الخرطوم – التحرير:
دافع الأمين العام للاتحاد العام للصحافيين السودانيين صلاح عمر الشيخ عما يقوم به الاتحاد تجاه جميع منسوبيه من دون استثناء، وأكد أن قضية الحريات تمثل أولوية قصوى لهم، وأكد تلقيهم خطابات من صحافيين موقوفين بأمر السلطات طالبوا من خلالها إعادتهم إلى العمل.
وطالب الشيخ في حوار مع (التحرير) الصحافيين بالمحافظة على حقوقهم، وعدم التهاون فيها، ودافع عن مشروع (الصحفي المنتج)، وقال: أيهما أفضل للصحفي أن يجد له مصدر دخل إضافي أم أن يتلقي الدعم من آخرين؟،
وكشف الأمين العام للاتحاد العام للصحافيين السودانيين عن كثير من القضايا التي نتابعها من خلال هذا الحوار:
• هل تعتقد أن الاتحاد كان موفقاً في تدشين مشروع (الصحفي المنتج) في ظل مشكلات أكبر وأعمق يواجهها الصحفي؟
– نفذنا المشروع في إطار واجباتنا والخدمات التي نقدمها للصحافيين، من توفير السكن، والتأمين الصحي، وبالبحث في أوضاع الصحافيين وجدنا أن كثيراً منهم لديهم مشكلات اقتصادية في ظل ضعف مرتباتهم، وحاولنا البحث عن مخارج لهذا الأمر، ومعالجة ضيق ذات اليد، فبدلاً من البحث عن جهة تقدم لهم الدعم المباشر، رأينا أن ننفذ لهم هذا المشروع الذي يعينهم في سد جزء من احتياجاتهم، خصوصاً أن بعضهم يحسن الظن بالاتحاد، ويأتي إليه باحثاً عن حل لمعالجة قضاياهم.
• هل تعتقد أن هذا حل مثالي.. ولماذا لم تمضوا في اتجاه تحسين أجور الصحفيين؟
– مضينا في عدة اتجاهات، الحل الأول بالنسبة إلينا كان رفع مرتبات الصحافيين بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، ونجحنا مع المجلس في إصدار لائحة جديدة، وهي مجازة وفقاً لقانون الصحافة والمطبوعات، رفعنا الحد الأدنى إلى (1500) جنيه، وأصبح ملزماً للناشرين؛ لأنها صادرة بموجب قانون يعترف به الناشرون وملاك الصحف، وكان ذلك قبل نحو شهر تقريباً، وهذه اللائحة تلزم المؤسسة بإدخال العاملين في التأمين الصحي.
• هل لديكم آليات لتطبيق هذا الأمر.. وكيف تتحققون من التطبيق؟
أصرينا على أن تكون هذه اللائحة جزءاً من شروط إصدار الصحف، وبالفعل تم ذلك، كما أن المجلس بموجب صلاحياته وسلطاته له الحق في القيام بجولات تفتيشية على الصحف لمعرفة التزام الناشرين بها، والمجلس له عدة وسائل يلجأ إليها لمعرفة ذلك، كما أن له الحق في إيقاف الصحيفة عن العمل إذا لم تلتزم بالحد الأدنى، كما يمكنه توقيع عقوبات وجزاءات على الصحيفة المخالفة، فهي لا تخضع لمزاج الناشر.
• لكن الصحافيين لا علم لهم بهذا الأمر، كما أن هناك تحايلاً من ملاك الصحف في ظل عدم توافر فرص عمل للصحافيين، ما هو دوركم؟
أولاً لا بد أن يعلم الصحافيون باللائحة؛ لأنها تحافظ على حقوقهم، كما يجب عليهم المطالبة بهذه الحقوق مهما كلفهم ذلك.
• مطالبة الصحفي بحقوقه تعني مغادرته الصحيفة؛ لأن الناشر لن يستجيب، ويمكن أن يدفع الثمن بفقدانه وظيفته، ماذا أنتم فاعلون حينها؟
أقول لك بصراحة بعض الصحافيين جزء من الأزمة؛ لعدم مطالبتهم بحقوقهم بمختلف مسمياتها، وهم يقبلون بأوضاع نعلمها، ولا يطالبون بها، لكن بإمكانهم إبلاغ الإتحاد بوصفه مسؤولاً عن حقوقهم، والاتحاد يمكن أن يتحرك مع المجلس؛ لإلزام ملاك الصحف بحقوق الصحافيين.
• هل سبق لكم أن أعدتم لصحافيين حقوقهم من مؤسساتهم؟
في كثير من القضايا التي لجأ فيها إلينا صحافيون متظلمون وقفنا إلى جانبهم، وهناك عدة صحف أغلقت، وقمنا بمتابعة حقوق منسوبينا مع مالكيها، وأعدناها إليهم، ونحن لا نقف مكتوفي الأيدي في مسألة حقوق منسوبينا على الإطلاق.
• هناك بعض الصحافيين موقوفون عن الكتابة بأمر السلطات الأمنية، ما دور الإتحاد بخصوصهم،وماذا فعلتم بكل ما يتصل بالحريات الصحفية؟
لا نقف مكتوفي الأيدي في مثل هذه القضايا، وسبق أن جلسنا مع جهاز الأمن والمخابرات وأعدنا اثنين من الصحافيين للكتابة، كان جهاز الأمن قد أوقفهم، وهؤلاء على الرغم من رأيهم فينا لكن نحترم لهم أنهم جاؤوا وأبلغونا بإيقافهم عن الكتابة، وتحركنا، والآن أبلغنا أحد الكتاب الصحافيين الموقوفين عن الكتابة بأمر جهاز الأمن، وسنقوم بالجلوس مع الجهاز، ونحاول أن نعيده إلى الكتابة، وهذا دورنا الذي نقوم به مع جميع الصحافيين دون تمييز لفئة على حساب أخرى، وفيما يتصل بأمر الحريات الصحافية وقفنا سداً منيعا أمام التعديلات في قانون الصحافة فيما يختص بالمواد المتصلة بالحريات الصحفية، ونعتقد أن قانون العام 2009م من أفضل القوانين، لكن هناك بعض الحالات التي تلجأ فيها السلطات إلى إجراءات استثنائية، وهذه خارج القانون، ولا نستطيع تغييرها، لكننا نتعشم أن تتم تعديلات وفقا لمخرجات الحوار الوطني تكون في صالح الصحافيين، ونحن متمسكين بروح القانون والحريات خط أحمر بالنسبة لنا، ولدينا مجهودات كبيرة فيما يتعلق بالتقاضي وقضايا النشر، إذ استطعنا إلغاء النيابات خارج ولاية الخرطوم، وتقديرنا في ذلك أنها ترهق الصحافيين بالسفر إلى الولايات، وقد إستجاب لنا الجهاز القضائي عندما طالبنا بإلغاء هذه المحاكم.
• هل تعتقد أن الصحافيين يحافظون على حقوقهم في مواجهة الناشرين؟
هناك قلة من الصحافيين لا تتمسك بحقوقها، ويفرطون فيها، ونحن دائما نقول لهم: لا تفرطوا في حقوقكم، والإتحاد مسؤول عن رد مظلمة أي عضو يبلغه، ولنا سوابق كثيرة في هذا المجال، وأنا اتساءل: لماذا يتخلي الصحافيون عن حقوقهم؟