اندلعت الأحداث عاصفة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور وخلفت وراءها عشرات القتلى والجرحى. في وقت أعلن فيه مجلس الأمن والدفاع حالة الطوارئ في محاولة لإخماد الحرائق والسيطرة على الأوضاع الدامية.
قلق دولي:
وسارعت عدد من الدول للتعبير عن قلقها إزاء تجدد العنف في دارفور حيث طالب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بحماية المدنيين واتخاذ الإجراءات اللازمة. بينما أصدر الإتحاد الأوروبي بياناً حذر فيه من تصاعد الأحداث. أما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين فقد أشارت إلى أن تجدد القتال في دارفور يعني المزيد من موجات اللجوء والنزوح فراراً من النيران.
حركة عبد الواحد على الخط:
وأصدرت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور بياناً أدانت فيه عودة القتال في الجنينة وإتهمت عناصر من النظام البائد بتأجيج الفتن في ولايات دارفور. لكن الحديث الاخطر كان هو المطالبة بمراجعة خروج اليوناميد وإرسال قوات دولية تحت الفصل السابع للحفاظ على أرواح المدنيين. الأمر الذي يشير إلى وجود سيناريو يهدف إلى استغلال الأحداث
قوى ثالثة:
ويتفق الخبراء على أن تصعيد النزاع في دارفور نتج عن قوى ثالثة غير مهتمة بإحلال السلام الشامل ونزع سلاح المجموعات المسلحة الفردية. وازدادت التوترات والاستفزازات بين بعض المكونات بعد الإعلان عن سحب قوة دولية تابعة لليوناميد من دارفور. ويشير الخبراء إلى أنه بالإضافة إلى المعارضين الرئيسيين للحكومة الانتقالية – النظام السابق ، فإن الحركات المسلحة التي لم توقع على السلام في جوبا مهتمة أيضًا بعدم إكمال بنود السلام كحركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور. وهو ما أظهرته حركة عبد الواحد بوضوح في مطالبتها في البيان بإدخال قوات دولية للأمم المتحدة تحت الفصل السابع. ويضيف الخبراء: (بالنسبة لهم هذا هدف استراتيجي ومن مصلحتهم دخول هذه القوات لأنه في حالة السلام ، سيفقدون سلطتهم وسيطرتهم على المناطق التي يتواجدون فيها الآن).
قوات إضافية:
ويضيف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن ما يحدث في الجنينة وبعض مدن دارفور يلفت النظر إلى أن شئ ما يعد ليمهد الطريق أمام دخول قوات أممية. وعلى أطراف عملية السلام وحكومة الفترة الإنتقالية أن يعوا جيداً أن الأوضاع الأمنية في دارفور يجب أن تمنح أولوية قصوى بإرسال قوات إضافية لحفظ الأمن والإستقرار ومنع التفلتات. وأشار خالد إلى أن اعلان حالة الطوارئ من شأنها التخفيف من حدة الأحداث التي خلفت دماراً كبيراً. كما يعول خالد على الإدارات الأهلية في رتق النسيج الإجتماعي وإبعاد الإقليم من دائرة الصراعات والفتن.