يجب أن نعترف بأن حكومة الثورة لا تشبه التطلعات التي حملتها الجماهير في مواكبها ومليونياتها التي دكت الأرض دكا تحت أقدام البشير وزمرته، الواقع الراهن بعيد كل البعد عن أسوأ أحلام الثوار في ما ينتظرهم بعد إسقاط عمر البشير، فالوضع الاقتصادي غاية في السوء، الغلاء أصبح ثقيلا جدا على المتعففين ووخيم جدا على متوسطي الدخل، الأزمات المتلاحقة في الدواء والكهرباء والغاز والمواصلات لم تترك اي مجال للاحساس بالراحة وتنسم عبير انتصار الثورة على الدكتاتور. انتصرنا على الشمولية وفشلنا في الانتصار على ذواتنا، هذا الفشل لا يجب تحميله للدولة العميقة وإنما لطريقتنا كسودانيين في مواجهة الأزمات وفي تحقيق الانتصارات، نحن شعب (ممهول) لا يتمتع بالجوع اللازم للابتكار والنجاح، ولذلك رغم ما يتوفر لدينا من موارد طبيعية نفشل في تحويلها إلى مشاريع نجاح.
الحكومات الشمولية قد تظلم وتقتل خارج القانون وتصادر الحريات، ولكنها لا يمكن أن تصادر القدرة الذاتية الكامنة في الجماهير على الإنتاج والمضي الى الامام، دول شمولية كثيرة جدا عاشت في ظل أنظمة اتوقراطية اشرس وارهب من البشير والنميري ولكنها لم تنهار اقتصاديا، لأن الجوع الى النجاح ظل موجودا في الشعب، كلما ظلمهم الدكتاتور زادوا إنتاجا، وكلما قهرهم ابتكروا وصنعوا النجاح المستحيل، حتى إذا انتفضوا في يوم ما على الدكتاتور واطاحوا به، وجدوا ما عملته ايديهم رصيدا ثمينا للانطلاق منه الى الامام في ظل دولة الحريات، ولكننا في السودان عجزنا عن ذلك، لا نملك الجوع ولا الابتكار، نجيد صناعة الشماعات لفشلنا، فمرات الحكومات الشمولية ومرات الحرب والان شماعتنا الدولة العميقة.
يمر بنا أطول انهار العالم وتجد الحقول التي تقع على بعد كيلومتر واحد منه عطشى!!! على مرمى حجر من النيل تخسر زراعتنا بسبب العطش!! ما فائدة النيل إذا وما فائدتنا نحن؟! نمتلك أفضل الأراضي الخصبة في العالم، ٤٦% من الأراضي الزراعية الخصبة في العالم العربي توجد في بلادنا وبعد ذلك نستورد الخضر والفاكهة والقمح و..الخ!! ليس هذا عيبا في الحكومات فقط وإنما عيبا ذاتيا فينا نحن، عيبا يشبه العيب الموجود في كل دول أفريقيا جنوب الصحراء، عيب لا يمكن انكاره ولا يمكن اثباته، عيب جعلنا فقراء ومرضى وفاشلين اقتصاديا وسياسيا وغارقين في الحروب والجهل والاتكالية، هل هي جينات مزروعة ام هي الطبيعة والتطبع؟! هل بالامكان تغيير ذلك؟ هل من الممكن تغيير المعادلة؟ نعم ممكن، ولكن يلزمنا أولا أن نعترف بأننا فاشلين واننا نحتاج بصدق للصراحة بيننا كشعب، فازمتنا ليست في الدولة المركزية ولا الدين، فهاهو الجنوب انفصل عنا بهذه الدواعي وهاهو في حضيض وفشل، ولا يمكن نسبه إلا الى هذه الروح الفاشلة التي تتقمصنا جميعا، ولن تسلم منها اي جهة تفكر في الانفصال مجددا عن الوطن الام السودان.
sondy25@gmail.com
هذه هي الحقيقة لأن خريج الهندسة عندنا اياديهم كالحرير نعومة بعيدة عن تخصصاتهم ولايتحملون الشمس الحارقة هم فقط يفضلون الانغلاق خلف الابنيه المكيفة التي تفوح منها الروائح الباريسية
وخريجي الزراعة نفس الشئ
والحديث عن الخريجة هو جمعها للخريجين حولها والتفنن في إضاعة اوقات العمل
والإنتاج صفر
لأن الإهتمام الأكبر هو المكتب والسيارة والجنصصه
الصين
وما أدراك ما الصين
عمل وإنتاج وإخلاص وإبداع
لن تستطيع أن تميز بين المدير والمهندس والعامل
يعملون ككتله وتيم موحد قمة التواضع والإبداع