أوردت صحيفة (الانتباهة) في صدر صفحتها الأولى من عددها الصادر صباح (الأربعاء 24 مارس 2021) بالخرطوم أن سيّدة أعمال إفريقية وصلت الخرطوم لإقامة موقع إباحي للسودانيات، وتصوير مقاطع جنس لبثها على الوسائط، ، وقالت الصحيفة إن سيّدة الأعمال صاحبة الجنسية الكنغولية وشريك لها سوداني، يقومان حاليًا بالترتيب لعقد صفقاتٍ مع فتياتٍ سودانياتٍ لتصوير المقاطع بمقابل يصل إلى 1700 دولار لكلّ مقطع فيديو مدته 5 دقائق، و50 دولاراً لكلّ دقيقة تزيد عن المدة المطلوبة.
خبر الانتباهة أثار ردود أفعال كبيرة في منصات التواصل الاجتماعي ، خاصة بعد أن قامت العديد من المواقع الأخبارية بنقله عن مصدره صحيفة الانتباهة السودانية ، وتناول رواد وسائل التواصل الاجتماعي الخبر بالتعليقات التي ذهب أغلبها في اتجاه استهجان نقل الخبر صرف النظر عن كونه صادق أم مفبرك.
باج يعتذر :
موقع (باج نيوز) واحد من المواقع الأخبارية التي قامت بنقل الخبر عن مصدره صحيفة الانتباهة ، إلا أن الموقع عاد بعدها ونشر اعتذارا عن نشره للخبر، وقال موقع (باج نيوز ) الإخباري أنه يقدم اعتذاره للمتابعين عن نقله لخبرٍ من صحيفة الانتباهة الصادرة اليوم الأربعاء بشأن وصول سيدة أعمال أفريقية إلى الخرطوم لتصوير مقاطع فيديو مُخلة بالأداب، وأكد الموقع من خلال خبر اعتذاره، احترامه لكافة المعايير المهنية والموضوعية في إيراد الأخبار نقلاً عن الصحف السودانية.
أول ردة فعل:
أول ردة فعل يمكن أن يطلق عليها عنيفة البيان الذي تناولته وسائل التواصل الاجتماعي والممهور بتوقيع (إعلام االثورة السودانية) والذي حمل عنوان ( بلاغ جنائي لعناية – لنائب العام – لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد – مكافحة الإرهاب)، وجاء في البيان أن إعلام الثورة السودانية تواصلت مع عدد من الصحفيين العاملين بصحيفة الإنتباهه وأن معظمهم أكد على أن الخبر الوارد في عدد اليوم الأربعاء بالمانشيت العريض غير صحيح و يتحمل رئيس التحرير في الصحيفة أحمد يوسف التاي ومدير التحرير معتز محجوب المسؤولية الكاملة لما يترتب من عوامل ربما تضرب استقرار الوطن وأشار البيان إلى أن الهدف من نشر الخبر في هذا التوقيت هو ضرب الحكومه الانتقالية و إخراج الشارع ضدها و منعها من تطبيق مهامها، كما أنه يهدف إلى إيجاد زريعة للتنظيمات الإرهابية للتفجير و ترويع المواطنين بحجه أن السودان أصبح بلد يروج للرذيلة والبغاء .
وطالب البيان السلطات أخذ الموضوع على محمل الجد وان تقوم بإغلاق الصحيفة و مقاضاة المسؤولين فيها كما طالب البيان الثوار اتخاذ موقف واضح جداً لإغلاق الإنتباهه اليوم قبل الغد لدرء الفتنة والحفاظ على تماسك المجتمع السوداني .
