ألجم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الجميع بزيارته المفاجئة للعاصمة القطرية الدوحة صباح الأحد 31 يناير 2021 م والتي استغرقت ثلاثة أيام برفقة وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق اول جمال عبدالمجيد…
الزيارة وصفت بالخطوة الجريئة التي نجحت في اذابة جليد العلاقة الثنائية بين البلدين الذي تراكم عقب سقوط النظام البائد ووجود بعض رموزه النافذين بالدوحة.
ومع بدء الزيارة سرعان ما انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي أخبار وصفت بالسرية تحدثت عن لقاء مزعوم جمع بين الفريق حميدتي وبعض رموز النظام البائد منهم: على كرتي ومصطفى عثمان إسماعيل ومهدي إبراهيم.
فند مصدر رفيع موثوقتلك المزاعم واصفا إياها بالهراء والشائعة الفطيرة أطلقها المتربصون بالحكومة الانتقالية الذين كانوا يعتقدون أن قطر عصية على حكومة الثورة، لكن هذه الزيارة القمتهم حجراً، علما بأن العلاقة بين الخرطوم والدوحة لم يشوبها التوتر وإنما أصابها الركودفقط .
المصدر الذي تحدث للتحرير سخر من الشائعة و،قال إن الوفد كان مقيماً في فندق معروف وتحركاته كانت وفق برنامج محدد سلفاً بالتنسيق بين السفارة السودانية والقيادة القطرية، وأردف أن مثل هذا اللقاء يتوق رموز النظام البائد لتحقيقه بغية أحداث شرخ والتشكيك في انسجام المكونين المدني والعسكري كما هو دابهم في الترويج لذلك. ..
المصدر الموثوق الذي كان حضوراً كشف عن اختراقات كبيرة حققتها الزيارة تجاوزت الضبابية في العلاقة، وتم تصحيح كل المفاهيم المغلوطة، وتم التوافق على تأسيس علاقة جديدة وفق أطر ورؤية مختلفة تبشر بمستقبل مشرق بين البلدين.
فور وصول الوفد انخرط معالي أمير قطر تميم بن حمد في جلسة مباحثات ثنائية مع النائب الأول استغرقت ساعة من الزمن، ثم تلتها مباحثات مشتركة بين الجانبين بحضور الأمير تميم َورئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، ثم لقاء منفصل جمع بين الفريق حميدتي ورئيس الوزراء وزير الداخلية، كما عقد لقاء منفصل بين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وعقد لقاء آخر بين الوفد ووزير الدفاع القطري واختتمت اللقاءات بلقاء رئيس مجلس الشورى أحمد بن عبدالله آل محمود، وقد أشاد الفريق حميدتي بدوره الفاعل في توقيع اتفاق وثيقة الدوحة لسلام دارفور في العام 2012م..
تركزت المباحثات في الوسائل التي تعزز العلاقات الثنائية وتطويرها والارتقاء بها إلى أفضل السبل في ظل مناخ التغيير الإيجابي الذي يشهده السودان، كما تم التوافق بضرورة تفعيل اللجنة العليا المشتركة واللجان الفرعية المشتركة وتنشيط وتنفيذ الاتفاقيات المبرمة سلفا. كما تباحثا حول الجوانب الأمنية والاقتصادية ، وتذليل كل المعوقات التي تعيق الاستثمار ورفع حجم التبادل التجاري، والتعاون في مجالات الطاقة والكهرباء والثروة الحيوانية، والوقوف معا في كافة المحافل الدولية والإقليمية، كما تطرقت إلى الأوضاع على الحدود الشرقية بين السودان وإثيوبيا، وتم الاتفاق على تبادل زيارات قيادات البلدين..
كما تناول اللقاء عودة العلاقات إلى سابق عهدها بين الأشقاء عبر المصالحة الخليجبة، وثمن النائب الأول المصالحة وقال إنها تخدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وتعزز العلاقات الثنائية بين كل دولة وأخرى وبين كافة دول الخليج والمنطقة كلها مؤكدا التزام السودان الحياد التام ولم يقف مع طرف ضد الآخر فالكل أشقاء…
القيادة القطرية َوالشعب القطري احتفيا بالوفد السوداني كثيرا. ونظم له زيارات لمقر منظمة قطر الخيرية وزيارة لمشاهدة اامنشآت الحديثة التي نفذت من أجل مباريات كأس العالم في العام 2022م.
و أشاد وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين بالزيارة وقال لمسنا دفء وترحيب من القيادة القطرية كأن العلاقة لم تتعثر بينا في يوم من الايام مشيرا إلى دعم قطر لسلام دارفور وضرورة اقتران سلام الدوحة بما تم في جوبا لأجل اكتمال مشروع السلام