حذر الخبير في الاقتصاد والتخطيط الحضري دكتور عادل عبد العزيز ، من مغبة تجاهل السودان للملء الثاني لسد النهضة الاثيوبي في يوليو القادم ، مما يؤدي لوضع كارثي واغراق(6) ولايات بالكامل
وقال الخبير الاقتصادي في حوار ل” التحرير ” ، سوف تواجه الخرطوم موجة فيضانات عالية في اغسطس القادم اذا ما اقدمت اثيوبيا على ملء السد بحجم(13) مليار متر مكعب من المياه ، موضحا : يبلغ حجم المياه الموجودة حاليا في السد 12 مليار متر مكعب ، ففي حال اضافة ال(13)متر مكعب سوف يصل حجمها إلى 25 ما يا مكعبات خلف السد مما يشكل خطر كبير جدا على السودان
وذكر د.عبد المنعم ، نصح الخبر اء اثيوبيا في تقارير سابقة بأن لا يتجاوز حجم المياه ال(10) مليار متر مكعب ، مشيرين أن السد يقع في منطقة مرتفعة تصل إلى 600 متر فوق سطح البحر كما ونسبة ان الصخور باذنكية مسامية سوف تعمل على تسريب المياه وتحرك الصفائح الأرضية ما يؤدي إلى انهيار السد اذا ما زاد حجم المياه عن العشرة مليار متر مكعب الأمر الذي يؤدي إلى تسربها وعمل انزلاقات ارضية في موسم الفيضان
وذكر خبير التخطيط الحضري ، يأتي النيل الازرق بمجموع 40 مليار متر مكعب من المياه من مجموع 49 مليار متر مكعب في موسم الفيضان في الفترة من يوليو وحتى سبتمبر فهذه الكمية سوف تزيد حجم المياه خلف السد في موسم الفيضان في نهاية اغسطس الى ما يتجاوز ال(75) مليار متر مكعب سوف تهبط من السد من ارتفاع 2 الف متر من الهضبة الاثيوبية
وحسب تحقيق بثته قناة الجزيرة مدعم بالصور الفيضانية أن السد لم يكتمل بعد مما أن فتخة المزلقان غير مكتملة وهي التي تؤدي الى انسياب المياه الفائضة تلقائيا وأضاف: أن عدم انتهاء العمليات المكينكية في السد يتسبب في هطول كمية المياه على السودان في شهر أغسطس 2021 بما يفوق ال(2) مليار متر مكعب من المياه في اليوم من محطة الديم، بينما المتوسط قبل قيام السد هو في حدود ال500 مليون متر مكعب من المياه بما يعادل أربعة اضعاف كمية المياه قبل بناء السد
وأكد محدثي، أن ذلك يؤدي الى غرق 5 ولايات تقع على الشريط النيلي بالسودان من النيل الازرق وحتى ولايات نهر النيل وأشار إلى أن سيناريو الغرق سوف يشمل ولايات ستار – الخرطوم – الجزيرة – نهر النيل
وقال عبد المنعم تتشكل خطورة ألفيضان في الخرطوم في أنها العاصمة السودانية وهي تقع في شبه جزيرة تخيط بها ثلاثة انهار بالتالي كل هذه المياه سوف تندفع من محطة الديم الى الخرطوم في خلال اسبوع واحد فقط لتصب جميعها في الخرطوم ، مما يخلق وضعا كارثي بوصول المياه الى حجم 7 الى 10 أمتار في وسط الخرطوم ، وإلى حوالي متر الى اثنين في أطرافها النائية شرقا وغربا
ودعا عادل الحكومة السودانية لمحاولة التوصل لاتفاقية ثنائية مع اثيوبيا بعيد عن المصرين وإقناع اثيوبيا بتخفيض الملء الثاني من 13 مليار الى 5 مليار ، على أن يبدا في نهاية اغسطس اي بعد انتهاء موسم الفيضان مع مراعاة مصلحة البلاد أولا واخيرا واردف في حال فشل ذلك فإننا موجودون بمرتب ودمار لا مثيل له ” بالتالي يتطلب الوضع تحولت أخرى
وشدد الخبير الاقتصادي ، على ضرورة التحسب للكارثة منذ الان وتوخي الحذر ، مما يتطلب إعداد لجان لمواجهة الأزمة في كل وزارة وكل مصلحة حكومية لان الغرق سيشمل اغراق جميع المصالح الحكومية الواقعة على النبل بالاضافة للعراق الجامعة ومقر التلفزيون القومي وبنك السودان المركزي ومحطات الاتصالات على النيل ، بالاضافة الى السجون منها كوبر _امدرمان المركزي بالتالي سوف تشل الكارثة السودان تماما بالاضافة الى غرق المناطق الصناعية
وأكد عادل على ضرورة أن تنتقل الحكومة الى خارج ولاية الخرطوم بعد تحديد عاصمة وقائية أخرى بعيدة عن الفيضان لتكون مقرا لها لفترة ثلاثة شهور تبدأ من يوليو وحتى أكتوبر لإدارة البلاد المهددة بزوال اجزاء كبيرة من مناطقها
ودعا خبير التخطيط الحضريا الى اهمية منح العاملين بالدولة والقطاع الخاص اجازة لمدة 3 شهور لاعطاء الوقت الكافي لمغادرة الخرطوم الى الولايات الآمنة لان الكارثة سوف تكون أسوأ من وباء كورونا
، متوقعا أن يغادر عدد 7 مليون مواطن العاصمة الى الولايات الآمنة وهي كردفان – دارفور – جبال النوبة – ولايات الشرق – النيل الابيض جنوب خزان جبل أولياء، وشدد على إخلاء جزيرة توتي منذ وقت مبكر من السكان
وقال محدث الصحيفة ، كما يجب ايضا إخلاء الاسر من المناطق الواقعة على بعد عشرة كيلو من ضفاف النيل شرقا وغربا وجنوبا ، وتوقع سوف يصاحب الكارثة ظلام دامس وانقطاع الإمداد المائي والتيار الكهربائي الأمر الذي يحتاج لتحوطات المواطنين والاستعداد لمجابهة الأمر