ومن هناك من دولة هولندا .. من بلاد تموت من البرد حيتانها وصلت البريدي تعقيب علاء مدني عن سلسة مقالات ” المغترب ابتلاءته جهاز المغتربين ” بدأ رسالته بان المفترض يطلق عليه وبامتياز ” جهاز نهب المغتربين ” وذكر انهم شعروا بارتياح لان وزير المالية الحالي جبريل ابراهيم في خطابه الاخير سماه جهاز المغتربين والمهاجرين … واعتبر مدني ان ذلك أشعرهم بالتفاؤل لصيغته الجديدة كنوع من التقدير المعنوي ، التي تختلف تماما عما كانوا يسمعونه من منتسبي الجهاز حيث يصفونهم بانهم غرباء او دخلاء باعوا بلادهم .. في حين وبحسب علاء انهم ركبوا الصعاب للهجرة و الكثيرون اضطروا للتنازل عن جنسيتهم السودانية بسبب جبايات واتوات هذا الجسم الاخطبوطي الذي لم يعرفوا له أي فائدة تذكر ، غير مص إيراداتهم وجهدهم وعرقهم ، وتغوله علي ايام عزيزة عليهم إجازاتهم وهي حق لاهلهم واسرهم حينما يخصصون ايام وساعات منها في صفوفه المهينة ليدفعوا هذه الاتوات ..
وقال انهم في المهجر اكثر ترابطا وتلاقي وهم جسم واحد يعاضد بعضه بعضا عوضا عن دفء الاهل الام والاب والحبوبات ولم يرجع احدهم من إجازته الا ولعن وسخط علي ” حوش التعذيب ” جهاز المغتربين للدرجة ان كل معارفهم وأصدقاءهم من بلاد العرب يتندرون عليهم وبعضهم لا يستوعب ان توجد مؤسسة حكومية تمتص رحيق جهد ابنائها وان يكون هناك من يجلس بالغرف المكندشة وحوله جيش جرار ليمتص جهد رجالا وشبابا وفتيات عادوا لبلادهم وركبوا صعاب ومغامرات الهجرة هروبا من الضيق والضجر ولتحقيق احلامهم وطموحاتهم ليمتصها هذا الجهاز وبمسميات مختلفة مرات ضرائب واحيانا مساهمات غير الدمغات وبقشيش المراسلات ومسهلي القواسي .
والقاري طاهر ادريس كتب إن الحديث عن المغتربين ومشكلاتهم ينبغي أن يتطرق اولا إلى تعامل السفارات بالخارج مع المغترب ، فلو قدر ان اي منهم كان بحاجة إلى شهادة لمن يهمه الأمر او توكيل واي رسالة لكفيل، فعليه أن يدفع مقابل ذلك رسوم طائلة (جبايات)، كأننا لسنا مواطنين سودانيين، بينما مثل هذه الخدمات تقدم لنا مجانا في دول الاغتراب التي نعمل بها !!
وإنني على يقين أن سفاراتنا الموقرة ليس لديها إحصائية او قاعدة بيانات عن مواطنيها العاملين هنا وعناوينهم وأرقام تواصلهم ، بل ان كثير من الغبش ضاعوا او ضاعت حقوقهم الآدمية لغياب سلطة سفاراتهم وتقاصر اياديها وضبابية رؤيتها ، وكثيرا ما يأتي ا لمسؤول ويغادر دون أن نسمع به إلا بعد فوات الأوان لنستنير عبرهم عن القضايا المهمة كالمشروعات الاستثمارية او قضايا تعليم ابناءنا بالجامعات السودانية وكثير من القضايا التي تتعلق بحقوقنا كمواطنين …
وبهذا القدر نكتفي لصعوبة استعراض كل ما وصلني من ” هموم واوجاع واحلام ” تدفقت من محبي وعشاق اوطانهم ، واعتذر لمن لم نستعرض رسالته ، لعل ما سجلناه يجد حظه ضمن اجندة الجالسين علي مقاعد القيادة ، ولعلهم يستطيعون تغيير وتبديل حال جهاز المغتربين .. والذي طالب الغالبية بإزالته من خارطة مؤسسات الدولة وايداع مستنداته للجنة ازالة التمكين لعلها تعيد ما نهب من جيوب الغلابة مقابل مشروعات وهمية حملت أسماء رنانة سندس والوادي الاخضر واخواتهن
اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com