الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” الي المملكة العربية السعودية ومن ثم بعد اجرائه عددا من المباحثات يواصل جولته العربية الي القاهرة ، فيما عده المراقبون حالة من اليأس من المجتمع الدولي في الالتزام بوعوده والايفاء بما عرضه من دعم! علي الرغم من تنفيد السودان لكل شروط البنك الدولي وبقية المؤسسات التمويلية العالمية، بل وتطبيق بعض القوانين في غير المجال الاقتصادي سعيا لادماج للبلاد في المجتمع العالمي! سواء القوانين المتعلقة بالمرأة او الحريات الدينية والشخصية وكل ذلك امام اعجاب العالم الاول وتشجيعه بما ضخم الامل ورفع من سقوفات الطموح الوطني بصدقية المجتمع الدولي في دعمه عبر الانفتاح والتمويل واستمرار التدفقات المالية وضخها في عروق وشرايين اقتصاد البلاد المتيبسة ؟
ليكتشف “حمدوك” سراب هذه الوعود حتي بعد دخول “اليونيتامس” وتمكنها من مفاصل البلاد لم يحدث اي تغيير ايجابي حتي الآن! مما جعل “فولكر” يجأر بالشكوى في اخر تنوير له بمجلس الامن الدولي حول هذا الاهمال ليصرح في مؤتمره الصحفي ” ان التزام المجتمع الدولي يجب ان يترجم لتغيير ملموس في الحياة اليومية للشعب السوداني.
مشيرا الي ان مؤتمر المستثمرين الذي سوف ينعقد في مايو المقبل بباريس يمكن ان يساعد في حشد الاستثمار الاجنبي الخاص وخلق فرص للعمل والتنمية بالسودان؟”يبدو الان ان حمدوك يئس تماما كما تسرب اليأس الي “فولكلر” ايضا حينما لمس جدية العالم في التعاطي مع ازمة البلاد الاقتصادية ،
رغم العديد من المؤتمرات الاقتصادية لاصدقاء السودان والوعود الكبيرة المبدولة دون ان يتحقق منها كبير شي سوى تدشين السيد رئيس الوزراء لبرنامج “ثمرات” الدعم المباشر للاسر كاحد الحزم الضرورية لتشكيل شبكة حماية اجتماعية من آثار الصدمة الاقتصادية نتيجة سياسات البنك الدولي ، ونأمل ان يستمر البرنامج علي قلة ما تناله الاسر!؟
اتجاه “حمدوك” عربيا يؤكد يأسه العميق من وعود المجتمع الاوروبي ومن اصدقاء السودان، فكان الاتجاه للمملكة العربية السعودية والبلاد تعاني ازمة اقتصادية ومعيشية ضاغطة حتي خطوة تعويم الجنيه من الواضح لم تعط النتائج المرجوة ونحن في منتصف الاسبوع الثالث من تطبيق القرار لم يبلغ تداول النقد الاجنبي سوى مليون ومئتين واتنين واسبعين دولار بحسب تصريح البنك المركزي ؟ وهو مبلغ زهيد لايمكن ان يسد العجز او يؤدي الي انفراج الامور وتوفير نقد اجنبي يلبي الاحتياجات الملحة للبلاد! يبدو ان ذلك مايقود السيد رئيس الوزراء “حمدوك” ووفده المرافق ومن ابرزهم وزير المالية الدكتور “جبريل ابراهيم” الي هذه الجولة العربية وربما تتبعها جولات اخرى الي بقية دول الخليج العربي، ليستمد العون والدعم المالي بعد ان اتضح تماما حقيقة الوعود الاوروبية والمجتمع الدولي الدي فرض شروطه ونفذناها علي امل الايفاء بوعوده التي اصبحت الان سراب ونحن نعاني ظروفا اقتصادية بالغة التعقيد وقد ازلنا كل العوائق القانونية والاجرائية في السياسات المالية والنقدية للبلاد واصبحنا اكثر تهيئا واستعدادا للانخراط في الاقتصاد العالمي! فان لم نتلق دعم المجتمع الدولي سابقا فما المبررات الان لعدم الدعم الدولي؟
هل حسم “حمدوك” وحكومته امرهما بالتوجه عربيا بعد ان يئس من المجتمع الدولي وابتزازه المستمر! حيث دائما هناك خطوة علي السودان لابد ان يعملها قبل حصول الدعم الوشيك؟ دائما هناك قرار وطلب لهذا المجتمع يجب تنفيده قبل وصول الدعم وما وعدوا به من التدفقات المالية وهكذا “تكر” سبحة التنازلات حتي ياتي اليوم الذي لانجد شيئا نتنازل عنه!؟ وربما طبيعة ما صرح به وزير المالية “د جبريل ابراهيم” بحسب مااشارت اليه وكالة الانباء السعودية الرسمية ” واس” (توجيه الحكومة السعودية ببناء استثمارات كبيرة في السودان والانفتاح علي شراكات وعلاقات استراتيجية) فهل حقا بعد خذلان المجتمع الدولي يئس “حمدوك” من اوروبا وبدا الاتجاه عربيا؟!.