هل هو سباق ومارثون لزيادة اعداد الشهداء ليضاف اليهم طالب جامعة امدرمان الاسلامية .. له الرحمة والمغفرة … وإن كانت دفاتر الشد والجذب في تحقيق العدالة لشهداء ساحة الاعتصام ما زالت تراوح مكانها وطالما لم يتم تحقيق القصاص لتنام الأمهات والاسر قريرة العين آمنة مرتاحة .. فهل الأنفلات الأمني بات واقع يجب التعايش معه … هل كل تلك الجيوش من القوات العسكرية والنظامية والأمنية التي ترابض في العاصمة وضواحيها فشلت في استتباب الامن .. أين ما أطلق عليه ” البرق الخاطف ” .. والذي أجلس الكثيرون علي مقاعد المشاهدة وسرب لقلوبهم الوجلة الفرح وكاد ان يعيد لقوات الشرطة هيبتها التي كانت … صحيح أن هناك انجازات لا ينكرها احد ولكن هل الانجازات مواسمية فما تنطوي صفحة انجاز إلا أعقبتها انفلاتات هي بكل المقاييس وصمة عار ودليل تراخي هنا وهناك ..
اما لقمة العيش .. هل باتت أحقية للبعض دون خلق الله؟
فهذا الملف مؤجع بكل معني الكلمة ولعل مقولة ” الجوع كافر ” لخصت ذلك وشخصت حالة الجياع فليس بعد الجوع إلا المفر والعياذ بالله .والموجع ليس فقط لان السودان التصقت به مقولة ” سلة الغذاء ” والتي لا تحتاج لكثير عناء لكي لا يجوع اهله .. قبل ان يوفروا لقمة العيش لغيرهم .. هناك عقبات نعم ولكن ليس هي معضلات طالما هناك اراضي ومياه وقوة بشرية شابة . سيف الدين ارسل لبريدي رسالة قال : يؤرقني جدا ياعواطف موضوع الوسطاء الذين يملؤن سماواتنا كلها ويحملونا مالاطاقة لنا به
قبل لحظات ذهبنا للطلمبة لشراء ” ٤ ” جالون جاز ولكنها خاوية ودلنا احدهم على شخص بالقرب منا وفعلا اخذ مبلغ أربعة الف جنيه من صاحب الحاجة واختفي لدقائق وجاء وهو يحمل المطلوب … فقلت لصاحبي هذا الشخص شريك للطلمبة باكثر من ٧٠ في المائة لان صاحب الطلمبة يصرف على عماله … الماكينات مخاطر الحرائق … وما الى ذلك فأحسست بأن هذه العصابات ” السماسرة ” هم مصيبة السودان الحقيقية وقيسي على ذلك .. الغاز ..الخضار .. الدواء .. وبقية السلع التي يحتاجها المواطن المغلوب على أمره .
علما بان جالون الجاز في الطلمبة سعره الرسمي خمسمائة جنيه وخارجها يباع بمبلغ الف جنيه أي بضعف السعر ولا خيار للمواطن خاصة حينما يكون مضطر لامر جلل .. لانقاذ مريض او لانجاز معاملة ضرورية وما أكثر المتاهات التي كادت تغرق الكثيرون في لجها وهجيرها ..
هذه الشكوى وغيرها تشير الي خلل ظل يرافق قضايا معاش الناس وتشير أصابع الاتهام الي نبت شيطاني ” سماسرة ” طالت اياديهم الخبيثة وخططهم المنسوجة بعناية فاقت القدرات الرقابية .. انها تعوث فسادا نتاج فراغ أمني ورقابي وقانوني ..فهل يا ترى معاش الناس وامنهم من صغائر الامور في رزنامة وزراء الاختصاص في حكومة جاءت اصلا لتحقيق طموحات عريضة ” حرية سلام وعدالة ” فاذا بالمواطنين يصطفون للقمة العيش الحاف وللدواء المنقذ للحياة ..وليسيروا في دروب الحياة اليومية وعيالهم ومعارفهم .. آمنين سالمين .. فهل هذا مستحيل ؟ أم هو من صغائر الأمور التي لا ترقى لوضع خطة محكمة طويلة الامد صارمة قابلة للتنفيذ .. فهل هذا حلم بعيد المنال ؟
اعلامية كاتبة
Awatifderar1@gmail.com