محجوب الخليفة
هناك التباس في فهم المقصود من علمانية الدولة..
اولا هي ليست إعلانا للكفر ومحاربة الدين..
ثانيا :- ان تقف الدولة علي مسافة متوازنة تحترم كل مواطنيها..فلا تفضل احد علي اﻵخر بسبب الدين او الجنس او القبيلة او اي تصانيف اخري.
ثالثا:- ان تتعامل الدولة وتدير شؤؤنها الداخلية والخارجية وفق نظم العالم وبمايعود بالنفع لمواطنيها والجهات التي تتعامل معها.
رابعا:- المواطن في الدولة العلمانية له كامل الحقوق فيما يعتقد ولا تستطيع جهة التأثير علي عبادته وانشطته الدينية مالم ينحرف في سلوكه الشخصي تجاه التطرف واﻹعتداء علي اﻵخرين..
خامسا:- علمانية الدولة تعني اﻹحتكام الي القانون واﻹعتماد علي العدل والمساواة في تصريف إدارة الدولة وليس بالضرورة أن تكون الحكومة كافرة سافرة في اﻹساءة الي الدين او تجاوز عقيدة السواد اﻷعظم من الشعب.
والسؤال هل هناك بلدان إسلامية العقيدة علمانية الدولة؟؟
والجواب نعم هناك كثير من البلدان اسلامية المعتقد ولكنها علمانية الدولة مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا ومعظم دول الخليج مثل دولة اﻹمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والعراق وسوريا والاردن وحتي مصر وكل دول شمال افريقيا ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وغيرها..
الدولة العلمانية في البلدان ذات الغالبية المسلمة تنص في دستورها ان اﻹسلام والمعتقدات واﻷعراف اهم مصادر تشريعاتها ، فهي تعترف اولا بعقيدة اﻷغلبية من سكانها ولكن ذلك لايعني تميزهم علي غيرهم او منحهم ميزة تفضيلية بل هم متساون مع غيرهم في الحقوق والواجبات ﻷن المعيار هنا هو المواطنة فقط.
الواقع في السودان يقول ان هناك الكثير من الجدل ﻷن هناك ثمة إلتباس في فهم الكثير من المصطلحات وان الحكومة اﻹنتقالية لاتملك منصات إعلامية توعوية تحسن فك اﻹرتباط وإزالة اﻹلتباس في فهم مصطلحات حساسة مثل علمانية الدولة بل وكل مايرد في نصوص اتفاقياتها وكمثال مصطلح الدمج والتسريح لقوات الحركات المسلحة والذي اشار اليه سلام جوبا مؤخرا..
الحكومة اﻷنتقالية مطالبة بالوضوح واﻹبتعاد عن الغموض كما عليها ان تشرح للشعب وبالتفصيل كل خطواتها نحو التغيير واحداث التحول نحو الحكم المدني وتأسيس دولة متحضرة فائقة التطور.