لست متفائلا بالمستقبل

أغادر الوطن خلال أيام وبرغم سعادتي بدخول بعض الكوادر التي أثق في وطنيتها ومقدراتها الا انني
حقيقةً وبكل أسف لست متفائلاً بمستقبل يرضي الطموحات وذلك لأن تغيير الشخوص رغم أهميته لا يعتبر عاملاً اساسياً في تغيير الواقع الراهن وإعادة بناء دولة من هذا الركام المتوارث إذ لا بد لنا حتى نتجنب تكرار الفشل المتلازم منذ الاستقلال والمستمر للأسف حتى يومنا هذا اقول لا بد لنا من وضع خطط يضعها الخبراء ويتم التوافق عليها في كل المجالات من صحة وتعليم وإقتصاد وكل منشط أو وزارة بحيث يُلزم كل وزير بتنفيذ تلك الخطة دون أن يخرج عنها وفقاً لاجتهاده الشخصي أو لمزاجه أو عقله الجبار او يقوم بتأخير تنفيذها بجدولٍ زمني موضوع معها واذا خرج عنها او قام بتأخيرها ولو لثانية يطرد ويحاكم بتهمة الخيانة العظمى لانه بذلك يكون قد تسبب في موت ومرض وجهل ومعاناة عدد كبير من المواطنين الأبرياء كل ذنبه انه وجد في ارض اتت بوزير مثله ساهم في تخلف الدولة بأكملها. كما انه يجب الإنتباه الى انه في حال تغيير وزير او موته يلتزم خلفه بالإستمرار من حيث إنتهى سلفه فالبدايات الصفرية سبب اساسي من أسباب إقعاد وتخلف وطننا الحبيب ومعاناة إنسانه الذي يستحق منا أكثر.
وهذا الحديث يدخل في إطار تطبيق مبدأ
(* أهمية كيف يحكم السودان لا من يحكم*).
اخيراً اعبر عن أستغرابي من اغفال وقبول البعض لما التزم به مسبقاً مثل:
1/ مخالفة الوثيقة فيما يخص
نسبة المرأة في التمثيل الوزاري الذي لم يتجاوز ال15٪ ولا يخفى على أحد دور المرأة في الثورة.
2/ إغفال تمثيل الشمال بسبب بعض المتلهفين والطامحين في الفتات وإغفال الوسط في محاصصات الوزارة ومجلس الشركاء وقادمات الأشياء.
3/ إغفال رفع المعاناة عن المواطن منذ نجاح التغيير واستمرار الهدر.
4/ استمرار سيطرة الفلول في جميع دواوين الدولة ومؤسساتها المجرّفة بإعتراف الجميع.
— اخيراً لا اقول اننا كحركة ثورية فشلنا بل حاولنا ولكن لم نتوقع كل ذلك الدهاء حيث احتشد البعض ممن كنا نحسبهم اصحاب مبادئ ضدنا وصمت البعض الآخر برغم وضوح الحق خوفاً على النصيب. ولكن كما قال البعض (في السياسة يختلف الأمر فاحياناً للوصول الى الهدف ترى الخط المستقيم وتسلك المنعرج) .
*وحقاً آسفون يا وطننا الحبيب*
د. اسامة دهب
رئيس حركة كوش السودانية
الخرطوم – 13 فبراير 2021م