اعلنت القيادات العسكرية السودانية والمصرية عن توقيع اتفاقية عسكرية مشتركة اليوم الثلاثا(2 مارس 2021).
وقال رئيس الأركان ، الفريق محمد عثمان الحسين، إن الاتفاقية تهدف لتحقيق الأمن القومي لكل من السودان ومصر.
من جانبه، أكد رئيس الأركان المصري الفريق محمد فريد، استعداد القاهرة، لتلبية كافة طلبات الخرطوم في المجالات العسكرية، موضحا أن السودان ومصر، يواجهان تحديات مشتركة.
ويأتي هذا الاتفاق في ظل التوتر غير المسبوق بين الخرطوم وأديس أبابا، على خلفية الاشتباكات المتكررة في منطقة الفشقة السودانية.
وأضاف هذا الملف توترا جديدا إلى العلاقات بين البلدين، المتوترة أصلا على خلفية بناء إثيوبيا سد النهضة على أهم روافد نهر النيل، الأمر الذي يهدد الأمن المائي لكل من مصر وإثيوبيا.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء محمود خلف، في حديث إلى “سكاي نيوز عربية”، إن الرسالة من الاتفاقية العسكرية أن الأمن القومي المصري و السوداني أمر واحد، فما يهدد مصر يهدد السودان والعكس صحيح، أيا كان نوع هذا التهديد.
وتابع: “إن الاتفاقية العسكرية إشارة على جدية البلدين، ورسالة إلى إثيوبيا كي تراجع نفسها”، مشيرا إلى هناك خطأ في الحسابات الإثيوبية، التي تتصور أنها قادرة على التعامل مع السودان وحده، معتبرا الاتفاقية وما سبقها من مناورات (نسور النيل في نوفمبر 2020) محاولة لدفع أديس أبابا بعيدا عن حساباتها الخاطئة.
ولافت إلى أن الاستراتيجية العسكرية تشمل إقناع الخصم بخطأ تصرفاته والخسائر الجسيمة المترتبة على ذلك، وهذه الإجراءات، بما في ذلك الاتفاقية العسكرية تقول لإثيوبيا كفى.
وشدد على أن العمل العسكري مرهون بالعمل السياسي، فيجب استنفاد كل الحلول السياسية قبل اللجوء إلى القوة، وهو الخيار الأخير.
ومن جانبه، قال الخبير الأمني والاستراتيجي السوداني، الفريق حنفي عبد الله، إن هناك تواصلا مستمرا بين الخرطوم والقاهرة لمواجهة التهديدات المشتركة، ومن بينها المواقف الإثيوبية الأخيرة.
وشدد على أن إجراءات السودان في الفشقة طبيعية، ضمن حدوده، لكن إثيوبيا تريد هذه المسألة ذريعة للتنصل من اتفاقية الحدود المشتركة وحشد القوات، مؤكدا أن السودان صبر كثير على إثيوبيا.
وقال إنه يجب على إثيوبيا أن تعي أن ما تقوم به من حشود على الحدود إجراءات اطلة، مؤكدا في الوقت ذاته، أن ممارسات أديس أبابا في سد النهضة مرفوضة.
وقبل أيام، قال السودان إن إثيوبيا وجهت “إهانة بالغة ولا تغتفر” إليه، في أشد البيانات لهجة على خلفية الأزمة في أواخر فبراير الماضي، كما استدع سفيره من أديس أبابا.
والفشقة منطقة تقع ضمن الحدود الدولية للسودان، يسكنها مزارعون إثيوبيون، لكن قوات إثيوبيا اقتحمت هذه المنطقة مرارا في الآونة الأخيرة.
وقال السودان في 31 ديسمبر الماضي إنه بسط سيطرته على كل الأراضي السودانية في المنطقة، التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومترا مربعا.