مغردون غاضبون : كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين تفاعلوا مع الخبر كانت تعليقاتهم تسير في اتجاه استنكار ما حمله الخبر، واستهجنوا نقل الصحيفة له ، وقليلون كانوا يرون أن من حق الصحيفة نشر الخبر طالما أنها متأكدة من مصدرها، الأستاذ محمد فزاري كتب في تغريدته على (فيس بوك)، للأسف صحيفة الانتباهة أصبحت نموذج للصحافة الصفراء و الإثارة و عدم الموضوعية، وأشار إلى أن اقوى وأصدق الأخبار هي تلك التي تنسب إلى مصادر حقيقية و اضعفها عندما تقول تسريبات أو إخفاء المصادر.
أما الأستاذ محمد سوركتي فقد كتب في تغريدته أن صحيفة (الوان) لصاحبها حسين خوجلي خلال صدورها إبان الديمقراطية الأخيرة تخصصت في سفه القول والمطاعنات وإطلاق الإشاعات التى اسهمت فى تغويض النظام الديمقراطي والآن تنتهج الانتباهة نفس الخط. ويرى الصحفي بجريدة عكاظ السعودية ياسر عبدالفتاح (شقشقة) أن صحيفة الانتباهة إن كذبت في خبرها عن وصول إفريقية إلى الخرطوم لتصوير فيلم إباحي، فلا أقل من إغلاقها و ردع مالكها ورئيس تحريرها وجالب خبرها. وقال ياسر في تغريدته على (فيس بوك ) : (دي ثورة.. مش قلة أدب..هذه ليست حرية تعبير ..دي صفاقة وابتذال) وإن صمتت دولة الثورة على هذه الكذبة المفضوحة.. فلا أقل من وصفها بالدولة العارية..إلى متى يتحمل السودانيون سوء أدب الإخوان المسلمين؟
أما الصحفية راشان اوشي فقد اكتفت في تغريدتها بالقول ( هي الناس قادرة تأكل عشان تصور أفلام إباحية؟ سيبونا من الوهمنة دي)
إنها تسمم الأجواء:
الصحفي المخضرم المقيم بمدينة سيدني في أستراليا الأستاذ نورالدين مدني كتب معلقا على خبر الانتباهة في زاويته (كلام الناس ) تحت عنوان ( إنها تسمم الأجواء مع سبق الإصرار والتعمد)، كتبت قبل ذلك عن حال بعض الصحف التي ترعرت في عهد الإنتقاذ التي لم تكتف بالتطبيل لسياساتها بل أسهمت بصورة مباشرة في نشر خطاب العنصرية وكراهية الاخر. إحدى هذه الصحف (الانتباهة ) المعروفة بتاريخها الأسود في إثارة العنصرية والفتن المجتمعية وأسهمت بدور معروف في دفع أهل السودان بالجنوب للإنحياز لخيار الإنفصال، ومازالت تبث سمومها المعادية لثورة ديسمبر الشعبية.
هذه الصحيفة أوردت على صدر صفحتها الأولى خبراً بعنوان سيدة أعمال أفريقية تصل الخرطوم لتصوير أفلام إباحية وأضافت في متن الخبر أنها بدأت في تأسيس موقع إباحي للسودانيات وتصوير مقاطع جنس لبثها على الوسائط. واضح أن هذا الخبر وإبرازه بهذه الطريقة غير المسبوقة يهدف لتأجيج فتنة دينية بزعم أن هذه هي ثمار الحرية التي خرجت الجماهير الثائرة لتحقيقها!!.
ليس هذا فحسب بل حدد الخبر جنسية سيدة الإعمال غير المعروفة بأنها إفريقية ضمن المخطط العنصري الذي برعت في تأجيجه ذات الصحيفة إبان حكم الإنقاذ منذ أن إبتدع النظام البائد صراعاً مفتعلاً بين العرب و الزرقة.
يعرف القاصى والداني أن مثل هذه المقاطع الإباحية موجودة حتى في عهد الإنقاذ ولا يحتاج مثل هذا العمل لمؤسسة أو رجل أعمال أو سيدة أعمال .. لكنه الغرض.
