قال الدكتور أحمد حسن الخبير الاستراتيجي أن ماحملته الصحف الصادرة اليوم الاربعاء(٣ فبراير ٢٠٢٢)، عن إنتحار مواطن سوداني رب أسرة أب لتسعة أبناء بسبب الضغوط المعيشية والحياتية يعد ظاهرة محبطة وخطيرة جداً وأمر إجتماعي وثقافي وديني مغلق للغاية مبيناً أن الشعب السوداني أبعد مايكون عن مثل هذه الظواهر لانه شعب مؤمن ومتدين بطبعه منوهاً إلى أن الضغوط الاقتصادية والمعيشية التي خلقتها حكومة حمدوك أكبر من طاقة تحمل الشعب السوداني.
واكد الدكتور أحمد أنه بعد تحرير أسعار الوقود حتى وقود المواصلات والزيادات الكبيرة جداً في تكاليف خدمات المياه والكهرباء وغياب الدعم الحكومي الملموس والمؤثر للاسر السودانية الفقيرة والفئات الضعيفة داخل المجتمع السوداني سيجعل الكثير من السودانيين في خضم فقر مدقع لن يستطيعوا معه الصرف على تعليم أبنائهم ورعايتهم صحياً بجانب الصرف التقليدي على أسرهم مشيراً أن ذلك سيدفع العديد من أرباب الاسر السودانية للشعور بالعجز الكامل مما سيخلق أجواء مناسبة للجريمة المنظمة وغياب الاخلاقيات الحميدة وتفشي كل أساليب كسب المال بطرق ملتوية وغير شريفة مما سيصيب المجتمع السوداني بهزة عنيفة.
وأضاف حسن أن الانهيار الكبير في العملة السودانية أمام الدولار الامريكي تسبب في إرتفاع مهول في السلع الاستراتيجية اليومية (السكر – الدقيق – زيت الطعام) إلى أرقام فلكية مشدداً على أن هذا الارتفاع سيجعل 90% من الاسر السودانية تتخلى عن وجبتين أو وجبة وكثير منها سيأكل وجبة واحدة مما سيدفع كثير جداً من الاباء لمحاولات الانتحار المتكررة.
واوضح الدكتور أحمد حسن أن كثير من الشباب الذين إنتفضوا ضد النظام السابق في ثورة ديسمبر المجيدة ويحدوهم أمل كبير بأن تتحسن الاحوال للافضل لاسيما الاوضاع الاقتصادية وباتوا يحلمون بحياة أفضل توفر لهم تعليم جامعي وفوق الجامعي بإمتياز وفرص عمل عظيمة إلا انهم تفاجئوا بالعكس تماماً مما أصابهم بالاحباط والدخول في حالة من الاكتئاب والاتعاب النفسية مبيناً أن هذه الفئة من المجتمع السوداني ستكون عرضة أيضاً لمحاولات إنتحار متكررة.