في ١٨ فبراير عام ٢٠٠٩ انتقل الي رحمة الله الاديب والكاتب والاعلامي السوداني الشهير الطيب محمد صالح الشهير بالطيب صالح هنا سوف اذكر واكتب عن اخلاق الطيب صالح وكيف كان يتعامل مع الاخر عن تجربتي معه.. —هذا ما كتبته يوم رحيله فى التوثيق الذى نشرته بموقع سودانيز اون لاين
18 فبراير 2009
حزين انا وكل افراد الشعب السودانى واهلى فى الشمال فى كرمكول والعفاض وابودوم قشابى والخرطوم وعطبرة وبورتسودان بفقد اديب السودان الكبير الاستاذ الطيب صالح
نفتقده اليوم ونحن فى الوطن فى مفترق طرق واكثر حوجة لارائه السديدة والواضحة المعروفة بالحرص على وحدة الوطن واهله وايقاف الحروب والشتات ..
نفتقد اليوم الرزانة والتواضع والخبرة الاعلامية الهائلة الممزوجة بفن الادب والثقافة والاسلوب الراقى فى الكتابة ..
نفتقدك ونحن اكثر حوجة لامثالك من اصحاب الخبرات الكبيرة ذات التقدير العالمى التى ترفع اسم الوطن فى كل مكان تحل فيه ..
كان اسمك يغطى على بشاعة الحروب وهشاشة وضحالة الفكر السياسى السائد اليوم فى الوطن ..كان اسمك هو الوطن هو السودان الدولة ذات التاريخ والحضارة الضاربة فى عمق الزمان ..
كان اسمك مكان احترام الجميع الذين شهدوا لك واحترموا ثقافتك وقدروها وبك وبمجهودك الذى بذلته فى كل المحافل نلنا اسمى التقدير والاحترام من كثير من الشعوب ..
كنا نفتخر بك فى كل مكان بان لنا اديبا وكاتبا ورجلا يحمل من الخبرات الكثير ومعروف على لالنطاق العالمى ..
لكل فرد قصة يحكيها اليوم مع اديبنا الكبير فى سنين حياته العامرة والذاخرة بانتاج ادبى وعلاقات اجتماعية راقية وحب من طرفين خال من الرياء ..
اليوم هو يوم شكره على ما قدم وانتج وما قدم للبشرية من ادب وروايات وقصص ومقالات صحفية ودراما هادفة شكلت رايا عاما مستنيرا فى كل انحاء العالم ..
عن اى صفة اتحدث هل اتحدث عن الطيب الاديب ام الانسان المتواضع ام الاعلامى الشهير ام الخبير الدولى ..لن استطيع مهما اوتيت ان اوفيه حقه فانا لست بقامة ادبية او اعلامية او اى شىء يقف لبعدد ماثره الحميدة تلك ولكنى اترك الامر لمن هم اكثر شانا من اولئك الذين يعرفون فضله ودوره وما قدم هنا فى هذا البوست التوثيقى ..
ولكن فى مثل هذا اليوم لابد لى من ان احكى قصة عنه وعن احترامه للراى الاخر مهما كانت قاسية او غير صحيحة ..
عندما كنا طلابا بمصر فى اوائل الثمانينات وكان الطيب وقتها خبيرا باليونسكو وكان ياتى للقاهرة كل عام لحضور فعاليات معرض الكتاب السنوى ..
ذهبت اليه فى مقر اقامته لادعوه الى ندوة ادبية وثقافية ليرد على اتحاد ادباء الحكومة والذى كان يطلق عليه اسم اتحاد ادباء السودان الذى زار القاهرة وقتها بدعوة من الاتجاه الاسلامى ( الاخوان المسلمين ) الذى كان يتحكم فى الاتحاد الطلابى وكان وفدهم يضم الدكتور حسن عباس صبحى والاستاذ فراج الطيب والكاتب مصطفى عوضالله بشارة ..
واقام لهم الاتحاد ندوة فى دار الوافدين بعماد الدين وجهوا نقدا مباشرا نحو شخصية الاستاذ الطيب وقالوا فيه ما قالوا عن علاقة مزعومة للطيب بالانجليز ابتدره حسن عباس صبحى رحمه الله وحكى قصة علاقته بالطيب ومن ثم كال له اتهامات لا استطيع كتابتها اليوم والاثنان فى ذمة الله ..
وحاولت الذهاب للمنصة للرد عليه والكلام فى الحقيقة وتلك الاتهامات ولكن الاخوانجى الذى كان على المنصة ويعطى الفرص للتعقيب حرمنى ورفض اعطائى الفرصة .. او قل تجاهلنى ..
وبغضبى هذا ذهبت اليه فى الفندق لاطلب منه الحديث ضمن ندوة خاصة ا تقيمها رابطة طلاب ابناء العفاض بمصر ليرد عليهم .. وكنت قبلها ذهبت لادارة نادى الوافدين وحجزت القاعة ودفعت الرسوم – انظروا للطيب ماذا قال لى بعد ان شرحت له ما اريد وما قاله الدكتور حسن عباس صبحى ومصطفى ..عوض الله بشارة
قال لى (لا لا يا ابنى هذا رايهم وهؤلاء ربما كانت هذه قناعاتهم .. وانا لن ارد واعفينى هذا راى للناس وهم من يقيموه ولست انا فانا لا ادافع عن نفسى ..)والححت عليه ولكنه رفض .. وقال منهيا الحديث ما قالوه رايهم وانا احترم الراى الاخر مهما كان ..
هذا هو الطيب اسما ومعنى .. رحمه الله
اواصل اتواصل