اتصل بي هاتفياً أحد الزملاء الصحفيين وبغير مقدمات أخذ يعدد لي الاتهامات التي يواجهها شخص اسمه “عبد الباسط حمزة”..! وبالرغم من أنه استنفد رصيده من الموبايل مرتين كان يعود بغير توقف ليستمر في الحكي عن المجالات التي طالها ملف الاتهام.. وامتدت فترة الاتصال فأشفقت على رصيده وهو لا يتوقف عن السرد حتى قلت: ليته سكت…!!
حسبما أذكر وحسب شخبطتي في أوراق كانت أمامي فقد تحدث صديقنا الصحفي عن أموال لأسامة بن لادن وعن طريق الدمازين- الكرمك وطريق التحدي وطريق دنقلا-أرقين وعن بناء 41 فيللا وعن (آليات وهناقر ورافعات ولوادر) وعن نشل سيارة خاصة بابن لادن وعن الثراء الحرام والمشبوه وعن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وعن قانون النقد الأجنبي وعن منازل في بري والمنشية وعن شركة (وادي العقيق) وهيئة التصنيع الحربي و8 شركات داخلها ومباني رئاستها عبر مرحلتين واحدة في الخفاء (وأخرى في العلن) وثالثة عند تسميتها بمنظومة الصناعات الدفاعية.. وقول المتهم إن مرتبه خلال عمله في أمريكا (كان عالياً) وتأكيده بأنه لم يتحصل على أموال بالوراثة.. ثم جاء ذكر إنشائه (مجموعة التقنية المتطورة) ورئاسته لمجموعة اسمها (الدعم والتمويل) وتشييده لمحطتي الخرطوم والخرطوم بحري (ولم يقل لي صديقي محطات ماذا) وأظنه أشار بعدها إلى مشاركة المتهم حسب أقواله في مناورات (النجم الساطع) ببورتسودان..!!
ثم انتقل محدثي إلى ما وصفه بمربط الفرس أو فرس المربط وهو يعني (مجال الاتصالات)؛ وكيف أن شركته “التقنية المتطورة” هي التي أنشأت شركة الاتصالات (سوداتل) و(سودابل وكيل سوداتل للتحصيل) وأنه هو صاحب (الفكرة والتمويل وجلب المستثمرين) وتحدث الراوي عن الهيئة القومية للاتصالات وما مقداره 39 مليون خط محلي..ثم (انفتاح) الرجل على شركات الاتصالات الإقليمية والعالمية وتعامله مع 10 شركات كبرى حول العالم، وأن نصيبه من بيع أسهم (شركة زين) بلغ 200 مليون دولار.. ثم تعامله مع بنك التنمية السعودي وبنك الإمارات والمشرق بدبي والشارقة الإسلامي وبنوك في البحرين والكويت وسفره إلى 60 دولة..! ثم أتي صاحبي على ذكر المزارع والأراضي فانقطع إرسال الموبايل؛ وعندما عاد ذكر مواقع للرجل في الحلفايا والمنشية وكافوري والحلاوين و(الجريف واللوبيا) ووادي سعد والسوق المركزي و(حوالي 12 سيارة خاصة)..ثم أراضٍ أخرى للزراعة وأعمال في تجارة المحاصيل والإنتاج الحيواني.. ثم تحدث عن شركة (الزوايا القابضة) وفي بطنها عدة شركات (لأنها قابضة) وشركة (لاري كوم) ببرج البركة و10 شركات أخرى..ثم كيف اشترى فندق قصر الصداقة ومعه (جرف بحري) وشريط على امتداد البصر إلى المنحنى وجسر النيل الأزرق وعبر الضفة الأخرى..ثم كيف قام بتحويل الأراضي السكنية إلى استثمارية و(الاستثمارية إلى سكنية) بموجب (موافقة حكومية) مقابل (مبلغ محدود) ثم إقرار المتهم بأن والي الخرطوم وقتها كان (عبد الرحمن الخضر)..!
لم يكمل محدثي حكاية هذا الرجل مع الأراضي وأظنه تذكر فجأة (عفراء مول) فقال إن المتهم ذكر أنها تمت بشراكة تركية (غير ذكية) وشيخ من الدوحة..بعد شراء الأرض من ولاية الخرطوم، وأنه كان يملك 51% من الأسهم….ثم بعد مول عفراء اتجه الحديث إلى (فندق السلام روتانا) وقبل أن يحكي لي قصة الفندق انتقل إلى شركات الرجل في مصر وقطر وتشاد وبلدان أخرى وأسهمه في بنوك وشركات بالخارج…قلت في سرِّي: يا ترى أين وصلت محاكمة هذا الرجل..؟! ثم انقطع الإرسال من طرف صاحبنا الصحفي وربما نفذ الرصيد للمرة الثالثة فانتهزت هذه الفرصة مكتفياً بما سمعت..وحتى لا يعاود الاتصال قمت بتحويل الموبايل إلى (وضع الطيران )…!