محجوب الخليفة
السودان في صدارة اﻹستراتيجية اﻷمريكية..والسعودية تقول (السودان جنة المستثمرين) هي هكذا تتحدث آخر اﻷخبار المتداولة، والتي يفهم منها أن السودان دخل فعليا مرحلة اﻹهتمام العالمي ودائرة الضوء ،إذا ما قارنا ذلك بتصريح سابق لوزير الخارجية اﻷمريكي الحالي بأن علي العالم أن ينتظر السودان القطر القادم للصدارة بقوة وبسرعة فائقة.
هم يقولون ذلك وربما يجتهدون بالتخطيط الدقيق والترتيب المحكم لتنفيذ اهدافهم وتحقيق مصالحهم وكأن اﻷمريكان يصرحون علنا أنهم قادمون لﻻستفادة من مخزون الموارد الضخمة التي تكتنز بها ارض السودان والتي يحتفظون بأدق المعلومات عنها ، ولكن ماذا عنا نحن اهل السودان وكيف نترتب لهذه المرحلة وماهي الخطوات العملية المطلوبة لنكون ندا قويا في شراكتنا مع اﻵمريكان والسعوديين في اﻹستفادة من مواردنا ؟؟
فالسودان الذي وصفته السعودية بأنه جنة المستثمرين ، هو لم يزل ماحاصرا بجنون الحاجة والعوز والفقر والضوائق وازمات الخبز والوقود والنقود.
الحكومة اﻹنتقالية التي لم تزل (إنتقامية) إستنادا علي واقع حياة الناس ومعاشهم واﻹنفلات السائد في الشوارع واﻷسواق ، لم تدخل الي مرحلة التحضير للتحول والشراكة اﻹستراتيجية التي تتحدث عنها امريكا والسعودية.. ، ﻵن حكومة السودان مطالبة وعلي وجه السرعة أن تدعو خبرائها ﻹعداد ملفات تأهيل البنيات اﻷساسية التي يقوم علي اكتافها اﻹستثمار الحقيقي وتعتمد عليها النهضة المنتظرة.، فلايعقل أن يكون هناك استثمار في بلد يعاني من غياب الطاقة (كهرباء ووقود) ويفتقر الي وسائل اﻹتصال المتقدمة (،طرق.. سكك حديدية.. مطارات.. صوامع .. ومراكز تخزين.. وموانئ ) كل هذا مع منصات إعلامية توعوية تبادر بالتبشير للتحول القادم وتواكب بالرصد اﻹخباري والتحليل كل خطوات اﻹعداد ﻹعادة بناء السودان ووضعه جاهزا لﻹنطلاق نحو التطور والصدارة.
اﻹستعداد سياسي .(،سلام واستقرار) وتشريعي (قوانين ونظم للتعامل مع الموارد وحدود السلطات القومية والمحلية منعا للتضارب وتداخل اﻹختصاصات) وشعبي بتوعية المواطنين بفوائد اﻹستثمار وحقهم كمواطنين علي الشركات والمؤسسات التي تنشط قريبا من دائرة سكنهم لتساهم في تطوير خدمات الصحة والتعليم وخدمات الماء والكهرباء وبما في ذلك الانشطة اﻹجتماعية والثقافية أو الرياضية.
السودان مقبل علي مرحلة ليكون امريكا الجديدة أو جنة المستثمرين.. ولكن متي وكيف ؟
ذلك ما ستظهره اﻷيام والسنوات القادمة وبإذن الله وتوفيقه.