عندما ننبه لمثل هذه الأخبار السامة لانهدف من وراء ذلك التحريض على هذه الصحيفة أو تلك ، فهذه الصحيفة بالذات معروفة بمواقفها العنصرية المشهودة وهي تنشر الفتن المجتمعية وسط مكونات النسيج السوداني.
فقط قصدنا التنبيه لمخاطر إستمرار هذه السياسات التي تنتهجها بعض الصحف من مخلفات الإنقاذ لأنها تؤجج الفتن المجتمعية عبر مقلات بعض الكتاب أو بمثل هذه الأخبار السامة التي لاتخدم للسودان ولا للسودانيين قضية، بل إنها تسمم الأجواء السياسية والمجتمعية مع سبق الإصرار والتعمد
إعادة المشهد :
أما الكاتب الصحفي سامي عبد العظيم كتب مقالا عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك جاء فيه ،،تسببت الانتباهة ل(شيءٍ في نفسها) بكثير من الألم والحزن وسط عموم الشعب السوداني وهي تدعي بدون خجل أو كياسة وصول سيدة إفريقية إلى السودان لتصوير أفلام غير أخلاقية. ويُذكرنا هذا الخبر بما حدث في الصحيفة نفسها العام الماضي عندما نشرت مقالا بمحتوى عبارات عنصرية ثم اضطرت إلى إجراء تحقيق في الموضوع وإيقاف الكاتب والاعتذار إلى الرأي العام عن المحتوى غير المهني وغير والأخلاقي.
واليوم تعيد الانتباهة المشهد ذاته بأكثر من 180 درجة بنشر خبر وصول السيدة الإباحية لتمد لسانها طويلا في وجه الأعراف والموروثات السودانية المتأصلة في المجتمع رغم التحديات والصعوبات والظروف، إذ كان يتعين على إدارتها المسؤولة عن التحرير عدم الترويج لمثل هذه الأخبار حتى لو كانت صحيحة والعمل على التصدي للفعل لأنها تنطلق من مسؤوليات وطنية في المجتمع تراعي عاداتنا وتقاليدنا، الأمر الذي يدفعها لأن تكون في خندق الرافضين لمثل هذه الأخبار.
الخبر وحكاية (على الله)
الصحفي الشاب علي الدالي كتب أيضا على منصات (الفيس بوك ) تحت عنوان ( تتذكروا على الله ) ؟ وقال الدالي في مقاله طبعاً رؤوساء التحرير بعرفوا الإسم ده كويس، ده إيميل كان بتجي فيهو الأخبار الضاربة من جهاز أمن البشير وقتها وكان الخبر بنزل الزامي في الصحف ومرات كمان يطلب منك تعملوا ( مانشيت) عدييييل • أها القصة عندها علاقة بخبرالانتباهة أو قل أخبار الانتباهة خلال كم اسبوع كده ابتداءً من خبر الشركة البتصدر اللحوم وتبيع كيلو اللحم بخمس جنيه ومروراً بخبر خلية داعش – القديم – طبعاً لانو الخلية دي دخلت من عهد النظام المباد وقبضوا منهم عناصر زمااااان واخيراً خبر سيدة الأعمال الإفريقية • طيب منو الجهة البتقيف وراء الأخبار من النوع ده؟ أكيد جهة عندها مصلحة وبتخوض معركة بقاء خاصة بعد اقتراب تكوين جهاز الأمن الداخلي • اها تاني في حاجة مهمة جداً هل فعلاً في سيدة أعمال أفريقية دخلت السودان، نفترض إنها دخلت فعلاً، تفتكروا الجابها منو ؟! ومنو الوراها؟! وطالما في جهات أمنية عندها خبر وتفاصيل الزولة دي ليه ما قبضت عليها ؟! ولا عايزين توصلوا للشعب السوداني انو الدعارة في عهد الحكومة الانتقالية بقت ما جريمة وانو الاتجار بالجنس بقى مباح لا لا طبعاً !! ارجعوا للقانون الجنائي لسنة ١٩٩١ المادة ١٥٤ القصة دي مجرمة بالمادة دي اي مجرمة ومنصوص عليها وعندها عقوبة كمان .
