وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة رسمية استغرقت قرابة خمس ساعات، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وجرى خلال اللقاءات التباحث حول التنسيق المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف بين الجانبين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي الزيارة في إطار التواصل المستمر بين قيادتي البلدين بما يعكس حيوية وخصوصية العلاقات بين الدولتين والشعبين، فضلاً عن اللقاءات والزيارات العديدة التي يقوم بها المسؤولون في كل من الخرطوم والقاهرة.
وأكد البرهان توصل السودان ومصر إلى رؤى موحدة تخدم تقدم الشعبين وتطورهما، وتسهم في استقرار الدولتين، منوهاً في تصريح صحافي عقب جلسة المباحثات المشتركة، في القصر الجمهوري، بأن زيارة الرئيس المصري للبلاد تمثل دعماً حقيقياً للسودان، وسنداً لثورة الشعب السوداني.
وأوضح رئيس مجلس السيادة السوداني، أن زيارة السيسي تأتي في وقت الدولة السودانية بمرحلة انتقال تواجه الكثير من المصاعب، ما يتطلب تضافر الجهود من الأصدقاء والأشقاء.
وأضاف “ناقشنا كل الملفات التى من شأنها دعم التعاون المشترك”، مشيداً بمواقف مصر المشرفة والداعمة للخرطوم، ومساندتها حكومة الفترة الانتقالية في سبيل تأسيس وتوطيد دعائم الحكم الديمقراطي الذي يسعى السودان للوصول إليه في فترة انتقالية معافاة وسليمة.
اقرأ المزيد
رغم التصعيد المسبق… أجواء إيجابية خلال لقاء السيسي وأبيي أحمد
ما أبعاد الاتفاق العسكري السوداني المصري؟
السودان يسابق الزمن لتلافي أضرار الملء الثاني لسد النهضة
وأشار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى أن مباحثاته مع رئيس المجلس، تناولت مستجدات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي باعتباره ملفّاً يمسّ صميم المصالح الحيوية للبلدين بوصفهما دولتَي المصب في حوض النيل.
وأكد أن مصر والسودان اتفقا على أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور مبيناً أن البلدين أكدا أهمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة للتوصل في أقرب فرصة ممكنة وقبل موسم الفيضان المقبل، إلى إتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل سد النهضة وبما يحقق مصالح الدول الثلاث ويعزز أواصر التعاون والتكامل بين شعوب المنطقة.
تطابق في الرؤى
وأضاف السيسي، “إن هناك تطابقاً في الرؤى بين البلدين بشأن رفض أي نهج يقوم على السعي لفرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب، وهو ما تجسد في إعلان إثيوبيا عن نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة حتى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ينظم الملء والتشغيل، ما يلحق أضراراً جسيمة بمصالح مصر والسودان”.
وذكر الرئيس المصري أنه “تباحث مع القيادة السودانية حول سبل إعادة إطلاق مسار المفاوضات من خلال تشكيل رباعية دولية تشمل الاتحادين الأفريقي والأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوسط في العملية التفاوضية وهي الآلية التي اقترحها السودان وأيّدتها مصر وتهدف إلى دعم جهود رئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية الرامية إلى تعظيم فرص نجاح مسار المفاوضات”، موكداً ثقة البلدين في قدرة الرئيس الكنغولي في إدارة هذه المفاوضات وتحقيق اختراق فيها للتوصل إلى الاتفاق المنشود.
ونقل الرئيس المصري رسالة أخوة ومساندة من الشعب المصري وحكومته وقيادته إلى السودان حكومة وشعباً، تعبيراً عن خالص الدعم للجهود الكبيرة في إدارة المرحلة الانتقالية ومواجهة تحدياتها بشجاعة. وأكد وقوف مصر ودعمها السودان في كل المحافل الإقليمية والدولية.
في المقابل، يوضح أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات السودانية السفير حسن بشير، أن التعاون بين السودان ومصر ضرورة، بخاصة في ظل الظروف التي تحيط بالبلدين، سواء في ما يتعلق بسد النهضة الذي يمثل تحدياً كبيراً، لأنه يمس ضرورات الحياة في الدولتين كليهما، ما يتطلب التنسيق والتعاون للتوصل إلى اتفاق مرض، أو ما يدور باتجاه الحدود الشرقية للسودان من ناحية الوجود الإثيوبي على الأراضي السودانية في منطقة الفشقة لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان، ومماطلة الجانب الإثيوبي في عدم الاعتراف باتفاقية 1902 الموقعة بين بريطانيا وإثيوبيا.
وبيّن بشير، أن زيارة السيسي إلى السودان مهمة، لأن الموقف السياسي وما يجري من تطورات يتطلب تنسيق الجهود في هذه المرحلة حتى يتخطى الخطر الماثل من الجانب الإثيوبي، فما يحدث في هذا الشأن ليس مسألة عابرة، لأن أديس أبابا تسعى من خلال موقفها في سد النهضة إلى الهيمنة والتوسع في دول الغير، متناسية أن هناك اتفاقيات دولية تدعو إلى تنظيم مياه الأودية والأنهار بطريقة تضمن حفظ حقوق واحتياجات دول المنبع والمصب، فالأمر ليس ملكية خاصة
نقلا عن الاندبندنت عربية