صوب بيان صادر من لجان المقاومة السودانية انتقادات عنيفة لقوي الحرية والتغيير ” قحت” الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، ويمثل هذا البيان علي حسب ما قالت المحللة السياسية ورئيس منبر ” الشباب الواعد” بانه يمثل مرجلة جديدة من مراحل التشظي الذي تعيشه قوي الحرية والتغيير بعد انسحاب العديد من المكونات والعناصر التي كانت تمثل العمود الفقري لكتلة ” الحرية والتغيير” واضافت بان هناك الكثير من القضايا التي فشلت فيها حكومة” حمدوك” في الجوانب الاقتصادية وبات الشارع يعاني اليوم من الضائقة المعيشية بجانب ازمات الوقود والهشاشة الامنية في العديد من ولايات السودان، خاصة ولاية غرب دارفور التي تشهد صراعات قبلية متصاعدة، واضافت بان التنافس علي شغل المناصب الوزارية بين مكونات الحريةوالتغيير اسهم بشكل وافر في تصعيد الخلافات .
وقالت لجان المقاومة في بيان لها “بالرغم من حرص اللجان علي تقديم المصلحة الوطنية وتقديم المشورة والنصح لشركائنا في قوي الحرية والتغيير، الا انا جهودنا اصطدمت بحائط من التعنت والتجاهل والتهميش من قبل اناس كنا نظنهم شركاء حقيقيين
لقد انفردت قحت وهي تدعي الايمان الكامل بالديمقراطية- باتخاذ كل القرارات المهمة و الحساسه إبتداء من قرار التفاوض مع العسكر بدلا من استلام السلطة منهم .. و الخروج لنا بوثيقة معيبة و عرجاء .. نعيش الآن تبعاتها و مآسيها.. ومارست نوعاً قبيحاً من الاقصاء و التمكين .. و ظهر ذلك جلياً في المحاصصات التي تمت في تعيين الوزراء و الولاة و في تكوين لجان الخدمات .. و التأخير المتعمد لتشكيل المجلس التشريعي و تكوين المفوضيات و تفريطهم في ملف السلام وفي جميع الملفات المصيرية و الحساسة لصالح العسكر و التماهي معهم و مع اجندة الهبوط الناعم القذر الذي .. لايناسب ثورتنا المجيدة فقط .. بل ويسيء اليها والي شهدائنا الأبرار.”
ويقول دكتور عبدالرحمن الشريف المحلل السياسي، بان هذا البيان يمثل موقف مبدئي للجان المقاومة التي نعت بنفسها الآمال التي كانت علقها علي المرحلة الانتقالية لتحقيق تطلعات الشارع السوداني الذي انتفض على العهد البائد
ويضيف الشريف بان لجان المقاومة الوطنية تري قحت محاولات كبيرة في التجاوز السياسي وإتخاذ قرارات منفردة، إبتداء من قرار التفاوض مع العسكر بدلا من استلام السلطة منهم .. و الخروج بوثيقة تصفها بالمعيبة و العرجاء .. وتظل البلاد تدفع مخلفاتها الصعبة من عدم استقرار سياسي وامني بجانب ممارسات غير اخلاقية من الاقصاء وتمكين مجموعات بعينها و ظهر ذلك جلياً في المحاصصات التي تمت في تعيين الوزراء و الولاة و في تكوين لجان الخدمات .. و التأخير المتعمد لتشكيل المجلس التشريعي و تكوين المفوضيات و تفريطهم في ملف السلام وفي جميع الملفات المصيرية و الحساسة لصالح العسكر و التماهي معهم و مع اجندة الهبوط الناعم القذر الذي .. لايناسب الثورة المجيدة فقط.
في السياق قال الأمين العام السابق للجان المقاومة د. الباقر العفيف، إن لجان المقاومة لن تقف مكتوفة الايادي وستضغط الحكومة المدنية في الايام القادمة. واعتبر توقيت الانسحاب مناسبا ويستوجب حل (الحرية والتغيير) وإقصاء من وصفهم بـ(الانتهازيين واصحاب المصالح الشخصية)
ويذكر ان العديد من القوي السياسية اعلنت انسحابها من ” قوي الحرية والتغيير ” في اوقات سابقة وابرزهم الحزب الشيوعي السوداني، وتجمع القوي المدنية، تجمع المهنيين” السكرتاريا الجديدة”، بالاضافة إلى لجان المقاومة واسر الشهداء “
وتعتبر ” قحت” تقف الآن في مفترق الطرق بعد ان فقدت عدد كبير من حلفاء الامس وكسبت الكثير من الاعداء بعد ان استحوذت علي مفاصلها مكونات صغيرة من الجماعات السياسية التي تبحث عن موطئ قدم في سوف التشكيل الوزاري القادم، ومهددة في ذات الوقت بمزيد من الانشاقاقات القادمة في ظل المحاصصات التي ظلت تنتهجها لترضيات قواعدها ومن تبق في قوائم الانتظار .