محجوب الخليفة
النجاح هو فكرة و ثقة وجرأة وتنفيذ..وذلك بالفعل مايميز اﻷفراد والمجتماعات ،بل والدول المتقدمة عن اﻷفراد والمجتمعات والدول المتخلفة.
ولعل ما يقعدنا عن بلوغ طموحنا كأفراد ومجتمعات ودولة هو كساد سوق اﻷفكار وضعف ثقتنا بأنفسنا والركون الي التراخي وانعدام المغامرة وجرأة التنفيذ.
السودان وطن يزدحم بأصحاب اﻹبتكار واﻹختراع ولكنهم لايجدون طريقا سالكا عبر القنوات الرسمية للترويج ﻹبتكاراتهم ومخترعاتهم ثم انهم في غالب اﻷمر يحبطون لتجاهل الجهات المختصة ويصدمون بتعمد الدولة اﻹمتناع عن تبني افكارهم ومبتكراتهم ومخترعاتهم التي قد تسهم في توفير الكثير من العملات الصعبة ﻷن مخترعاتهم يمكن تصنيغها محليا وبموواد متوفرة وهي اكثر ملاءمة للبيئة السودانية..
كنت قد كتبت وعبر (وحي الفكرة) عن تجربة عدد من المخترعين اذكر منهم علي سبيل المثال عوض ابو رأس وهو مبتكر سوداني اثبت نجاحا بإختراعه وتصنيعه للعديد من اﻵليات الزراعية ومنها القشارات والمعاصر.. بل سبق روسيا وبعض الدول الاروبية في تصنيع قشارة زهرة الشمس (عباد الشمس) بل وذهب بعيدا في توظيف افكاره بإستخلاص عدة منتجات زهرة الشمس تعد فتحا في صناعة المكملات الغذائية بل وتسهم في علاج الكثير من الأمراض المزمنة ،كما انه إبتكر وبالتجريب سمادا مستخلصا من مخلفات تقشير زهرة الشمس أعلي أثرا وأفضل تاثيرا وتحفيزا للنبات .
وعوض ابوراس مجرد نموذج لعشرات المبتكرين من الشباب في مجلات التصنيع وتوليد الكهرباء وتطوير وتقليل طرق البناء وغيرها هم في حاجة لتفتح امامهم الطريق وتتفاعل الدولة وحكومتها ووزاراتها وشركاتها الصناعية ليستفيد الوطن من تلك اﻹبتكارات والمخترعات وينعم اؤلئك المخترعون ، بثمرة جهدهم ويتجدد لديهم الحماس والرغبة في ابتكار الجديد والمفيد.
لو كنت وزيرا للصناعة او قياديا بإحدي المجموعات الصناعية الكبري مثل مجموعة جياد ﻵقترحت علي الحكومة تبني فكرة تطوير الصناعات التحويلية إعتمادا علي اﻹبتكارات والمخترعات السودانية ليصبح شعار (صنع في السودان ) حقيقة ماثلة وواقع يراه المنتج في الحقل والمصنع ويشاهده العالم في المعارض الصناعية خارج حدود الوطن.
السودان وطن يحتاج بشدة لﻹبتكار والثقة والجرأة في كل المجالات السياسية والثقافية اﻹجتماعية بما في ذلك التجديد في طرق اﻹنتاج وتطوير القدرات الصناعية والتخلص من هيمنة اﻵخرين علي مواردنا .