غابت سنا الفجر

الخطب جلل والمصاب عظيم
اليوم فقدك يا سهير أليم.
منذ بدء الخليقه الإنسان يهاب ويخاف ويتهرب من الموت، مع انه يدرك سلفا لابد منه. وخاصة أمام موت الأقرباء والأعزاء علي القلوب. مهما كان الإنسان غنيا كان ام فقيرا.. اميا ام مثقفا

فإنه يتألم وينهزم أمام الموت الذي لا يمكن أن نعتاد عليه رغم تكراره.
فاليوم خسف البدر حينا كان تماما
وخفى نوره فعاد الظلاما
وضياء الآفاق صار قتاما

خيم عندنا الحزن واقاما

عجلتي الفراق
حبيبتي سهير
مزقتي القلوب سكبتي الألم أججتي الداء
من غير دواء.
مهلا حبيبتي
لماذا الفراق؟؟
سريعا سريعا دون تأني، دون التفات الي الوراء.
أحقٌ رحلت سهير ؟؟ هذه حقيقة ام هذا هراء؟ مع اني أدرك الموت حق على كل إنسان وهذا ناموس الكون من رب السماء.
وغاب الجمال…غاب الوفاء
وغاب السنا. فقدنا الصفاء
واسدل الظلام
أقتم رداء
غاب النقاء وغابت السماحة الغراء
افتقدنا النعومة ودماثة الأخلاق وفقدنا البهاء.
فقدنا الكرم فقدنا السخاء
فكنت الألق والحديقة الغناء
أين انت يا سهير؟
رحلت سهير…في صمت رهيب .
من غير وداع إلى رب السماء.
الآن ابكيك حبيبتي سهير
مر البكاء
تبكي عليك كل الحسان وكل البشر والقصائد العصماء

وكل الكواكب ترثيك
ونجوم الليل

تبكيك يا قمرا.
غيب الموت الأخت الحبيبه، الصديقة الودوده سهير شريف.. الشخصيه المرحة التي لم تفارق ابتسامتها ثغرها قط. وكأني أسمع صوتها الآن يرن في أذني عندما توفي السيد الإمام… وكانت تبكي وتنتحب بشدة وتقول لي الدنيا مسخت لينا يا آسيا ماذا نكون بعد الإمام… سبحان الله. وقبل اسابيع لاحظت الحبيبه سهير تغادر عدد كبير من القروبات التي كانت تجمعنا فوقفت في هذا الأمر مع نفسي فقلت لماذا هذه المغادرة.. ولم أكن أعلم أن هنالك مغادرة بطعم العلقم ستحصل..
سبحان كانت نشطة جدا والناشطه دوما في عملها الذي ارتضته لنفسها فهي كانت في حركة دؤوبه بين لندن مكان إقامتها إلى القاهرة.. السودان إلى أي جهة تستدعي عملها بحكم جوازها البريطاني الذي سهل عليها عملية الحركة بين البلدان.. فكانت عضوة نشطة في الحزب والكيان. ومؤسسة منظمة نسوة في المملكة المتحدة وايرلاندا . وكانت ناذرة نفسها للعمل الطوعي واسرتها وكانت قياديه في حزب الأمه أمينة المرأة والشباب في المملكة المتحدة كانت لها قاعدة عريضة من الأصدقاء والمعارف كانت حنينه وطيبه وهينه ولينه في تعاملها مع الجميع نسأل الله لها الرحمه والمغفره وجنات الرضوان وان يتقبلها الله قبولا حسنا ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة اللهم آمين يارب العالمين اعزي نفسي واسرتها وأولادها( سامر وسامرين) ربنا يربط على قلوبهم وزوجها السفير عصام ابوجديري واختها هند شريف في كاردف وكل أهلها وذويها ووهيئة شؤون الأنصار وكل الأحباب والحبيبات في السودان والمملكة المتحدة وكل العارفين لفضلها فقد كان بيتها مفتوحا في لندن لكل الأحباب والحبيبات وكل المعارف فكانت في قمة الكرم. ولا نقول إلا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون.

والبقاء لله وحده نسأل الله لها الرحمه والمغفره وجنات الرضوان ولنا الصبر الجميل وحسن الخاتمه.

مسقط سلطنة عمان
٨ أبريل 2021