين وثبتت صحتها بإجماع اعضاء الكونغرس وتم عزله (Impeachment) وسيواجه هذه التهم والقضايا في المستقبل. بينما كان نائب الرئيس السابق مايك بنس بين الحضور في الاحتفائية وكان في وداعه نائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس متبعة الاجراءات الرسمية بعد نهاية كل حقبة رئاسية.
أما بالنسبة للرئيس جو بايدن فإنه يوم استثنائي، حيث كل الظروف لعبت ضده إلا هذا التنصيب والذي كان تحت ظروف خاصة من الاحتياطات الامنية بعد اقتحام مناصري ترمب للكونغرس في السادس من شهر يناير بالاضافة الي ظروف الكرونا. كما اعاد بايدن الأمل للشعب الامريكي حيث ألقي خطاب قوي ملئ بالحب والدعوة للوحدة والتماسك والبعد عن العنصرية والتفرقة والرجوع بأمريكا والديمقراطية الي عهدها الاول ما قبل حقبة الرئيس ترمب. احتفلت امريكا وكأنها لم تحتفل من قبل، لأنه أتي رئيساً لمن صوت ولم يصوت له في الانتخابات. كما كانت الشريحة الاكبر فرحة هي شريحة النساء وذلك لتنصيب كامالا هاريس كأول أمرأة في التاريخ تتقلد منصب نائب الرئيس للولايات المتحدة وأول امريكية سوداء وايضاً كأول نصف آسيوية لأم مهاجرة من الهند. وكان ذلك انتصاراً تغني به جميع نساء العالم.
أما اول الصعوبات التي واجهها الرئيس بايدن قبل ان يبدأ حقبته هي جائحة كرونا وكيف التعامل معها، والتفرقة والشتات بين الشعب الامريكي والفوضوي التي خلقها ترمب.
فبعد سبعة ساعات فقط من اداء القسم وقع بايدن علي عدة قرارات لانه كما ذكر لازمن لديه ليضيعه، وان الشعب امريكا في امس الحوجة الي ما تحمله تلك القرارات في طياتها. و أول هذه القرارات التي وقعها بادين في يومه الاول هو قرار إرتداء الكمامات الإجباري في جميع المرافق العامة، ثانياً، إنشاء مكتب خاص لمكافحة جائحة كرونا والتوقيع علي الإعانة المادية لدعم المواطنين اثناء الجائحة. ثالثاً، الإنضمام الي منظمة الصحة العالمية بعد ان انسحب من عضويتها الرئيس السابق ترمب. رابعاً، الرجوع الي توقيع باريس لحماية البيئة العالمية. خامساً، التوقيع علي ملف الهجرة والمهاجرين الذين حاربهم ترمب وكما وقع علي ملف حجر بعض الدول المسلمة الذي فرضه ترمب.
يأتي الرئيس جو بايدن في الترتيب السادس والاربعين للولايات المتحدة الاميركية والذي احتفلت بتنصيبه جميع الولايات عن بعد نسبةً لظروف الجائحة. المهمة ليست سهلة علي الرئيس بايدن ولكن الكل يعول علي خبرته الطويلة والتي تجاوزت السبعة والاربعين عاماً في الحقيبة السياسية والتي تقلد فيها عدة مناصب رفيعة وآخرها نائب الرئيس أوباما، كل هذه الخبرات تأهله لتطويع تلك الظروف التي تمر بها الولايات المتحدة حالياً. فاليوم يوم الشفاء لروح أمريكا كما سمته وسائل الإعلام الامريكية.
01/20/2021