يعاني سكان ولاية الخرطوم موجة ” عطش ” خانقة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتذبذبه في الكثير من الاحيان ، واضطر الالاف منهم تحمل صرف مالي اضافي لشراء الماء من اصحاب عربات ” الكارو ” باسعار خيالية ، وطالب مواطنون بضرورة المعالجات والنظر الى الظروف الاقتصادية التي طالت الجميع
فيما عزت هيئة ولاية الخرطوم شح ونقص الامداد المائي في عدد من مدن واحياء الولاية الى قطوعات الكهرباء لفترات تمتد لاكثر من عشرة ساعات خلال اليوم ، وكان مدير عام الهيئة مهندس مامون عوض حسن قد ذكر في تعميم صحفي سابق ان قطوعات الكهرباء تؤثر بشكل مباشر على المحطات النيلية والابار الجوفية التي تقع في مناطق السكن ، مشيرا الى تاثر عدد من الحارات بمنطقة الجريف غرب بقطوعات الكهرباء مما ادى الى توقف الابار الجوفية ، لافتا الى انقطاع التيار الكهربائي عن محطة مياه بري قبل ايام لاكثر من 5 ساعات مما تسبب في شح الامداد في المنطقة
وشكا سكان من مناطق “الجريف شرق و غرب محلية شرق النيل وامدرمان ” من انقطاع الامداد المائي وتذبذبه في بعض الاحيان ، وقالوا ظلت الازمة مستمرة منذ اربعة شهور دون تحرك من الجهات المختصة ، بسبب تأكل وتصدي المواسير الرئيسة وتوقف موترات المياه جراء انعدام الكهرباء ، وإضطر عشرات المواطنين في احياء المنطقة الى جلب المياه من البحر بواسطة عرباتهم او عربات الكارو هربا من هاجس العطش ، وتسابق اخرون الى النيل لتعبئة (جالونات وبراميل ) الماء بغية إنقاذ أسرهم من الازمة
وحسب شكوى المواطنين لـ”التحرير ” ان سيناريو السهر وصفير “صنابير المياه عاد الى الساحة من جديد ، مؤكدين أنهم يحلمون بمياه شرب نقية دون عناء وانارة نظرا ان شهر رمضان على الابواب ، وشار المواطن ابراهيم جادالله من سكان ابوسعد بامدرمان الى انتظام انقطاع الامداد منذ ثلاثة اسابيع في ظل معاناة مستمرة ، وطالب بالتدخل السريع لإيجاد حلول جزرية للمشكلة لانهم باتو يصرفون للحصول عليها مبالغ مالية ضخمة أثرت على ميزانية الاسر في ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي طالت الجميع ، لافتا أنهم يدفعون الرسوم الشهرية المقترنة مع فاتورة الكهرباء ، وناشد بعض السكان باصلاح الاعطال لانسياب ، وهددو بتنظيم وقفات احتجاجية حال استمرار الازمة نظرا ان البلاد تستقبل شهر رمضان الكريم
وتقول سهام الريح ـ وأمنة الحاج علي من سكان الجريف مربع (20) ظل السكان يعانون الامرين طوال الاشهر الماضية جراء الانقطاع المتكرر غير المبرر للإمداد المائي ، مشيرين أن المعاناة مستمرة بل انها إزدادت سوءا بداية الشهر الجاري حيث إنعدمت تماما ، الامر الذي جعل البعض منهم يبحثون عن المياه باي سعر من اصحاب “الكارو” الذين عملو على زيادة سعر الجركانة الواحدة من 100الى 150 ، وأضافتا انهم يقضون الليل سهرا لجلب الماء من خلال “الموتر ” دون فائدة وانهم يعانون اشد المعاناة
و نقلت للصحيفة المواطنة تيسير عثمان معاناة شديدة بسبب انقطاع المياه والكهرباء معا ، وقالوا لا توجد جهة نلجأ إليها لترفع عننا هذه المعاناة ، وينتظر السكان قدوم المياه حتى منتصف الليل لكنها لا تاتي إلا عبر “الموتور ” ، وفي اغلب الاوقات لم تكتمل الفرحة لانقطاع التيار الكهربائي، وضم يعقوب صاحب محل “لغسيل الملابس ” صوته الى الشكوى السابقه ليؤكد أنعكاس انقطاع المياه على سوق قطاع “الغسالين ” الذين باتوا يشترون المياه باسعار مرتفعة مما ادى الى زيادة اسعار الغسيل
فيما قال المهندس كمال حسن عثمان ، ندرة المياه من اهم المشكلات التي تواجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتزداد هذه المشكلة تعقيدا بسبب زيادة تكاليف الحصول عليها من المصادر غير التقليدية ، بالاضافة الى تزايد الطلب عليها للاغراض المختلفة خصوصا في القطاع الزراعي ، واضاف : يمثل عدم توفر المياه في الخرطوم بكميات كافية للاغراض المختلفة مشكلة مستمرة ، وابان ان احد اسباب المشكلة هو أن الموجود إقل من الطلب خاصة في الصيف ، واشار ان النظرية الاقتصادية تقول اذا كان العرض اقل من الطلب حدث النقص في الحصول على الخدمة المقدمة ، وبالتالي إنقطاع المياه عن المنازل.