• ما كان لنا، ولا لأيّ أحدٍ آخر، أن يهتم لو أدَّى رئيسُ الوزراء العُمرةَ في زيارته للسعودية أو لم يؤدًِها، ولا لو صام أو لم يصُم، ولا لو صلى أو لم يصلِّ لولا أن (متأسلمي الظاهر، وتجار الدين) قد صنعوا من ذلك (قومة وقعدة) ونهشوا بها لحم الأمة، وجعلوا يشيعون كفرانية رئيس الوزراء -ولكأنهم هم الموحدون- وأنه لا يؤمن بالله، ولا برسوله، وأنه رجلٌ دهري، وأنه لم يُرَ يوماً يعظِّمُ شعيرةً من شعائر الله كما كان يكذب بذلك ويشيع من إسمه عبد الحي يوسف، لا سامحه الله، ولا غفرَ له !!
• إنَّنا نعلم أنَّ من أساسيات حُسن إسلام المسلم الحق أنه يتعهد إيمان نفسه، وينشغلُ به، ولا ينشغلُ بإيمان الآخرين، ثم يبرأ لأخيه من الكُفر، ويظن به العافية، ويستغفر له، ويستر عليه لو رأى منه ما ينكرُه ويكرهه، ولا يجتهد أن يشيع عن أخيه الضلال والكفرانية، ويسارع إلى وصم كل من يخالفونه بمخالفة الدين، ومفارقة الجماعة !!
• بالله عليكم فليقُل لنا تُجار الدين هؤلاء وتنابلتهم ماذا سينفع أهل السودان في شئ لو عُرف عن رئيسِهم أنه يكثرُ من الصلاة حتى تنمو له زبيبةٌ كاذبة، أو يداوم على الصوم والإعتمار والحج، ويتغشى الكعبةَ ويتطوَّفُ بها كلما عَنّ له أن يستجدِي (ويغِل)، وهو في ذات الوقت يلهبُ ظهور شعبه بالسياط، ويدبغ بطونهم بالجوع، وينخسُ أدبارهم بالعصي والأسياخ حتى يموتوا تحت عذاب الخوازيق ؟!!
• ماذا ينفع عبد الحي يوسف، وكل كَذَبة الضلال، وتجار الدين، أو يضرهم، لو آمن رئيسُ الدولة أو كفر طالما أنه لم يظلمهم، وأنه يحكم بينهم بالسوَيَّة، ويتيح لهم أبواب العدالة، وأنه لا يمنعهم عن أداء فرائضهم ؟!
أليس هذا بالضبط هو فقهُهم، مما كانوا يتوددون به إلى حُكام الإنقاذ، ويتزلّفون به، ويضللون به شعب السودان ويقولون لهم إنَّ عليكم السمع والطاعة للحاكم ولو ضرب ظهوركم وأخذ أموالكم ؟!!
• ماذا نفعت أهلَ السودان (أكذوبةُ) تقوى البشير، وإستقامته، وعدله، ومخافته لله، وحفظه للقرآن وقد أثبت القضاء السوداني لصوصيته، وإستباحته الدماء، وجرأته على إنتهاك الأعراض، وتحريضه على إغتصاب الحرائر، وسيثبت القضاء في حقه وزبانيته ومتزلفيه ما هو أبشع، وأضل، وأنكى؟!
• أن يُصلِّي رئيسُ الدولة أو لا يصلِّي، وأن يصوم أو لا يصوم، وأن يحج أو يعتمر أو لا يحُج، أو حتى أن يؤمن أو لا يؤمن فهذا بينه وبين ربه، والله كفيلٌ به، إن شاء غفر، وإن شاء عذَّب، وأما ما تطالبه به الرعيةُ، وستسائله عنه، فهو أن يسعى لتسهيل معاشهم، وصون أمنِهم، وكرامتهم، وأعراضهم، وحقوقهم، وأن يبذل العدلَ بينهم، وأن يكف فاحش قوله عنهم، ولقد فشل متأسلمو الضلال، وتنابلتهم، وأبواقهم حين حكموا، في كل ذلك، وزادوا بأن ألهبوا الظهور بالسياط، ودقوا اليوافيخ بالمسامير، وخزقوا الأدبار بالأسياخ، وما زالوا يضللون الناس بأكاذيب الخوف على الدين، والغَيرة على الأخلاق، والإشفاق على الفضائل !!
• لقد جاء في الأثر الكريم: (إن العبدَ ليبلُغ بحسن خلقه عظيمَ درجات الآخرة، وشرفَ المنازل، وإنه لضعيفُ العبادة، وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفلَ جهنم وهو عابد)..ولا يعرف شعب السودان حتى الآن عن حمدوك إلا أنه عفيف اليد واللسان، لين الجانب، بشوش الطلعة، شديد الأدب، حسُن الأخلاق، بخلاف متفحشي الإنقاذ وأبواقهم ممن أساءونا في الكلام والوصف والشتم فاستحقوا أسفلَ جهنم، بإذن الله، مع ما كانوا يشيعون عن أنفسهم من التقوى الكذوبة والصلاح الخادع المتصنّع !!