أجرت صحيفة (التحرير) استطلاعا وسط شريحة من السودانيين بالخارج حول القرارات التي أصدرها جهاز السودانيين بالخارج من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للجهاز مكين تيراب ( الثلاثاء ٢ مارس ٢٠١٢) والتي أطلق عليها حوافز المغتربين، وقد تباينت وجهات نظر المستطلعين حول تلك القرارات وقلل بعضهم من أهميتها،، وكانت هذه حصيلتها..
دكتور سبيل: إشراقة وحيدة
الدكتور محمد عبدالقادر سبيل الخبير الاقتصادي المقيم بدولة الإمارات العربية قال (تابعنا بشغف تلك الحوافز التي وعد بها السيد مكين حامد تيراب الأمين العام لجهاز السودانيين بالخارج مغتربي السودان من أجل تشجيهم على توجيه مدخراتهم لمصلحة وطنهم وشعبهم) ومضى سبيل في القول ( لم نسر كثيرا بما تمخض عنه ذلك الإنتظار الطويل والتبشير البراق الذي سبق رفع الغطاء عن الطبخة). وأشار سبيل في حديثة ل (التحرير) إلى أن المغترب لم يكن ينتظر أن تنشأ له مفوضية بدل الجهاز الحالي ولا بنك سيفيد مجلس إدارته أكثر مما يفيد الموظفين والعمال الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله. وأكد سبيل أن الإشراقة الوحيدة من بين الحوافز الثلاثة والعشرين التي سردها أمين عام جهاز المغتربين في مؤتمره الصحفي يوم (الثلاثاء 2 مارس 2021)،تتمثل في توحيد الجبايات المتعددة في جباية واحدة وأما ما سوى ذلك فهو كلام عام، إما ليس فيه جديد أو ليس من ورائه طائل. ويرى سبيل أن بعض الحوافز لم تكن سوى إجراءات إدارية داخلية. وقال سبي لو كنت في مكان السيد مكين لتقدمت بالحوافز النوعية التالية التي من شأنها أن تعني شيئا بالنسبة لأي مغترب سوداني فتحفزه وتشجعه على توجيه مدخراته لمصلحه وطنه : اولا : تمديد فترة استثناء موديل السيارات للمغتربين فقط من 5 سنوات إلى 7 سنوات. ثانيا: السماح للمغترب بإدخال سيارة واحدة لأسرته في أي وقت وترخص بلوحة (مغترب) غير قابلة للبيع قبل مرور 5 سنوات وبرسوم جمركية تعادل 50% بشرطين:
تدفع الجمارك والرسوم بالدولار
يوقع المغترب على تعهد بالتحويل الرسمي لمدة 5 سنوات لمبلغ لا يقل عن كذا سنويا بضمان السيارة المرهونة للدولة، ويتم إبراز ذلك عند تجديد الترخيص سنويا. ثالثا: تخطيط مدينة ومدها بالخدمات لمنح كل مغترب قطعة أرض درجة أولى يقيمة مناسبة تدفع بالدولار بشرط الإلتزام بالتحويل لمد 5 سنوات بضمان الأرض المرهونة للدولة. رابعا : يمنح المغترب مزرعة أو دكان بسعر مميز بالدولار بشرط الإلتزام بالتحويل لمدة 5 سنوات بضمان العقار. خامسا :توحيد الرسوم المفروضة على المغترب بضعف المبالغ التي اقترحها مكين لكل فئة. سادسا: الإتفاق مع مستشفى مميز لعمل تأمين صحي فاخر بالدولار للمغتربين واسرهم، وذلك خلال فترة إجازاتهم في السودان وبحد أقصى ثلاثة أشهر سنويا. سابعا: بطاقة المغترب يجب أن تمنحه ميزات ومعاملة خاصة مثل دخول المتاحف والحدائق العامة والمعارض الدولية مجانا، وذلك بناءً على إتفاق بين الجهاز وتلك الجهات لربط أسر المغتربين بالوطن. ثامنا: عمل االعشرات من الجمعيات التعاونية ( استهلاكية وزراعية وخدمية ومتعددة الأغراض ) للمغتربين في العاصمة والولايات يتساهم لانشائها المغتربون ويتم استيعاب الراغبين منهم فيها عند العودة النهائية . تاسعا: تخصيص 25% من مقاعد الكليات المختلفة للجامعات الحكومية لأبناء المغتربين يتنافسون عليها فيما بينهم بمعايير دقيقة وبنفس رسوم الطلاب الآخرين . عاشراً: إعفاء المغترب العائد نهائياً و الذي كان ملتزما بواجباته تجاه وطنه وأهله من أي جبايات أو رسوم سابقة واستخراج شهادة براءة ذمة له ومعها وسام شرف وتقدير وطني لدوره في عون أهله وذويه طوال فترة اغترابه على أن يقام حفل سنوي لهذا التكريم الجماعي. حادي عشر: تأسيس شركة المغتربين السودانيين القابضة ( مساهمة عامة قيمة السهم 100 دولار) والتي تقبض تحتها عدة شركات استثمارية متخصصة في مجالات ( النفط، الذهب والمعادن النفيسة، المواشي والاعلاف، الصناعات الجلدية، الزراعة الخ).
