اتفاقية الحريات الأربعة.. لماذا ترى مصر أن الوقت قد حان اليوم لتطبيقها على الارض بينما ظلت تماطل وتتردد طيلة ما يقارب العقدين من الزمان؟؟
نشرت القنصلية المصرية تعميماّ غريبا بتاريخ 14 فبراير 2021، يكرس ما سمي باتفاقية الحريات الاربعة من طرف واحد.
اليوم تغري مصر السودانيين للسفر والحصول على تأشيرة الدخول من دون مقابل مالي، وليس معروفا اسباب نشر هذا التعميم في هذا التوقيت بالذات..!!
اتفاقية الحريات الأربعة هي اتفاقية موقعة بين مصر والسودان منذ إبريل من العام 2004، وهي تشمل حرية الدخول والخروج، والتنقل، والامتلاك، بين البلدين. وقد ظلت مصر حتى العام 2018 تتلكا في تنفيذ بنود هذه الاتفاقية لأسباب بعضها مخفية وبعضها معلومة للمراقبين. ونحن نعلم من خلال السودانيين المقيمين في مصر، أنه لم يكن هناك اعتراف بحقهم في الإقامة والتنقل… بل ظلوا يدفعون الرسوم وتلاحق السلطات السودانيين المنتهية إقاماتهم…بمعنى أن «الحريات الأربع» كانت مجرد حبر على ورق
يدعو التعميم السودانيين التوجه مباشرة إلى القنصلية للحصول على التأشيرة التي يتم إصدارها مجاناّ بدون اي رسوم.
يقول التعميم ان هذه المنحة المجانية تأتي تنفيذاّ لاتفاق الحريات الاربع الموقع بين البلدين.
من المفارقة أن مصر التي تعود اليوم للتلويح بهذه الاتفاقية وتنفض عنها غبار السنين، هي التي كانت تتلكا وتتردد في التطبيق مطالبة بتعديل بعض بنودها.
حسب تصريحات سابقة لمسؤولين سودانيين، فإن مصر كانت مهتمة بتعديل المشروع الأولي للاتفاقية، بحيث يكون حق التملك للمصريين في السودان بلا قيود، بينما تكون ملكية الأراضي للسودانيين في مصر وفق قانون الحكرة.
يعني ذلك أنّ فترة انتفاع السودانيين بالأراضي المصرية لا تتجاوز 10 سنوات حتى يصلوا إلى حق التملك، وذلك حتى تضمن مصر استثمار أراضيها أولا قبل تمليكها. وفي المقابل، يحق للمصريين الانتفاع بالأراضي السودانية عن طريق التملك مباشرة، وفقاً للاتفاقية الموقعة.
وضمن بنود اخرى ظلت مصر تتخوف من إثارة مسألة احتلالها لحلاييب وشلاتين وغيرها من خلال هذه الاتفاقية التي تتطلب ترسيم الحدود بين البلدين حتى يتسنى نقل الأفراد والبضائع عبر المنافذ الحدودية من الجهتين.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل أصدرت القنصلية المصرية هذا التعميم بالتوافق مع السلطات السودانية ؟..ام ان ذلك يأتي من طرف واحد لتنشيط هذه الاتفاقية قفزاّ فوق التحديات التي تواجهها وفي مقدمتها ترسيم الحدود؟؟.
يبدو ان مصر اضاعت فرصة كانت مواتية مع نظام لا يهتم باراضيه المحتلة ولا بثروته التي تصدر إلى مختلف أنحاء العالم من الدول المجاورة.
اتفاقية الحريات الأربع والتكامل وبناء علاقات مع الجارة مصر، يجب ان تسبقه تسوية القضايا العالقة التي لا تشمل قضية حلايب وحدها، إنما ايضا التمدد والاستمرار في الاستحواذ على الاراضي الزراعية السودانية… ولا ننسى كسودانيين ان لنا حقوقا ضائعة ضمن اتفاقية بناء السد العالي…هذا قدر السودان مع العسكر الذي يتهاونون في الزود عن اراضيه…
كل الأمل ألا يمرر تعميم القنصلية المصرية مرور الكرام، وأن ينتبه السودانيين إلى دولتهم التي يتم قضمها من الأطراف. انتبهوا يا سادة فأنتم ستنتهون من صراعاتكم لتواجهون حقيقة أنه لم يعد لديكم وطن تتصارعون من أجله….
عزه قومي كفاك نومك
ما كفانا دلال يومك
أنت يا الكبرتوك
البنات فاتوك
في القطار الفات
رحم الله خليل فرح…ولكن ما زالت عازة في سباتها الطويلة….
نعود باذن الله إلى هذا الملف مرة اخرى