اصدرت وزارة الخارجية بيانا اكدت فيه قدرة البلاد علي حماية المدنيين في دارفور وقدرة الاجهزة الامنية والتنفيذية والتشريعية علي بسط هيبة الدولة ، ويمثل هذا البيان رسالة تطمينية للمجتمع الدولي ، وربما لجهات اخري تتربص بامن البلاد وتسعي لتدويل قضايا النزاعات المحلية وبعض التفلتات في مناطق الهشاشة الامنية وتضخيمها ، واعتبر العديد من المراقبين ان بيان الخارجية يمثل رسالة لتطمين المجتمع الدولي علي الامن في دارفور وحماية المدنيين، وتمثل رسالة واضحة لبعثة يونيتامس وشركاءها الغربيين بان السودان لن يقبل بقوات دولية وبامكانه حل قضاياه الداخلية بشكل مستقل ، في الوقت الذي ينتظر فيه السودان مساهمة المجتمع الدولي في تعزيز قدراته الاقتصادية والبنيات التحتية للبلاد
وتقول الباحثة الاكاديمية في الشؤون الدولية ، د. جيهان النعيم، إن بيان وزارة الخارجية يعبر عن مسؤولية كبيرة وفي توقيت سليم وينم عن مسؤولية وطنية عالية ويتسم بدرجة من المؤسسية، وربما يعبر هذا البيان عن الشعور بثمة خطورة في الامر اقتضت اصداره في هذا التوقيت الدقيق، ويؤكد البيان ان الدبلوماسية السودانية ورغم هشاشة الاوضاع السياسية والاقتصادية قادرة علي الاطلاع بدورها بشكل كبير، ويحمل البيان لفت انتباه للمجتمع الدولي على قدرة السودان باجهزته التنفيذية والامنية للقيام بواجباته تجاه مناطق الاضطرابات ، وايضا التزامه بعملية السلام الذي تم بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، وتعتبر النعيم ان من الاجدي لمن يشعر بالقلق او المخاوف ويعمل علي اظهارها بالتاكيد تعتبر عملية تمويه لتنفيذ اهداف موضوعة مسبقا ، وان من يشعر بتلك المخاوف عليه وتحديدا في دارفوران يعمل علي دعم الاستقرار عن طريق الدعم الاقتصادي واللوجستي سيما في مناطق الحاجة الفعلية، بدلا عن الجنوح الي اظهار المخاوف عن طريق الاعراب او الاشارة اليها، مشيرة الي ان السودان يمر بفترة انتقال تحتاج الي الدعم والسند اللازم من المجتمع الدولي والاقليمي، لا الي العمل لمحاولة ارجاعه الي مربع ما قبل الثورة، كالعمل علي ارسال قوات اممية او ايا كانت المسمي لحفظ الامن والاستقرار، واضافت بان ما رشح مؤخرا من مطالب بفرض وصايا دولية علي مناطق النزاعات القبلية في دارفور يعتبر مؤشر خطير وفيه محاولة لاستغلال حالة السيولة السياسية والامنية التي يشهدها السودان بعد الثورة، من جهات تتربص بالسودان لتحقيق اهداف مرسومة مسبقا ، تتمثل في تقسيم السودان وفقا لما مخطط له لخمسة دويلات، وما يحدث محاولة استعمار ناعم تمهيدا للتقسيم المقترح، وعليه يتوجب علي الذين يخططون لهذا السيناريو ان يدركوا ان السودان حكومة وشعبا ورغم الهشاشة التي تمر بها الدولة قادرا علي تفويت الفرصة علي الطامعين من اصحاب الاجندة الخفية، والتاريخ السياسي السوداني يؤكد علي استثنائيته ورفضه للاستعمار .