سيد مراد : يشعر بالقلق والخوف ويدعو لإزالة التشوهات
السفير صلاح : قدمت قطر قرض في حدود 135 مليون دولار لتطوير مناطق الآثار فى بالشمالية
يشعر المواطن سيد مراد من سكان الولاية الشمالية بقلق كبير وتسيطر عليه المخاوف جراء عمليات التعدين الأهلي و سرقة الاثار التي تتم في محيط جزيرة ” صاي” بالسودان وهي ثاني اكبر جزيرة في السودان، تبعد تسع كيلو مترات عن مدينة ” عبري” جنوب الولاية الشمالية ، كاشفا عن عمليات نبش وبيع الكنوز التاريخية بواسطة بعض الافراد الذين تخصصو في هذا المجال بالرغم من اعتراضات السكان المحيطين
وأشار مراد خلال حديثه ل-“التحرير ” ، تنتمي المقتنيات المنهوبة و التي يتاجر بها الكثيرون الى تاريخها ويعود لها ذلك التراث ، وناد السلطات المحلية بضرورة إيقاف هذه العمليات غير المشروعة قانونيا وحماية الجزيرة من الهجمات الشرسة التي تتوالى إليها من فترة وأخرى
وقال مراد ، الاثار هي أكبر من كونها قطعة صغيرة بل تعتبر الموروث الأثري والدليل المادي على وجود حضارة السودان وتاريخها الباقي على مر العهود ، واضاف في السودان العديد من المناطق الأثرية ذات القيمة الكبيرة لكنها تحولت لمنصة النهب والجشع والسرقات ونزع الموروث الأثري منها بدون رحمة وحذر من كارثة التعدين العشوائي
فور تلقي التحرير هذه المعلومات قررت إجراء تحقيق حول ظاهرة التعدين العشوائي ونهب الاثار ب”صاي” ، وفرضت العديد من للاستفهامات حول تاريخ بداية هذا العبث وماهي الجهات المستفيدة من هذه العمليات ؟ واين تقف الجهات المعنية من هذه الفوضى وغيرها من التساؤلات التي تم الإجابة عليها من خلال ما تثنى لنا التحدث اليهم
يقول السفير صلاح محمد احمد المتخصص في الاثار ، التعدين العشوائي عن الذهب هو أخطر ما يواجه مناطق الاثار ، و المشكلة ان معظم المناطق الواقعة فى الولاية الشمالية بها اثار وقد تم تسوير مناطق شاسعة منها وتعرضت مناطق كثيرة للنبش وسرقة قطع الآثار ونهبت بعض المواد النفيسة كالذهب ومتطلباتها ويتم تهريبها الى مناطق الآثار لتتحول إلى أماكن سياحية ليشعر سكان تلك الأقاليم بأن الآثار تعود لهم بالفائدة المادية.
ويؤكد السفير وجود شرطة متخصصة لمراقبة سرقات الآثار ولكن فعاليتها ضعيفة ، و بالنسبة للقوانين قطع ” بان هناك قانون الآثار وتوجد لائحة تنظم اعمال فرق الآثار العاملة بالسودان ، داعيا لأهمية اشعار مواطنى المنطقة بأن للاثار فوائد مادية تتمثل فى السياحة مما يستدعى العمل الفورى لإصلاح البنى التحتية و التنسيق مع سلطات السياحة ، واردف ” اذ لا يعقل ان تستمر عمليات التنقيب وتسور مسافات شاسعة من
الأراضى مما يعطى الشعور لدى المواطن باستحالة الزراعة والاستفادة من ريعها ” .
وانتقد السفير ، ما كتبه الصحفى زهير السراج في مقالة تحت عنوان (جريمة العصر ) والتي قال فيها إن آثار جزيرة ” صاى ” تسرق من دولة قطر بواسطة فرقة اثار فرنسية ، نافيا حقيقة ذلك مؤكدا بان المعلومات التي وردت في المقال خطأ ولا اساس لها من الصحة ، وقال ليس لقطر بعثات آثار وان الوحدة الفرنسية للآثار تابعة للهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية ، مشيرا إلى تقديم قطر قرضا فى حدود 135 مليون دولار لتطوير مناطق الآثار فى بالشمالية.
قبل أربعة أعوام ماضية كشف فريق بحث علمي ألماني معلومات عن وجود مقبرة مصرية تم اكتشافها في السودان سنة 2015 يبلغ عمرها 3400 سنة في جزيرة صاي، وبحسب تقارير إعلامية سابقة أن الجزيرة جزء من أرض النوبة القديمة التي كانت تحت السيطرة المصرية إذ بنى المصريون المستوطنات والتحسينات في جميع أنحاء النوبة بما في ذلك ” صاي” التي تتضمن منجم الذهب
وبالرجوع إلى الخبير في مجال التنقيب عن المعادن المهندس عماد الحسين ، أن وجود منجم للذهب بالجزيرة لفت انظار الناس إليها مما حولها لمنطقة التنقيب العشوائي الأكثر تضررا في شمال البلاد ، وأشار إلى الاثار السالبة جراء ذلك على البيئة والانسان والحيوان وقال بواحد أكثر من الف منجم يعبثون بمحيط الجزيرة الأمر الذي يتطلب تحرك فوري لحمايتها
فيما تحدث الخبير البيئي دكتور عبد القادر الرحيمة ، عن الأثر البيئي المتوقع حدوثه في صاي، وذكر للصحيفة يشمل الأثر البيئي التعدين تعرية الجزيرة وتكوين المجاري وفقدان التنوع الحيوي وتلوث التربة والمياه الجوفية والمياه السطحية بواسطة مواد كيميائية عملية التعدين وإلى جانب أحداث ضرر بيئي فإن التلوث الناتج عن تسرب المواد الكيميائية يؤثر أيضا على صحة السكان المحليين مما يتطلب من شركات التعدين اتباع قوانين البيئة وإعادة التأهيل وضمان إعادة المنطقة المحفورة الى حالتها الاصلية
وأضاف الخبير البيئي ، قد يكون لبعض أساليب التعدين آثار كبيرة على البيئة من خلال تآكل
المنحدرات المكشوفة ونقابات المناجم وسدود المخلفات والتراكم الناجم عن الصرف والجداول تاثير ا كبيرا على المناطق المحيطة بها