العلاقات السعودية السودانية راسخة ومتميزة، والمتتبع لمسيرة خطاها يجدها دوما في تطور وازدهار كبيرين، حيث ظلت هذه العلاقات الثنائية بين البلدين ثابتة على مبادئها الراسخة لن ولم تتزحزح عن ثباتها ولن تثنيها المتغيرات والظروف السياسية عن مسيرتها، ونجد دائما الشعب السعودي يقف بجانب الشعب السوداني الشقيق في كل الظروف التي تطرأ عليه، فيمد له يده البيضاء المضيئة التي لم ينخفض ضوئها تقديرا للعلاقات الاخوية وللروابط الثقافية والإجتماعية والدينية التي تمثل قاسما مشتركا بينهما.
مر السودان بظروف ومتغيرات سياسية وطبيعية في فترات عديدة حوت اثار إيجابية وآخرى سالبة، ونجد الاثار الإيجابية تتمثل في إرادة الشعب السوداني من خلال اختياره النظم التي يرغب فيها لادارة حكم البلاد، اما الاثار الآخرى السالبة تتمثل في الكوارث الطبيعية التي تخلف دمار في البلاد كالفيضانات والسيول والمجاعات والحروب والنزاعات وغيرها.
ودائما نجد المملكة العربية السعودية مساندة وداعمة للشعب السوداني في كل الظروف والمواقف المختلفة، وهي دوما تدعم إرادة الشعب السوداني التي يختارها، وتقف الى جانبه وتسانده وتعاضده حينما تطرأ عليه ظروف الكوارث الطبيعية فينهال عليه الدعم السعودي الاخوي اللامحدود، يا لها من وقفات اخوية إنسانية مشرفة عبر حقب الزمان المختلفة التي لا نستطيع عدها واحصائها لان المداد الذي سنكتب بها سينفد، ولكنني استشهد بمجرد تلميحا للدعم السعودي الكبير اللامحدود الذي قدمته اليد البيضاء المضيئة في السودان (حكومة المملكة) وهي كلمة حق لابد من اطلاقها على العنان، لولا الدعم السعودي الكبير المقدر الذي ظلت ولازالت تقدمه المملكة للسودان حكومة وشعبا خلال فترة ما بعد الثورة السودانية التي غيرت نظام حكم الإنقاذ، لما استقرت الاوضاع العامة في السودان بشكلها الحالي، والجميع يعلم بان السودان يمر بظروف إقتصادية حرجة في كل النواحي ناتجة عن جمله عوامل سالبة اثرت فيه، منها الحصار الإقتصادي المفروض على السودان، وتوقف مشروعات التنمية وتفاقم ازمات الديون الخارجية، وسوء السياسات الإقتصادية المنتهجة في فترة ما قبل الثورة …
وبكل تأكيد لولا هذا الدعم السعودي الكبير الذي قدمته حكومة المملكة بكل سماحة وسخاء للسودان لما حظيت حكومة المرحلة الإنتقالية في السودان بهذا الإستقرار النسبي الملحوظ، ولذلك نستيطع ان نؤكد بان المملكة هي الدولة الشقيقة الوحيدة التي يتفوق دعمها المقدم للسودان خلال الفترة الإنتقالية الحالية على بقية دعم الدول الآخرى المقدم للسودان، وذلك من خلال الرصد والمتابعة.
العلاقات السعودية السودانية جديرة بان تدرس للأجيال المتعاقبة في البلدين الشقيقين وفي غيرهما، لانها تمثل نموذجا متميزا