تحمل وكالات الأنباء بصورة شبه مستمرة أخباراً عن وصول مواد إغاثية للسودان، بعد أن علم العالم أجمع أن شعبه يعاني من الغلاء والندرة وشح الخدمات.
ومع ترقب الجميع لوصول القمح الأميركي والإسرائيلي والمواد الغذائية من مصر والمنح والقروض والهبات من أوروبا، تتعطل عجلة الإنتاج المحلي في وطن غني بالثروات الطبيعية والمعدنية ولا تنقصه الأيدي العاملة.
ويقول خبراء ومحللون تعليقاً على هذه الأوضاع أنه خلال العامين الماضيين أوقفت تصريحات وزراء حكومة حمدوك عجلة الانتاج بحديثهم المستمر عن الدعم الخارجي، وأصدقاء السودان، ومؤتمر المانحين.
وقالوا إن معظم قطاعات الشعب السوداني تعاني بسبب ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج، فالمشاريع الزراعية والصناعية تحتاج إلى الكثير ولا يوجد دعم تشجيعي من الدولة، لذلك هجر الجميع مشاريعهم ترقباً للكسب السهل. واشار الخبراء إلى ضرورة اهتمام الحكومة الجديدة بالموارد الداخلية حتى تتفادى فشل الحكومة السابقة التي لم يكن لديها شيئ غير الوعود البراقة والأحلام بعيدة المنال.
ويقول الخبير الاقتصادي والاستاذ بعدد من الجامعات بروفيسور عصام الدين عبد الوهاب بوب إن الحكومة الانتقالية بدأت بطريقة خاطئة. صحيح أنها نادت بالانفتاح علي العالم، والخروج من عزلة دامت طويلاً، وأضرت بالبلاد من نواح كثيرة وخاصة الاقتصاد، لكنها اعتمدت على التسول من الخارج، وعلى زيادة المعونات الخارجية حتى أصبحت هي عمادا للاقتصاد السوداني.
وأضاف بوب: “ان السودان يظل غنياً بموارده الطبيعية والبشرية ولكن لم يتم استثمارها بأي صورة من الصور، ولم يستمع المسؤولين للآراء الوطنية حول كيفية الإستفادة من الموارد القومية”. وقال بوب: “السودان يحتاج لإدارة عالية الكفاءة وليس مغتربين لا يعرفون أو نسوا ما هو السودان. الحكومة الجديدة ستقع في نفس فخ روشتة البنك الدولي وربما تستمر في نفس السياسات المهلكة”.
وقدم بروفيسور بوب نصيحة مهمة لوزير المالية الجديد د. جبريل إبراهيم وقال: “نصيحة لأخي جبريل إبراهيم وقد حضرنا الدكتوراة في اليابان بأن يعود للمبدأ الياباني Ninju. وهذه كلمة له يفهمها تماماً من نظريات كثيرة ومنها economics as if human matters. غير العملة سريعاً، وحجم الكتلة النقدية، وإذا لم تستطع معالجة عودة أموال الصادر، أوقف التصدير، ودعنا نأكل أولاً ثم ننتج. عالج بنك السودان بصرامة ثم أعيد هيكلة المصارف بقوة وحزم”.