دكتور معاوية : غير مشجعة :
ويرى الطبيب البيطري والكاتب الصحفي دكتور معاوية عمر محمد حسين المقيم بالمملكة العربية السعودية أن الحوافز التي أعلنها الأمين العام لجهاز المغتربين لم تستصحب معها آمال وأحلام المغتربين وجاءت بعيدة كل البعد عن مشاكل المغتربين وان كان البعض منها لبي بعض الطموحات. ووصف الدكتور معاوية الحوافز. المعلن عنها بأنها غير مشجعة وغير محفزة وبها عسف كبير على المغترب خاصة الحوافز المقيدة بشروط زمنية وربط التحويلات، وقال إنها جاءت محبطة لأنها اغفلت أصحاب الشأن ولم تتلمس مشاكلهم الحقيقة، وأشار إلى الرسوم والضرائب تم إلغائها كمسميات وبقيت كقيمة تدفع، وقال إننا إذا نظرنا للدول التي من حولنا نجدها تشجع مغتربيها على التحويلات والاستثمار بتسهيلات وشروط مجزية ومرضية. ويرى الدكتور معاوية أن الحوافالتي أعلنها أمين عام جهاز المغتربين تحتاج إلى إعادة نظر وإشراك أصحاب الشأن بعد عقد مؤتمرات للجاليات بمختلف دول العالم ورفع التوصيات ومناقشتها ودراستها ومن ثم إجازتها ووقتها ستكون فعلآ حوافز تشجيعية.
علقم : نهج وروح جديدة
الكاتب والقصاص الأستاذ عبدالله علقم المقيم بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية قال إن سياسة النظام البائد كانت تقوم على استغلال المغتربين بالجبايات والأتاوات الجائرة وتمييز تابعيه من المغتربين بالإمتيازات والإعفاءات، وأشار علقم إلى أنه ولأول مرة في ظل الثورة ينهج جهاز المغتربين نهجاً جديداً بروح وطنية بينة ويعمل على معالجة قضايا المغتربين، والمغتربون بدورهم تجاوبوا مع نداء الوطن وشرعوا في تحويل أموالهم عبر البنوك بعد إزالة الموانع السابقة. ويرى علقم أن قائمة الحوافز التشجيعية التي أعلنها السيد مكين تيراب أمين عام جهاز المغتربين تلمست واقع وهموم المغتربين وقال (لا عجب في ذلك لأن تيراب كان مغتربا في السعودية وهو خير من يتفهم ما يحتاجه المغترب) . وأكد علقم انه ومن خلال التطبيق العملي لهذه الحوافز يمكن للجهات المختصة معالجة أي قصور يظهر. وطرح علقم عدد من المقترحات والملاحظات التي قال إنها يجب أن توضع في الاعتبار والتي أجملها في:
مساواة أبناء المغتربين في القبول في الجامعات بإخوتهم في السودان وعدم خصم 11% من مجموعهم؟ *ألغيت الضرائب والزكاة المفروضة على المغتربين واستعيض عنها بما أسموه (رسم موحد) نتمنى ألا يكون الرسم الموحد التفافا حول الغاء تلك الجبايات. *رسوم الخدمات القنصلية المختلفة مبالغ فيها. مثلا التوكيل الشرعي 150 ريال وجواز السفر 520 ريال، ما دام الوضع قد تغير وأصبح في وسع المغتربين تحويل أموالهم بالقنوات الرسمية ولم تعد هناك حاجة لهذا النوع من الضرائب غير المباشرة المفروضة على المغتربين، يجب أن تخفض هذه الرسوم لتكون مماثلة لما يدفعه المواطن السوداني في السودان.
