أنطوي سريعا الثامن من مارس ٢٠٢١م ورغم ذلك كانت رزنامته مثقلة بانجازات كثير من النساء أحسنا هندسة ملابسهن وابراز وجوههن وإنجازاتهن العلمية الثقافية والعملية ومجاهداتهن الانسانية …ورغم جائحة كوفيد 19 والحجر دخلت عموم النساء بدولنا العربية للبيوت ليس عبر الابواب والمداخل التقليدية للحيشان ولكن بما افرزته التكنولوجيا العصرية وفنونها المتسارعة …
ساعات ذلك اليوم برغم انها لم تزيد عددا لكنها ادفقت بين جنباته وحواشيه كثير من الوجوه النضرة تدافعوا لتقديم أنجازاتهن علي طبق من ذهب .. عفو علي طبق فضائي يتحرك بأسرع من سرعة البرق .. وفي زحمة الفلاشات والاضاءات والأحاديث المنمقة سقطت عن الرزنامة أسماء السيدات الأوائل.. نعم من أوقدن الشموع وصنع الثامن من مارس خصيصا لهن .. في أزمان بعيدة حفرن باظافرهن لتعبيد الطرقات ..تحملن عنت الاسر وقيود المجتمعات ومآلات العادات والتقاليد وصرامتها… فهنا بالدوحة علي سبيل المثال والتي لها القدح المعلي لابراز الارث والتراث نجده بمتاحفها وباسواقها واستادات وملاعب أولمبياد ٢٠٢٢ ولكن حينما يعني الامر النساء لم نلمس أي اضاءات حول النساء الاوائل وبحجم مجاهدتهن .. لم نقرأ عن جيل المطاوعة محفظات القرأن الكريم و رائدة تعليم البنات امنة الجيدة رغم ان طيبة الذكر حظها أوسع لوجود مدرسة تحمل أسمها .. وسقطت من رزنامة وإضاءات يوم المرأة عائشة حسن اول من عانقت المايكروفون بإذاعة قطر ووقتها ربما كان الكثيرون يعتبرون صوت النساء عورة علي المطلق .. ولم ياتي ذكر المبدعة د. الهام بدر أول قارئة لنشرة الاخبار بقناة الجزيرة الفضائية … تماما كما غاب ذكر المصرفية حمدة الخليفي أول من التحقت بالبنك الوطني و تدرجت بوظائفه حتى نالت شرف اول رئيسة للقسم النسائي بفرع السد ببنك قطر الوطني ومهدت بذلك لدخول الامهات والجدات لصالات البنوك لفتح حسابات مصرفية بل بعضهن ربما راودته الامنيات لتوظيف بناتهن كيف لا والمال زينة الحياة والبنوك توظفها وتحرسها … ليس هذا فحسب بل سقطت من رزنامة هذا اليوم الحفي طيبة الذكر شيخة المحمود اول وزيرة خليجية ووزيرة التربية والتعليم القطرية ..كما لم ياتي تلميحا او سطرا عن من أمسكت بالطباشيرة وسطرت العلم والفهم علي السبورة الاستاذة موزة فخرو أول مديرة مدرسة ورئيسة التعليم الثانوي الأسبق ..هذا غير الرائد شرطة بنا الخليفي التي اوجدت مكانا للعنصر النسائي بالقوات النظامية منذ التحاقها كاول امراة العام ١٩٨٤ ونقيب خلود عنبر اول مدربة بمعهد الشرطة والقائمة تطول واستدعائها يشكل اضافة للنجاحات
وهناك بكل دولنا العربية شموع نيرة كانت مثال للعطاء وانموذج للكفاح احترقن وذاب رحيقهن لانارة المسارات كان المؤمل ان يترصع مارس بسيرتهن الوضاءة لتكون ردا للجميل لهن وحافزا لغيرهن من النساء في بقاع الارض لانهن عبدنا الطرقات لهذه الاشراقات التي نعيشها .. ومسيرتهن ملهمة وربما اعترتها متاريس وعقبات لكن استطعن تجاوزها ليوقدنا الشموع للأخريات ..
فحقائق التاريخ تقول أن العام 1908، خرجت 15,000 امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات…
واقترحت امرأة تدعى كلارا زيتكن جعل هذا اليوم ليس مجرد يوم وطني بل عالمي، وعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عقد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية. وكان في ذلك المؤتمر 100 امرأة قدمن من 17 دولة، وكلهن وافقن على الاقتراح بالإجماع.
واحتفل باليوم العالمي لأول مرة عام 1911، بالنمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا. وجاءت ذكراه المئوية عام 2011 – لذا فنحن نحتفل هذا العام باليوم العالمي للمرأة رقم 110. لان الامر اصبح موعدا للاحتفال بانجازات المراة في المجتمع وفي مجالات السياسة والاقتصاد .. الصحة والتعليم الخ رسميا عام 1975 بدأت الأمم المتحدة بالاحتفال بهذا اليوم واختيار موضوع مختلف له لكل عام؛ وكان أول موضوع (عام 1976) يدور حول “الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل”.
إن فرد مساحات في فضاءات يوم المرأة لمن عبدن الطرقات حق لهن واعتراف بمجاهدتهن ونبرأس للغد المشرق تستقي منه الأجيال العبر والحكمة فهل تفسحوا مساحات وتوجهوا الفلاشات لإنجازاتهن في مجالات الحياة بكل ألقها ..