أصدر المكتب السياسي لحزب الامة القومي
بيانا حول الراهن السياسي واستهل البيان :
(مائة 136 عاما مضت منذ أن حرر الجحفل السوداني عاصمة بلاده من المحتل العثماني، يوم أن أعلن قائد الثورة الفتية من على أنقاض قصر غردون إنتهاء عهد الخديوية البائس، وقيام أول دولة سودانية وطنية حرة، تحت قيادة ثائر من أبناء جزيرة لبب في أقصى الشمال انه الإمام محمد احمد المهدي
عندما إنداحت الجموع الهادرة من أعالي جبال النوبة من طرف ماسة في جبال قدير إلى سهول كردفان الغرة، مكتسحة طوابير الغزاة الباغية في الابيض الفتية وشيكان الأبية وبارا العصية، حتى أحكم الحصار على خرطوم غردون أحكام السوار بالمعصم وأطبق عليها في صبيحة يوم 26 يناير 1885م، متوجا تطهير ارض السُمر من دنس المحتل العثماني البغيض).
وحيا البيان الثوار من لدن ثورة التحرير الاولى، وحتى شباب ثورة ديسمبر المجيدة.
كما ترحم على الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن.
واشار البيان لاحداث الجنينة وشرق السودان:
(لقد أفسد بهجة ذكرى هذا التاريخ التليد المجيد، ما يحدث من قتل وإنتهاك وتشريد لأبناء الوطن الأبرياء بغرب دارفور في مدينة الجنينة وجنوب دارفور بالطُويِل بمحلية قريضة وشمال دارفور بمنطقة كتم.. وما سبقها من أحداث في جنوب النيل الابيض بمنطقة المقينص وفي شرق السودان بالقضارف منطقة الفشقة) .
وأضاف البيان مطالبا بحماية المدنيين:
إن الإعلان عن الترحم والأسف والإدانة لهذه الأعمال الوحشية لايكفي ولن يعصم المتفلتين والمنفلتين من تكرار هذه الجرائم البشعة..ويطالب الحزب بسرعة تكوين الآلية الوطنية لحماية المواطنين وسرعة المصادقة وتفعيل الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب والقتل خارج القانون والاختفاء القسري).
واجمل الحل للخروج من الأزمة بعدة تدابيى:
(فلقد قرر حزب الامة القومي أن يتحمل مسئوليته التاريخية في إنجاح وإستقامة المرحلة الانتقالية وتحقيق مهامها على الوجه الأكمل، بالمشاركة في كافة هياكل السلطة الانتقالية بفعالية وتجرد. وأن يسعى مع الحادبين لبذل الجهد أقصاه لمواجهة التحديات الجسيمة والأزمات المستفحلة في الوقت الراهن.
وينادي الحزب بضرورة أن يسبق تشكيل الحكومة أن يُتفق على برنامجها وجداوله الزمنية وعلى أن يكون البرنامج محددا دون ترهل لا فضفاضا يصعب تحقيقه. وأن الحزب يطرح برنامجا رشيقا قابل للتنفيذ، ويعمل على معالجة الضائقة المعيشية كأولوية قصوى. وعلي هدى هذا البرنامج يتم اختيار الوزراء الاكفأ والاكثر تأهيلا لتنفيذه وتحقيق أهدفه) .
كما يطالب حزب الامة بسرعة استكمال كافة هياكل السلطة الانتقالية كحزمة واحدة غير مجزأة وفق مصفوفة زمنية لا يتعدى مداها 40 يوما، بما في ذلك المجلس التشريعي والمفوضيات ومجلس القضاء العالي والمحكمة الدستورية، وإعادة تشكيل مجلسي السيادة والوزراء.
وفي ختام البيان حيا حزب الامة القومي قواتنا الباسلة المرابطة والمنفتحة على حدودنا الشرقية، وناشد كافة قطاعات الشعب السوداني مساندة الجيش السوداني سليل أكبر الجيوش الوطنية الإفريقية في نهاية القرن التاسع عشر. ويأمل الحزب بسرعة معالجة الأزمة الحدودية مع الشقيقة إثيوبيا بالمجهود الدبلوماسي والحوار الأخوى الصادق، ويأنس من حكمة وقدرة المسئولين في البلدين أن يتمكنا من إحتواء كافة مظاهر التصعيد والتوتر في الحدود.
كما دعاحزب الامة القومي يدعو الشعب السوداني للأمل والتفاؤل بغد مشرق.