مقاصدها واضحة:
الروائي والكاتب والمترجم صلاح محمد الحسن قال إنني لم أهتم بالخبر الذي نشرته صحيفة الانتباهة (غير الغراء) عن سيدة الأعمال الأفريقية التي (قيل) أنها جاءت للسودان لعمل أفلام إباحية.
وأشار صلاح في حديثه ل (التحرير ) إلى أنه مرعلى الخبر مرور الكرام (باللغو) وقال في عصر ثورة المعلوماتية والاتصالات لا أعتقد أن (سيدة أعمال) تحتاج لتكبد (مصاريف السفر) للسودان لمجرد القيام بإعداد أفلام إباحية ، فالأسافير (مكتظة) بالمادة الخام التي تكفي وتفيض عن الحاجة. وأكد أن (الانتباهة) بتاريخها المعروف منذ أيام رئيس مجلس إدارتها الطيب مصطفي (الخال الرئاسي) مقاصدها واضحة وجلية ولم تكن يومًا من مصادره (المعرفية) ونادرًا ما يطالعها لأغراض مهنية.
وقال صلاح إن الخبر الذي نشرته عن السيدة الأفريقية هو جزء من خط الصحيفة التحريري الذي يتمحور حول (صرف النظر) عن قضايا الوطن الحيوية وجر القاريء لاهتمامات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها (غير جديرة بالاهتمام).
للصحافة رسالة:
الخبير الإعلامي والكاتب فؤاد المندوب قال ان خبر سيدة الأعمال الأفريقية الذي نشرته صحيفة الانتباهة أحدث ضجة كبيرة لأننا في زمن الإعلام الجديد أو ما يعرف ب( السوشيال ميديا) حيث التفاعلية وسرعة رجع الصدى. وأشار فؤاد إلى أن للصحافة رسالة ودور كبير في حماية القيم العليا للمجتمع وحقوق الشعب وحرياته وعادة ما تلجأ نقابات الصحفيين لوضع مواثيق شرف للحفاظ على هذه القيم . وقال المندوب إن مواقع التواصل الاجتماعي لديها أزمة موثوقية لذلك الأخبار الواردة من الصحف المحترفة تجد أن الجماهير تتجاوز صحة الخبر من عدمه إلى وقائع الخبر ويتبارون فيه دفاعا وهجوما.
وأكد المندوب أن الحادثة مسار الخبر غير موجودة وأن الخبر غير صحيح وقال هذه أصبحت ظاهرة، وهنالك من لديه مصلحة في نشر هذا النوع من الحكايات والأكاذيب المختلقة وتحويل الصحف لآلة للدعاية السياسية لإرسال رسائل مضللة خاصة ونحن في هذا البلد الأمين نشهد تحولا وانفتاحا نحو الحريات، هنالك من يقول للناس عبر هذه الأخبار هذا نتاج ثورتكم وهذه الحريات التي خرجتم لأجلها .
وقال إننا إذا ما نظرنا للصحيفة التي أوردت الخبر ومحاولة إلصاق الدعارة الإباحية بكل ماهو أفريقي وذلك من خلال وصف سيدة الأعمال بالافريقية وربطنا ذلك بخط الصحيفة المعادي للافريقانية وموقفها العنصري من فصل جنوب السودان نصل لحقيقة ان معرفة السبب تبطل العجب..
وقال الخبير الإعلامي فؤاد المندوب في حديثه ل(التحرير )، هنالك نوع من الأخبار والتي تخلق واقع غير حقيقي عادة ما يتجنبها الصحفي المحترف لأنها أخبار مضرة بالحريات وربما تجعل السلطات تتدخل بذريعة حماية المجتمع وتقوم بالتضييق على الحريات.
ويشير المندوب إلى أن الصحافة السودانية تعيش أزمة حقيقية تحتاج لاستعمال المشرط وليس المسكنات .