تصريحات صلاح مناع بخصوص ما حدث في قضايا تتعلق بأفعال على مستوى قيادي ليس هذا وقتها بكل المقاييس فهي تزيد الزيت اشتعالا وتشعل الوضع الراهن بالمزيد من النار واللهب، وهي ليست سياسة الحكماء ولا دبلوماسية الشركاء، الوضع الراهن لا يحتمل( نشافة الراس) وإنما يتطلب ان يدير شركاء الفترة الانتقالية ملفاتهم الخلافية بعيدا عن الميديا ولكن داخل أروقة الشراكة، وداخل مؤسساتها، الخروج للإعلام لكشف ممارسات امنية او سياسية الأفضل منه المكاشفة والمواجهة داخل مؤسسات الشراكة، المواجهة بين صلاح مناع والبرهان وبين لجنة التفكيك والنائب العام خير من خروج الأفراد للإعلام للحديث عن زملاءهم في السلطة، ليس من مصلحة أحد إطلاق الكلمات والقذائف النارية.
صلاح مناع هو تاريخيا عضو في حزب الأمة القومي وتصريحات مناع فارقت الخط الذي يعمل فيه الحزب الساعي لملمة الجراح ورتق النسيج الداخلي للشراكة والحفاظ على توازن السلطة القائمة لجهة ان الخلافات والشقاق داخل كابينة القيادة والتراشق اللفظي والاتهامات عبر صفحات الإعلام بين القيادات لن تخدم سوى الثورة المضادة، وهذا لا يعني السكوت على اي تصرفات خاطئة ولا التسامح مع ما يقوض الثورة ويعاكس أهدافها وإنما حسم أي خروج لاي قيادي عسكري او مدني على روح الثورة واهدافها عبر المواجهة وجها لوجه داخل مؤسسات السلطة وليس عبر المنابر الإعلامية.
صلاح مناع ليس وحيدا فقد سبقه نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي في أكثر من مرة مستخدما منصات الإعلام والخطابات لتوجيه الاتهامات لشركاءه المدنيين وتحميلهم وزر فشل الحكومة، وهي تصريحات سالبة لا تخدم سوى الثورة المضادة، ولا تقود إلا إلى مزيد من التباعد بين مكونات الشراكة المدنية والعسكرية، لذلك مطلوب ان ينضبط قادة الحكومة في التصريحات الإعلامية فليس كل ما يعرف يقال وليس كل تقدير شخصي يصلح ليطلق في الهواء الطلق وكأنه الحقيقة المطلقة، فالسهم الذي خرج لا يمكن إعادته إلى كنانته.
أن يسكت قادة الشراكة عن تجاوزات بعضهم البعض من أجل تمتين الثقة بينهم، خير من المسارعة للإعلام لكشف بعضهم البعض وكأنهم أعداء لا شركاء، منهج النقاش الداخلي والمواجهة الداخلية بين قادة الشراكة حول ما يختلف حوله في اي قضية كانت يجب أن يكون هو السائد، ويجب أن تسيطر الدبلوماسية على تصريح اي قائد عسكري حين يوضع في مقام الحديث عن شركائه المدنيين، والعكس صحيح ان تسيطر الدبلوماسية على أي تصريح أي قائد مدني حين يوضع في مقام الحديث عن شركائه العسكريين، منهج مناع وحميدتي لا يخدم الحكومة الانتقالية وإنما يؤجج نار خلافاتها، ويقود إلى زعزعتها، ويجب أن يناقش داخل أروقة الشراكة ويعالج بصورة جذرية قبل أن يتفاقم وينسف روح الشراكة الانتقالية.
sondy25@gmail.com