كتب الطاهر ادريس برسالة على بريدي تعقيبا علي مقالنا “المغتربون ..ابتلاءاتهم الجهاز ” مقال رصين يعبر عن وجهة نظر كافة المغتربين ولكن هل من خطوات عملية يقوم بها المغتربون لاجبار الحكومات السودانيه المتعاقبه ، مثلهم مثل الحركات المسلحة، للجلوس على طاولة المفاوضات لانتزاع حقوقهم المسلوبة؟! ” …
كتب احمد عبدالحليم “
فات عليك ذكر مشاكل وخداع اراضي الوادي الاخضر وغيرها من مشروعات كانت وهمية .. وحاليا نادر من يجدد جواز سفره بالسفارة فالغالبية تنزل اجازة وتجدد هناك حتى لو خسر سنة او اكثر من صلاحية الجواز … علما بان غالبية الجنسيات جوازاتها صالحة ١٠ سنوات فقط نحن سنتين واخيرا مددت الصلاحية ل ٥ سنوات والدولة بدل ما تخسر كروت وطباعة الخ لماذا لا تكون صلاحية الجواز ١٠ سنوات اوفر ليهم حتى لو بزيادة الرسوم “
المهندس ابو ريدة كتب ” ظل المغتربون سندا قويا لوطنهم واهلهم في شتى الظروف ، دون من ولا اذى وكانوا اشد الناس حماسة للبناء في اعقاب انتفاضة ابريل 1985 واطلقوا الشعار الشهير ” مليار دولار لإعمار الدار” وسعوا سعيا حثيثا لتحقيقة . حتى سماهم احد الكتاب ” المقتربون” لانهم الاقرب للهم الوطني والاكثر إحساسا بحوائج الناس … ولم يحصدوا أي مقابل .
فهم مواطنون أم رعايا ؟
المغتربون لا يحسون أنهم مواطنون فلا حقوق لهم في السكن ولا في التعافي ولا الرعاية الأسرية ولا حق التقاعد كما يتمتع بها سائر أهل البلد.
المغتربون غير مكرمون رغم التصاقهم بالهم الوطني واسهامهم الظاهر في بناء الطرق القومية مثل شريان الشمال وطريق التحدي و الغرب . والجامعات والمدارس والمستشفيات الخ.
لماذا الضرائب ؟
في الوضع الراهن ، توجد ضرائب وزكاة على الموظفين المهنيين ورجال الاعمال ، مفروضة منذ العام 1981. دون مقابل ولا حوافز تشجيعية والمطلوب إلغاءها إذ لا توفر لهم الدولة خدمات تعليم ولا صحة ولا رعاية.
واعفاء السيارات الحالي غير منصف إذ يساويهم بالمبعوثين والدبلوماسيين وهي معاملة غير عادلة فكيف يتساوي موظف الدولة مع من يتحمل جزاءا كبيرا من اعبائها ؟؟!! الرسوم القنصلية في السفارات كبيرة جدا مقارنة بنفس الرسوم للمواطنين بالداخل بل وبالمقارنة مع سفارات الدول العربية الاخرى.
في إطار استعادة حقوق المواطنة ، يجب ان تكون الرسوم في السفارات مماثلة لرسوم نفس الخدمات في الوطن.
ابو وضاح والذي قارب اغترابه الاربعين عاما قال ” أنا لا ألوم جهاز المغتربين بقدرما ألوم المغترب السوداني في كل دول الخليج والمهجر يدفع دون أن يسأل مقابل ماذا يدفع … كل هذه الضرائب والرسوم والأتوات وأين تذهب كل هذه الجبايات والأتوات الذين ظلوا يدفعونها منذ ديسمبر 1981م ، مع أول قرار اصدرته حكومة مايو بإسم ضرائب المغتربين وبعدها سارت على هذا المنوال كل الحكومات … وإن كانت عملتها حكومة الكيزان بايخه وماسخه وزادات عليها رسوم مثل قناة السودان الفضائية ودمغة الجريح والزكاة … الخ … يمتصوا كل مدخرات المغترب الغلبان على أمره .. أيدفع لحكومة السجم والرماد أم لاسرته الممتدة والمحتاجه أم لتعليم فلذات اكباده أم لمن ؟ !!! .
وتأتي الوفود تلو الوفود وتجتمع بالجاليات السودانية في كل سفاراتها حاملة معها مشاريع وهمية للمغترب تعطيه أمالاً وأحلاماً عريضة لتحقيق حلم حياته السندسية ” كمشروع سندس ” وإنهاء فترة إغترابه حيث المشاريع التي ستجعله أمير زمانه بتمليكه المشاريع الزراعية والصناعية والسكن الفاخر الخ ويدفع المسكين بالعملة الصعبة… وتملكه هذه اللجان الصكوك والعقود الوهميه واخيراً يمتلك السراب .
إذا لم ينهض المغترب ويجتمع المغتربون بتكوين إتحاد شامل جامع اينما كانوا وتوحدوا وتصدوا لهؤلاء الشرذمة ومحاسبة كل الوفود التي وطأت قدماها وعرضت المشاريع الوهمية وباعت لهم السراب وقدمتهم لمحاكم وإسترداد كل أموالنا التي دفعناها بطيب خاطر لنعود ونحقق حلم حياتنا مشاريع كثيرة أنا شخصياً دفعت فيها بالعملة الحره ومعي المستندات والمشاريع لم أجدها على أرض الواقع عندما ذهبت لأتقصى عنها مثل مشروع بنك الثروة الحيوانية ومشروع سمبلة الزراعي بمنطقة العسيلات دفعت خمس ألف دولار لعشره أفندنه قيل لي ولمن معي ونحن اكثر من مائة وعشرين شخصا بالدوحه بأن كل الأراضي منحت للرئيس القذافي عندما أنشأ شارع التحدي الخرطوم كسلا وغيري كثير من الاصدقاء والمعارف نصبوا عليهم في مشروع سندس الزراعي بواسطة الكوز الكبير المدعو الصافي جعفر ” ….
المغترب اعتقد انه وعي الدرس وإن كان متاخرا … وصحيح فان فرصة في الاغتراب الذهبي تناقصت كثيرا وهذا شيء طبيعي بسبب سياسات التوطين بالذات بدول الخليج والمتغيرات الاقتصادية المتلاحقة ففي كل هذه الاوضاع يجب ان تفتح الحكومة الانتقالية ملف المغترب بحرفية وامانة وتحويل النظرة السادية التي شبهته ” بالبقرة الحلوب ” ومد الايادي اليه ليكون احد أليات بناء الوطن ونهضته وتعميره بلا ضرر ولا ضرار .
اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com