خالد الجزولي :وعود وآمال:
ويرى الأستاذ خالدحامد الجزولي الخبير والكاتب الرياضي المقيم بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية أن الأمين العام لجهاز المغتربين لم يأت بجديدفي الحوافز التي أعلنها، وقال إن أغلبها عبارة عن وعود وآمال ستنفذ في المستقبل وقد سمعناها من قبل مثل انشاء صندوق دعم العودة للمغتربين، وصندوق الإسكان، إنشاء بنك المغترب وقانون الضمان الاجتماعي . وحول ما أعلن عنه بالغاء الرسوم والاستعاضة عنها برسم موحد يقول خالد (يعني الحلب لا زال مستمر) – على حد تعبير – ويرى أن الحديث عن أمر الرسم الموحد غامض وغير معروف حتى الطريقة التي سوف تتم بها تسوية المتأخرات من الرسوم لم يفصح عنها. وقال خالد إن الحديث عن الإعفاء ليس فيها شيء ملموس يشحذ همم المغترب، ويرى الجزولى أن الأشياء الايجابية في ما أعلن عنه هي إنشاء ملحقات عمالية بالسفارات بالخارج لمتابعة قضايا وحقوق العاملين بالخارج، ووصفها بأنها خطوة ايجابية لان الكثير من السفارات والقنصليات بها هذه الملحقيات، وقال من المكاسب الكبيرة والإيجابية أيضا في هذه القرارات هي معاملة أبناء المغتربين من الطلاب أسوة بمن هم بالداخل تمنى اتمنى أن تطبق على أرض الواقع فوراً.
عبدالإله : المغترب البقرة الحلوب :
الكاريكارست عبدالإله الصديق المقيم في سلطنة عمان يقول إن المغترب السوداني ظل يعاني طوال سنين الغربة من ويلات البعاد في محاوله منه لتغير بعض واقعه إلى ما يتوافق ومتطلبات الحياة التي أصبحت ضاغطة على جميع المستويات في الداخل والخارج، ورغم كل هذه الويلاته فانه يسعى ويكد من أجل مد يد المساعدة لأسرته الكبيرة في الوطن هذه المساعدات تجعله يرفد الاقتصاد السوداني بالعملات الصعبة ويسهم في رفع بعض المعاناة على آلاف الاسر داخل السودان، ويرى عبدالإله أن هذه التضحيات تحتاج لبعض المعينات من خلال التشريعات التي تخص المغترب الذي مازال يشعر بالظلم و الاجحاف في حقه من قبل مؤسسات الدولة التي ظلت ترهق المغترب السوداني بالجبايات المتعددة و المستمره دون مراعاة لأي ظرف يمر به وكأنه بقرة حلوب. ويقول عبدالإله أن القرارت التي تم الإعلان عنها والخاصة بتقديم بعض الحزم والتسهيلات للمغترب هي موجودة كلما كان هنالك احتياج للمغترب وعندما تنتفي تلك الأسباب تعود الخيل إلى خبائها وينفض سامر تلك الجواز.
جمال لطفي : دون الطموح :
ويرى الصحافي والشاعر جمال لطفي المقيم في دولة الإمارات العربية أن القرارات التي أعلن عنها الأمين العام لجهاز المغتربين والتي أطلق عليها حوافز للمغتربين فيها كثير من المميزات لكنها ليست كل ما يطمح فيه المغترب السوداني، وطالب لطفي أن تتبع هذه القرارات إرسال وفود إلى دول المهجر لفتح حسابات للمغتربين في البنوك السودانية بالعملة الصعبة. وقال لطفي نأمل أيضا أن يتم منح المغتربين الذين ليست لديهم أراضي أرض درجة أولى ليتمكنوا من بناء بيت المستقبل